دمشق ـ الوطن ـ وكالات:
بحث الرئيس السوري بشار الأسد مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف المبادرة الروسية لـ " الحوار " في موسكو . فيما نفى دي ميستورا ان يستفيد الأسد من الهدنة في حلب. استقبل الرئيس السوري بشار الأسد امس مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى منطقة الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف. و تأتي هذه الزيارة الداعمة لجهود المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا لتسوية الأزمة السورية سلميا ضمن الجهود الدبلوماسية الروسية التي تهدف إلى تسوية الأزمة السورية بالطرق الدبلوماسية. كما سيلتقي بوجدانوف في زيارته الى دمشق، والتي تستمر يومين ، عددا من أطياف المعارضة السورية الداخلية. وكان بوجدانوف التقى امس الاول مع وفد من لجنة متابعة الحوار الوطني السوري وجرى خلال اللقاء الحديث عما في جعبة المبعوث الأممي من أفكار، إضافة إلى تفاصيل عقد لقاء للمعارضة على اختلاف تشعباتها وذلك تمهيدا للحوار السوري - السوري على أسس جنيف. وفي سياق الجهود الروسية لإحياء عملية السلام التقى بوجدانوف خلال زيارته الأخيرة إلى اسطنبول وبيروت بمعارضين سوريين، وقد سبق هذه الجولة اجتماع بين نائب وزير الخارجية الروسي والسفير القطري بموسكو. حركات بوجدانوف جاءت تجسيدا لتفاهمات روسية - سورية أفرزتها زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى روسيا في 26 الشهر الماضي حيث استقبل من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واجتمع إلى نظيره سيرجي لافروف، وقد تركزت المباحثات بين الجانبين على إجراء مشاورات تمهيدية بين فصائل المعارضة السورية على أوسع نطاق ممكن وبدون اشتراطات واستثناءات مسبقة وبرعاية دولية، والعمل على جمع ممثلين عن المعارضة مع ممثلي القيادة السورية دون شروط مسبقة أيضا. وذكرت مصادر روسية إن موسكو تعكف على عقد اجتماع لمجموعة "أصدقاء دي ميستورا" تحضيرا لجنيف 3 وأوضحت المصادر أن بنود اتفاق جنيف يونيو 2012 لاتزال صالحة، وخاصة ما يخص البندين المتلازمين وهما مكافحة الإرهاب والعملية السياسية في سوريا والتي تشكل المصالحة الوطنية على أسس حقيقية، كما يشير المصدر الى أهمية إعادة إعمار سوريا بالتساوي مع التسوية السياسية. وأكدت المصادر على حرص موسكو واستعدادها لتقديم كل ما بوسعها من أجل عقد اللقاءات التشاورية غير المشروطة بين الفرقاء السوريين من جانبه رفض مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، تلميحات إلى إمكانية استفادة النظام السوري من الهدنة المقترحة في مدينة حلب، معتبرا أنها انطلاقة نحو عملية "سياسية حيوية"، من أجل السماح بدخول المساعدات. وقال دي ميستورا، بحسب وكالة (رويترز) أن "الأمم المتحدة تنظر إلى جوانب عدة من أجل طمأنة الجميع لأن الأطراف لديها مشكلة ثقة"، موضحاً أن نائبه "سيسافر إلى دمشق ليحاول كسب تأييد الحكومة على الهدنة". واقترح دي ميستورا , خلال زيارة قام بها الى سوريا الشهر الماضي, مبادرة "تجميد القتال" المطروحة حاليا والتي ستكون بدايتها في حلب، فيما اعتبر الأسد ان المبادرة جديرة بالدراسة وأن نجاحها سيشكل حجر الأساس