في برنامج عمان للإبحار المجتمعي
احتضنت المدينة الرياضية بالمصنعة ختام بطولة المدارس للإبحار الشراعي والتي ينظمها مشروع عمان للإبحار برعاية شركة النهضة للخدمات، تحت رعاية خليفة بن عبدالله الفارسي الخبير التربوي بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة جنوب الباطنة، وشهد الختام تتويج مدرسة حسان بن ثابت للتعليم الأساسي من محافظة مسقط بالمركز الأول في فئة المدارس، وتتويج ريان القصابية من مدرسة النبوغ بالمركز الأول في فئة الإناث، وتتويج عبدالله الزدجالي من مدرسة ابن النفيس بالمركز الأول في فئة الذكور. وقد جاءت بطولة المدارس للإبحار الشراعي استكمالا للتصفيات الأولية التي أقيمت خلال الأسبوعين الفائتين بمشاركة 100 طالب من فئة البراعم لا تتجاوز أعمارهم 12 سنة، من بينهم 25 فتاة، حيث أقيمت سلسلة من سباقات التصفية بدأت في مدرستي الموج مسقط، وبندر الروضة بتاريخ 23 نوفمبر، ثم بعدها بأسبوع أقيمت سلسلة أخرى من التصفيات في مدرستي صور والمصنعة، وتكون كلّ فريق من ثلاثة أطفال، وانتهت جولات التصفية بتأهل ثلاث مدارس من كل جولة.
لحظات التتويج
بعد أربع ساعات من المنافسات القوية بين القوارب في مرسى المدينة الرياضية بالمصنعة، جاءت نتائج فئة الإناث بتتويج الطالبة بيان القصابية من مدرسة النبوع للتعليم الأساسي بالمركز الأول، وحلت في المركزين الثاني والثالث الطالبتين ابتسام العبيدانية وريان البلوشية من مدرسة نجية بنت عامر الحجرية للتعليم الأساسي، وأما فئة الذكور فقد حل الطالب عبدالله الزدجالي من مدرسة ابن النفيس للتعليم الأساسي في المركز الأول وجاء الطالبان طارق الحضرمي وعمر البلوشي من مدرسة أبو عبالي للتعليم الأساسي في المركزين الثاني والثالث، أما في فئة المدارس فقد تم تتويج مدرسة حسان بن ثابت للتعليم الاساسي من محافظة مسقط بالمركز الأول وحلت مدرسة أبو عبالي للتعليم الاساسي من محافظة جنوب الباطنة في المركز الثاني وحلت المدرسة السعيدية للتعليم الأساسي من محافظة مسقط في المركز الثالث.

برامج مجتمعية
وعن هذه البطولة قال راشد بن إبراهيم الكندي، رئيس اللجنة العمانية للإبحار الشراعي ومدير المنتخبات الوطنية وبرنامج الإبحار المجتمعي بمشروع عمان للإبحار: لقد شهدت البطولة منافسة قوية بين المتسابقين حيث رفع المشاركون شعار التحدي والمنافسة في السباق وقدموا نموذجاً جيداً في ممارسة رياضة الابحار الشراعي والتي هدفنا من خلالها إلى مواصلة المشوار في إيجاد قاعدة صلبة في مجال الابحار الشراعي في السلطنة. وأضاف: هذا العام انتهجنا تشكيلة مغايرة للبطولة مقارنة بالأعوام الفائتة، وذلك بهدف إتاحة الفرصة للأطفال للاستعداد بشكل جيد وتوظيف أفضل ما لديهم من مهارات وقدرات في المنافسة، ولأجل مكافأة البحارة المجيدين بالشكل الذي يكفل غرس روح المنافسة لديهم وتحفيزهم لمزيد من الإنجاز في رياضة الإبحار الشراعي. وقد حرصت شركة النهضة للخدمات على رعاية هذه البطولة لعدة أعوام كجزء من برامج دعم المجتمع التي تقوم بها، وتعليقا على هذه الرعاية قال ستيفن طوماس، الرئيس التنفيذي للشركة بأن البطولة أصبحت في فترة قصيرة حدثاً مهماً في ميدان رياضات الناشئين، وأن شركة النهضة تفتخر بالمشاركة في رعاية هذه البطولة والمساهمة في جهود تأهيل جيل من الرياضيين القادرين على المنافسة في المحافل الدولية. ويضيف الرئيس التنفيذي بأن جولات التصفية هذا العام شهدت رقياً في مستوى المنافسة بين الأطفال، وتوجت جهودهم في السباقات الختامية المقامة في المصنعة.
