"55" باحثا من السلطنة ودول العالم يضيئون محاور المؤتمر ومعظم البحوث المقدمة لم تصل إلى يد الباحث والدارس من قبل
رسالة سلام في الافتتاح ومعرض وثائقي يجسد القيمة التاريخية للحضارة العمانية

بوجمبورا (بوروندي) ـ من خلفان الزيدي:
بهدف دراسة تاريخ الحضارة والثقافة الإسلامية والدور العماني في دول البحيرات العظمى دراسة معمقة، ينطلق اليوم في العاصمة البوروندية بوجمبورا أعمال المؤتمر الدولي حول الحضارة والثقافة الإسلامية والدور العماني في دول البحيرات العظمى الأفريقية، والذي تنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بالتعاون مع المكتب الوسيط وجامعة بوروندي وجامعة السلام والتصالح بجمهورية بوروندي بالعاصمة بوجمبورا.
يرعى حفل افتتاح المؤتمر الذي سيقام في فندق رويال بالاس في بورجمبورا فخامة الرئيس بيير نكرونزيزا رئيس جمهورية بوروندي، بحضور معالي الشيخ محمد بن عبدالله السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية وسعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، وعدد كبير من المسئولين الباحثين والمهتمين من السلطنة وجمهورية بوروندي ومن دول أجنبية مختلفة.
وسيقدم (55) باحثا من مختلف دول العالم أوراق عملهم خلال أيام المؤتمر التي ستتواصل لأربعة أيام عمل، وتركز حول الدور العماني، وإسهامه في الحضارة الاسلامية ودورهم في العلاقات مع دول البحيرات العظمى، فضلا عن سلطنة زنجبار وعلاقاتها بدول البحيرات، وكذلك حول دور العمانيين سكان تلك المناطق في نشاطهم الاجتماعي والثقافي والتجاري.
رسالة سلام في افتتاح المؤتمر
يستهل حفل افتتاح المؤتمر بدعاء يمثل الإسلام والمسيحية، يبتهل فيه الشيخ مهنا الخروصي وجناب القس جوفينال نزوسابا، ثم يقدم فضيلة الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد مفتي عام السلطنة رسالة سلام، يعقبه بذات عنوان الرسالة البطريرك ايفاريست نجوياجوي، بعدها يلقي معالي الدكتور محمد خلفان روكارا المكتب الوسيط لجمهورية بوروندي على المرتبة البروتوكولية نائب رئيس الجمهورية، كلمة ترحيب في المؤتمر، ثم كلمة ترحيب أخرى من الجانب العماني يلقيها سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية.
ويتضمن حفل افتتاح المؤتمر كلمة لمعالي الشيخ عبدالله بن محمد السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية، ثم كلمة فخامة الرئيس بيير نكرونزيزا رئيس جمهورية بوروندي.
وسيحفل افتتاح المؤتمر بتقديم ورقة حول دور العمانيين في نشر الإسلام والثقافة الإسلامية في دول البحيرات العظمى الأفريقية، يقدمها المتحدث الرئيسي للمؤتمر معالي الدكتور محمد خلفان روكار.
معرض وثائقي مصاحب
في موازاة مع حفل افتتاح المؤتمر، سيتم برعاية فخامة الرئيس بيير نكرونزيزا رئيس جمهورية بوروندي افتتاح المعرض الوثائقي الذي تنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، وسيضم المعرض مجموعة من الوثائق التي تحكي مسيرة الحضارة الانسانية في السلطنة وفقا للحقب التاريخية ودور عمان في التواصل الحضاري وعلاقاتها المختلفة، إضافة إلى وثائق تضيء بعض جوانب الحضارة والثقافة الإسلامية والدور العماني في دول البحيرات العظمى الأفريقية.
يأتي هذا المعرض انطلاقا من اهتمام الهيئة بتعريف المجتمع الخارجي بأهمية الوثيقة العمانية وتاريخ عمان في مختلف الحقب الزمنية، وحتى يكون رافدا مهما للدراسات والبحوث، حيث ستعرض الهيئة مجموعة قيمة من الوثائق العمانية وبعضا من الوثائق الدولية التي تحكي جانبا من التاريخ العماني التليد، ليتعرفوا على الامتداد التاريخي وعمق التواصل العماني والدور الهام في مختلف الجوانب في دول البحيرات العظمى الأفريقية، والذي يؤكد على قيمة الوثيقة العمانية وأهميتها التاريخية للدراسات والبحوث.