لخطوات مماثلة. ولم يشر المبعوث الأممي إن كانت "جبهة النصرة" ستوقع على خطة الهدنة قائلا إن "حساباتهم ستكون خاطئة إن سعوا إلى تعطيلها". ورأى دي ميستورا أن "سقوط حلب سيخلق لاجئين إضافيين يصل عددهم إلى 400 ألف لاجئ"، واصفا سقوط حلب "بالمأساة". وأجرى دي ميستورا على مدار الايام القليلة الماضية محادثات مع فصائل من المعارضة المسلحة المتواجدين في تركيا سعيا للترويج لمقترح وقف إطلاق النار في مدينة حلب، وقال "الائتلاف الوطني"، إن أي خطة هدنة تحتاج إلى أن تكون جزءاً من "استراتيجية أشمل تتضمن عزل ـ الرئيس السوري بشار ـ الأسد من السلطة". فيما رأى القيادي في ما يسمى الجيش السوري الحر العقيد الركن بشار سعد الدين أن "ما يقوم به دي مستورا لوقف القتال على جبهة حلب يأتي في إطار تنفيذ مؤامرة دنيئة حاكها نظام الأسد لإعادة ترتيب قواته التي تآكلت". ميدانيا تواصلت عمليات القصف والاشتباكات في حي جوبر بدمشق، كما طال قصف بلدات ابطع وداعل وطفس والشيخ مسكين وانخل بريف درعا. وقالت مصادر، ان الطيران الحربي السوري شن سلسلة غارات جوية في محيط مطار دير الزور العسكري، بالتزامن مع المعارك التي تدور في المنطقة بين قوات الجيش ومسلحي داعش. وكان الجيش السوري أعلن صد اكثر من هجوم لتنظيم الدولة على المطار العسكري الذي يعد إحدى آخر القواعد العسكرية للجيش السوري في شمال شرقي سوريا. وفي سياق متصل خرج العشرات من سكان الغوطة الشرقية بريف دمشق إلى مدينة دمشق بهدف تسوية أوضاعهم لدى السلطات ومن ثم نقلهم إلى مراكز إيواء خصصت لهم في مدينة قدسيا بالقرب من دمشق. ونقلت سانا عن مصدر عسكري قيام وحدة من الجيش والقوات المسلحة بتأمين خروج 76 عائلة من مدينة دوما في الغوطة الشرقية. وذكر مصدر في قيادة الشرطة لمراسلة سانا أن العائلات ضمت 322 شخصا بين اطفال ونساء ورجال وصلوا مخيم الوافدين وتم نقلهم أمس الاثنين إلى مركز الإقامة المؤقتة في قدسيا. وبين المصدر أن من “بين الأشخاص الذين خرجوا من دوما 20 مسلحا سلموا أنفسهم مع أسلحتهم للجهات المختصة” ليصار إلى تسوية أوضاعهم بموجب القوانين والأنظمة النافذة وفي سياق متصل أفادت، محكمة الإرهاب، أنها تقاضي حاليا نحو 100 شخص بتهم ارتكاب جرائم قتل جماعية، مشيرة إلى أن أعداد منهم متهم كذلك بالمشاركة في أعمال "إرهابية". وأعلنت محكمة الإرهاب، في أيلول سبتمبر الماضي، أنها أطلقت سراح نحو 1000 موقوف خلال الشهرين الماضيين، لافتة إلى أنه ستعمل على إطلاق سراح نحو 8 آلاف موقوف خلال الأشهر المقبلة. كما أعلنت محكمة الإرهاب، مؤخرا، أنها أخلت سبيل 490 معتقلاً تجري محاكمتهم أمامها, لافتة إلى أن محاكمتهم ستتواصل وهم طلقاء. وفي سياق متصل، أشار مصدر مسؤول في وزارة العمل ، إلى أنه "تم تشكيل لجنة لدراسة واقع الجرائم التي وقعت على الأطفال والنساء، وإحصاء الأضرار التي تعرضت لها المنشآت والمنازل في كل المحافظات". وقال المحامي العام بحلب، إبراهيم هلال، إن "عدد الجرائم في محافظة وحلب ولاسيما في ريفها ارتفع بشكل كبير وخاصة ما يتعلق بالجرائم الواقعة على الأطفال والنساء"، لافتا إلى أن "القضاء سيتشدد في محاسبة هؤلاء المجرمين الذي لم يميزوا بين طفل أو امرأة أو شيخ".