[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/mohamedaldaamy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]أ.د. محمد الدعمي[/author]
” إنه لمن نافلة القول بأن الثقافة العمانية جزء لا يتجزأ من كينونة الثقافة العربية الإسلامية، وان إطلالة العقل الغربي عليها لايمكن إلا أن تصب في الجهد المخلص والمواضب لإعادة رسم صورة صحيحة غير متداخلة الخطوط، وغير مختلطة الألوان للثقافة العربية الإسلامية الأم، عبر تقديم صحيح، لا تشوبه العصابية ولا الشوفينية لإبنتها الواعدة، اي الثقافة العمانية، فنوناً أدبية وموسيقية وتشكيلية وتراثية.”
ــــــــــــــــــــــــــــ
إنطلاقاً من فخر جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم بعمان: تراثاً، وشعباً، وثقافة حية، تم افتتاح المقر الجديد لمركز السلطان قابوس الثقافي بواشنطن العاصمة الأميركية (تمييزاً لها عن واشنطن الولاية)، قبل بضعة أسابيع. وقد كان الإفتتاح مهيباً بدرجة هيبة إسمه، وبدرجة الرسالة السامية التي يضطلع بها في خدمة التلاقح الثقافي الكوني ومد الجسور الحضارية، زد على ذلك، كان الافتتاح يرقى الى درجة اعتزاز جلالته بما حققته السلطنة على مختلف الأصعدة تحت رايته الخفاقة، ابتداءً من بداية النهضة العمانية الميمونة قبل أكثر من أربعة وأربعين عاماً مباركاً من التقدم والإنجازات.
لذا، فانه من حق الإنسان الذي كافح وبذل وناضل أن يراجع منجزاته الثقافية في غمار عصر العولمة الثقافية الذي تسوده التنافسات وتتلاطمه أنواع التيارات المفيدة والضارة في آن واحد، على سبيل إبراز الدور البناء للثقافة المحلية، ليس على المستوى الوطني المحدود حسب، ولكن على المستوى العالمي كذلك. لذا انطوت خطوة تجدد وتجديد مركز السلطان قابوس الثقافي بواشنطن على أكثر من معنى وعلى دلالات أوسع لأنها تنطلق من توصيته العمانيين بان لا يخشوا التفاعل الثقافي مع الثقافات العالمية، ومنها الأميركية، بطبيعة الحال.
وباضافة هذا المنجز الثقافي المهم الى منجزات السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ في مضمار تأسيس كراسي الأستاذية المتخصصة بالثقافتين العربية والإسلامية في مختلف أرجاء العالم، تكون جهود السلطنة على سبيل تعريف الشعوب البعيدة والمختلفة ثقافياً قد طوت شوطاً كبيراً على طريق تعزيز التفاهم والتفاعل والتلاقح الثقافي بين شعوب العالم، ومنها الشعب الأميركي الذي هو في أمس الحاجة، اليوم أكثر من أي يوم مضى، لفتح نافذة على الثقافتين العربية والإسلامية، خاصة في عصر تكمن الصراعات الثقافية في جوهر مولداته الحركية.
إنه لمن نافلة القول بان الثقافة العمانية جزء لا يتجزأ من كينونة الثقافة العربية الإسلامية، وان إطلالة العقل الغربي عليها لايمكن إلا أن تصب في الجهد المخلص والمواضب لإعادة رسم صورة صحيحة غير متداخلة الخطوط، وغير مختلطة الألوان للثقافة العربية الإسلامية الأم، عبر تقديم صحيح، لا تشوبه العصابية ولا الشوفينية لإبنتها الواعدة، اي الثقافة العمانية، فنوناً أدبية وموسيقية وتشكيلية وتراثية.
وإذا كنا، متخصصين في الثقافات الغربية وفي جهود مد الجسور منها واليها، قد دعونا إلى الإضطلاع بأنواع الأنشطة لتصحيح صورة وتصويب مفهوم، فإننا نشعر بغبطة حقة ونحن نشهد أن سخونة العمل العماني الملموس على الأرض إنما تحجب برودة الكلام اللامجدي: عمان سلطنة تعمل وتفعل، لا تتكلم فقط.