جلسات وأوراق عمل ثرية
يتضمن مؤتمر (الحضارة والثقافة الإسلامية والدور العماني في دول البحيرات العظمى الأفريقية) مجموعة من الأوراق الثرية في مضمونها وعناوينها، تستعرض مسيرة تاريخ وحضارة عمان والشرق الأفريقي ودول البحيرات العظمى، واستجلاء الجذور والمرجعيات التاريخية للتطور.
وتحفل جلسات العمل التي ستمتد على مدار أربعة أيام، بمشاركة مجموعة كبيرة من الباحثين من السلطنة وجمهورية بوروندي ومن دول عربية وأفريقية وعالمية مختلفة، يضيئون جوانب عديدة وهامة من الجوانب الحضارية لعمان ودورها وإسهامها الإنساني في الحضارة الإنسانية.
وقد اعتمدت جل البحوث وأوراق العمل المقدمة على الوثائق والعديد من المخطوطات، فالباحث تعمق في هذه الدراسات من خلال اطلاعه على عدد كبير من الأرشيفات العالمية التي تخص تاريخ عمان والشرق الأفريقي وتعتبر معظم هذه البحوث التي قدمت لهذا المؤتمر لم تصل إلى يد الباحث والدارس من قبل.
ويشتمل المؤتمر على (6) محاور هي المحور الجغرافي والسكاني، والمحور التاريخي والسياسي، والمحور الأدبي واللغوي، والمحور الاقتصادي والاجتماعي، والمحور الثقافي والصحفي والإعلامي، ومحور الوثائق والمخطوطات والآثار.
وسيتناول المحور الجغرافي والسكاني، علاقة التشابه في الجغرافيا الطبيعية بين شبه الجزيرة العربية ومناطق البحيرات العظمى من حيث الظروف المناخية والتضاريس والأصول السكانية، وأثر الهجرات على طبيعة العلاقات والتنوع بين الأقوام السكانية وهجرات القبائل العمانية إلى مناطق دول البحيرات العظمى والمدن والممالك التي أسسها المهاجرون العمانيون بشرق أفريقيا ودول البحيرات العظمى وجهود العمانيين في الكشوف الجغرافية في أدغال أفريقيا.
وسيتطرق هذا المحور إلى الأهمية الجغرافية المتمثلة في الموقع والمقومات الطبيعية لعمان وشبه الجزيرة العربية وشرق أفريقيا، ويعرج إلى عمان وموقعها الجغرافي، وصلات الجوار في مختلف العصور القديمة والحديثة مع شرق أفريقيا، باحثا في الدور البشري العماني في معرفة المدن والبنادر والموانئ الهامة على ضفاف المحيط الهندي وبحر العرب والخليج العربي ومضيئا كذلك التكوين الديمغرافي وأثره على السكان والبيئة الطبيعية في عمان وشرق أفريقيا، والأحوال البيئية والمناخية كالأمطار والجفاف والأعاصير والحوادث والكوارث والمجاعات والأوبئة.
أما المحور التاريخي والسياسي فسيبحث في دور التجار والمهاجرين العمانيين والمسلمين في نشر الإسلام في دول مناطق البحيرات العظمى، والإمارات الإسلامية في شرق أفريقيا ودول البحيرات العظمى والممالك الإسلامية التي قامت في مناطق البحيرات العظمى من بوروندي إلى أثيوبيا، ويتناول أثر الاحتلال البرتغالي على نشر الإسلام في شرق أفريقيا والبحيرات العظمى، وكذلك دور دولة اليعاربة في شرق أفريقيا، ونمط العلاقات بين سلطنة زنجبار والمناطق المجاورة لها، والتواصل بين سلطنة زنجبار وعمان وأثرها في تقوية العلاقات العائلية والأهلية بين الشطرين، ويبحث في تركيبة نظام الحكم في سلطنة زنجبار من حيث الهيكل الحكومي والمناصب والوظائف والتشريعات القانونية ونظام إدارة الدولة والنظام العسكري، ونظام المعاملات التجارية كالجمارك والتشريعات التجارية والنظام الاقتصادي والاجتماعي في سلطنة زنجبار.