وشهدت جولة التصفيات المقامة في مرسى الموج مسقط منافسة قوية في ظروف رياح خفيفة بين 25 طالباً، منهم 5 فتيات، يمثلون كلا من مدرسة الروائع، ومدرسة نجية، ومدرسة النبوغ، ومدرسة الشيخ ناصر. وصادفت إقامة هذه التصفيات استضافة عمان للإبحار لكأس عمان لبطولة الآرسي 44 العالمية، وخاض الأطفال سباقات التصفية بمقربة من قوارب الآرسي 44 التي ضمت نخبة من البحارة العالميين، وكان ذلك بمثابة حافز لهم للتطلع إلى الاحتراف في هذه الرياضة. أما في التصفيات المقامة في ولاية صور والتي تُقام لأول مرة في هذه الولاية منذ افتتاح مدرسة الإبحار الشراعي في بداية هذا العام، فقد تنافس فيها 8 طلاب و12 طالبة يمثلون أربع مدارس هي مدرسة صور الخاصة، ومدرسة عبدالرحمن بن عوف، ومدرسة البهجة، ومدرسة لبابة بنت الحارث. وكانت هذه التصفيات أول تجربة حقيقية لهؤلاء الأطفال في المنافسة، إلا أنهم خاضوها بكلّ حماسهم واستمتعوا بها واستطاعوا التأقلم مع الرياح القوية التي حملت قواربهم الصغيرة بسرعة على المياه، وفي مدرسة بندر الروضة للإبحار الشراعي اجتمع 17 طالباً وسبع طالبات في التصفيات، ومثلوا كلا من مدرسة حسان بن ثابت، ومدرسة ابن النفيس، ومدرسة الزهراء، ومدرسة يتي، والمدرسة السعيدية. وبدأت السباقات برياح خفيفة ثم ما لبثت أن تحولت إلى رياح قوية جعلت المنافسة أكثر قوة بين الأطفال، ولكنها تسببت في الوقت ذاته في خسارة إحدى الفتيات للمركز الثاني الذي كانت قريبة من تحقيقه لولا انقلاب قاربها، وتجاوز بقية القوارب لها، أما العدد الأكبر من الطلاب فقد كان من نصيب مدرسة الإبحار في ولاية المصنعة، حيث اجتمع 30 طالباً من مدرسة أسعد بن زرارة، ومدرسة الإمام خنبش بن محمد، ومدرسة أبو عبالي، ومدرسة الخليل بن أحمد. وبسبب الأجواء الغائمة في ذلك اليوم تأخرت بداية المنافسات بين هذه المدرسة ولكن بعد قليل من الانتظار انكشفت الأجواء وانطلقت السباقات واستمتع الأطفال بمنافسة أقرانهم الذين تدربوا معهم في برنامج تجربة الإبحار.
إعداد وتأهيل
يقام برنامج المدارس للإبحار الشراعي كل عام، ويصل عدد المشتركين في المرحلة الأولى إلى 100 مشارك في كل مدرسة إبحار، ويتم تقسيم الطلاب للتدريب على مدى خمسة أيام بواقع 20 طالبا في كل يوم في كل مدرسة إبحار شراعي، ويتدرب الطلاب على مدى خمسة أسابيع على أساسيات الإبحار الشراعي، ويتعرفون على أجزاء القارب وحركته مع الرياح، ومهارات الابحار عبر مسارات مبسطة، بعدها ينتقل المشارك إلى المستوى المتوسط ويكون التدريب لمدة خمسة أسابيع أخرى يكتسب فيها مهارات تجهيز القارب بالعدة الخاصة، وطريقة سحبه نحو المرسى، والانطلاق به على الماء، وبعد استكمال الطلاب للتدريب خلال الفصل الدراسي يخضعون لاختبارات وتصفيات تختتم ببطولة المدارس للإبحار الشراعي. بعدها ينتقل الطلاب المجيدون إلى برنامج مختلف، وهو برنامج عمانتل للناشئين حيث يدخل الطلاب في معسكرات شتوية وصيفية تهدف إلى رفع مهارات البحارة ورفع اللياقة البدنية، وتأهيلهم من خلال التدريب على آليات السباق، وكذلك التدرب على تقنيات التحكم بالقارب، وبعدها يتم ترشيح بعض المجيدين للانتقال إلى المستوى الذي بعده والانضمام إلى نادي المتسابقين حيث يخضع المتسابق لبرنامج تدريبي مكثف بعد الدوام المدرسي ويكون لمدة أربعة أيام في الأسبوع.
مواهب قادمة
تهدف بطولة المدارس للإبحار الشراعي إلى تعريف الأطفال المشاركين بالتاريخ البحري العريق للسلطنة، وإذكاء روح المنافسة بينهم، حيث يتم اختيار المجيدين منهم للمواصلة في برامج الإبحار الشراعي، وتقام المسابقات بين طلاب المدارس المشاركين من مختلف ولايات السلطنة في هذا البرنامج، وتتيح لهم الفرصة لعيش أجواء المنافسة وتذوق طعم الفوز والخسارة، وكذلك تكسبهم بعض المهارات الضرورية في الحياة اليومية كالعمل الجماعي ضمن الفريق الواحد والمنافسة الشريفة وحل المشكلات والتعاون والقيادة.
تكريم
بعد نهاية سباقات بطولة المدارس للإبحار الشراعي وتحديد الترتيب العام، قام خليفة بن عبدالله الفارسي الخبير التربوي بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة جنوب الباطنة بتسليم الميداليات الذهبية لأصحاب المركز الأول والميداليات الفضية لأصحاب المركز الثاني والميداليات البرونزية لأصحاب المركز الثالث. وقدم راشد بن إبراهيم الكندي هدية تذكارية لراعي الحفل.
وعبر راعي الحفل عن سعادته وشكره لمشروع عمان للابحار على الجهود التي يقوم بها بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم والقطاع الخاص في تنفيذ هذه البرامج، وقال: نثمن الجهود المبذولة من قبل المختصين في مشروع عمان للابحار في تنفيذ برامج مشتركة مع وزارة التربية والتعليم حيث يلقى هذا البرنامج دعماً كبيراً وترحيباً لما له من أهمية كبيرة في عملية التنشئة الصالحة وربط الجانب النظري بالجانب العملي، حيث تخطت هذه المسابقة حدود المنافسة إلى اكساب المشاركين من الطلبة والطالبات العديد من المهارات القيمة مثل الاعتماد على الذات والثقة بالنفس وكسر حاجز الخوف وزرع روح التحدي، وهذه المهارات ستنعكس إيجابيا على المشاركين، وأضاف: نبارك للطلبة المشاركين والحاصلين على المراكز الأولى وكذلك نتقدم بالتهنئة للمدارس الفائزة في البطولة، ونوجه الدعوة إلى جميع المدارس إلى المشاركة والمساهمة في انجاح هذا البرنامج المجتمعي والذي يصب في مصلحة الطالب في المقام الأول.