[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
لا أحد يعلّم الاميركي ما إذا كان القصف الجوي وحده ل " داعش " يحقق المطلوب.. بل انه سيد العارفين بما يفعل، وبما يحقق، وعما اذا كان طيرانه الحربي قادرا على تصفية تنظيم بكامله .. هو من اراد هذا الخيار الجوي كي لايقتل التنظيم الارهابي دفعة واحدة، ولا على دفعات، هو يريد السماء ان تكون ارحم من الارض التي يعرف انها حاسمة عندما تتحرك الجيوش وراء هدفها .. لعله لم ينس بعد، كيف ظلت صواريخه تضرب في العراق من العام 1990 دون قدرة على تغيير النظام، وحده جيشه البري فعلها عام 2003 وحسم الموقف وانهى نظاما بكامل مؤسساته وتفاصيله التي بكي عليها اليوم كثيرون.
لقد تمكن " داعش " من السطو على عشرات الآلاف من الكيلومترات واحتلالها من خلال ارهابيين يتحركون على سطح الارض وليس لهم علاقة بالجو لا من قريب او بعيد. بعد حرب العام 2006 في لبنان توصل الاسرائيلي الى الجزم ان كل قوته الجوية لم تتمكن من ربح المعركة وتصفية حزب، كان المخطط الاساسي تصفيته من الوجود، ومن باب العتب على حاله وعلى ذاته، لم يغفر الى الآن، كيف تسمرت قواته البرية في عدد من القرى الجنوبية ولم تستطع التقدم فيها، فكان ان فشلت الحرب تماما، مع ان سلاح الجو نجح كثيرا في هدم وردم اهدافه المنتقاة.
ما العمل اذن لإنهاء " داعش " ومشتقاته من كل ركن وسمعت افكاره المؤذية ..! يقول وزير الدفاع العراقي بالإمكان انهاء هذا التنظيم خلال شهور قليلة ، ولقد بدأت رحلة التصفية حين انكب عشرات الآلاف من العراقيين على تلبية نداء مؤسساتهم الدينية للانخراط في اللجان الشعبية والجيش والتدرب المضني على العمل العسكري من اجل مواجهة المرحلة المخطط لها. والآن يحدد المسؤولون العراقيون ان معركة تحرير الموصل تحتاج الى 20 الفا من المقاتلين، ما يعني ان الطريق الى تلك المدينة التاريخية اصبح جاهزا، وربما يحتاج فقط الى أمر الهجوم والمباغتة.
لا شك ان " داعش " بات يعرف انه مؤقت في مناطق احتلها، وان الارض والسماء ستحاربه ، وهاهم العشائر تتحرك والجيش الى جانبها ، وهاهي قيادة العشائر تتحدث عن ان لاتسليح لها الا من قيادة الجيش العراقي .. كل العراق الآن اصبح على مشارف القتال، ويبدو ان الفرصة باتت سانحة بعد التغيير في رأس الهرم وفي قيادات الجيش وفي الكثير من المؤسسات المؤثرة.
لن يقبل العراقيون بوقت مهدور يؤدي الى الفراغ، بل بتسخيره من اجل ايام موعودة موضوعة على الاجندة وغير قابلة للتراجع .. يعرفها " داعش " لأنه دخيل على الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ومن قام بتركيبه بهذه الصورة انما اراد ان يجعل منه فزاعة ثابتة ودائمة ظنا بأن العربي على ما قيل له او هو يعرف بأن المؤقت عنده ثابت ودائم ..
لاحل امام العراق وسوريا سوى ازاحة الكابوس الذي نرى ان حجمه الفعلي وصل الى حده، وكل ماوصل الى حده انقلب الى ضده كما يقول المثل .. فليس امام تحرير الاوطان تقاعس حتى لو كانت الخطط الكبرى قائمة على تثبيت المحتل .. فهل نسي الاميركي اذن كيف انه لم يستطع البقاء يوما اضافيا في العراق وكيف خرج مهانا مرذولا بعدما سبقه آلاف القتلى والجرحى من قواته.