أما المحور الأدبي واللغوي فسيتناول الأنشطة العلمية والثقافية: حركة التأليف ونظام التعليم ووسائله ومؤسساته، وأثر اللغة العربية على اللغات في شرق أفريقيا ودول البحيرات العظمى "اللغة السواحيلية واللغة الكلدونية"، ودور اللغة العربية في البلاط والمحاكم الشرعية في شرق أفريقيا، ومدى تأثر مناطق البحيرات العظمى، وتأثير الخطاب النثري في الثقافة السواحيلية في دول البحيرات العظمى وشرق أفريقيا، ويبحث هذا المحور في دور الرحلات في إثراء المعرفة الأدبية والثقافية في دول مناطق البحيرات العظمى وشرق أفريقيا، والعوامل التي أدت إلى انتشار اللغة السواحلية في دول مناطق البحيرات العظمى.
ويبحث المحور الاقتصادي والاجتماعي في دور التجار والعلماء العمانيين في نشر الإسلام والثقافة العربية بالمناطق الشمالية بشرق أفريقيا ووسطها (الشيخ أحمد بن إبراهيم العامري، حميد بن محمد المرجبي "تيبوتيب"، محمد البرواني) وغيرهم، ويعرج إلى تناول الإسلام والمسلمين في أثيوبيا، والصومال، وأوغندا، ورواندا، وبوروندي، ويقدم ملمحا عن النشاط التجاري للعمانيين في دول البحيرات العظمى، وأثره على الحياة الاجتماعية والاقتصادية، ودور العمانيين في النشاط الزراعي في دول البحيرات العظمى، ودور الجمعيات الأهلية في انتعاش الأنشطة الزراعية والتجارية والاجتماعية، والنظام الاقتصادي المتمثل في البضائع المصدرة والمستوردة بين عمان وشرق أفريقيا، وأنواعها ونمط التبادلات التجارية بين الموانئ في دول البحيرات العظمى.
كما سيقدم هذا المحور إضاءة للعلاقات التجارية العمانية وشرق أفريقيا "الأسطول التجاري وأثره في التجارة والملاحة"، وآثار ازدهار صناعة السفن في كل من عمان وشرق أفريقيا، ويتناول الملاحون العمانيون ومهاراتهم "أحمد بن ماجد نموذجا وأثره في إثراء علم الملاحة"، والتثاقف الحضاري والاجتماعي بين عمان وشبه الجزيرة العربية والشرق الأفريقي، ومظاهر الحياة الاجتماعية: الزواج، العادات والتقاليد، لباس الرجال، ولباس النساء، وتأثير الاستيطان في مناطق البحيرات العظمى على النمط الاجتماعي، والوقف وأنواعه في مناطق البحيرات العظمى وغيرها من النشاطات الحياتية المتمثلة في المناسبات الدينية كالمولد النبوي، والهجرة النبوية، والتاريخ الميلادي، والأعياد الدينية.
ويبحث المحور الثقافي والصحفي والإعلامي في اللغة والهوية في دول البحيرات العظمى، ويتناول مظاهر الحياة الثقافية وأوجه التشابه بين عمان وشرق أفريقيا ودول البحيرات العظمى، والاهتمام بالعلماء وظهور التأليف، والطباعة في دول مناطق البحيرات العظمى، وإسهامات المفكرين المسلمين في إثراء الجانب العلمي، ويقدم تاريخ الصحافة والطباعة وإسهامات الصحفيين العمانيين والمسلمين.
ويبحث محور الوثائق والمخطوطات والآثار في الدور الأوروبي وتأثيره على مكونات الوثائق والمخطوطات في دول البحيرات العظمى، وأهمية الوثائق في مجال حفظ وصيانة وتأمين الذاكرة الوطنية لدول البحيرات العظمى وأهمية المخطوطات في حفظ الجوانب الفقهية والتاريخية والأدبية، ويبرز ما رصدته الوثائق والآثار من أثر للعمارة العمانية الإسلامية في المساجد والأسوار والقلاع والحصون والقصور والمنازل.