[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/samyhamed.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]سامي حامد[/author]
شهد ما يسمى بتحالف "دعم الشرعية" الذي تم تشكيله عقب ثورة الـ30 من يونيو التي أسقطت نظام حكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر في الآونة الأخيرة انسحابات متتالية للأحزاب والقوى السياسية المشاركة فيه، وهرب نحو 12 حزبا وحركة وجبهة من السفينة الإخوانية قبل غرقها، ولم يتبق من هذا التحالف سوى حزبي الفضيلة والأصالة فقط بجانب حزب الحرية والعدالة المنحل الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، حيث أعلن مؤخرا حزب الاستقلال انسحابه من هذا التحالف. وقال مجدي حسين رئيس الحزب المحبوس حاليا إنهم غير مستعدين لإنهاء حياتهم داخل السجون بتهمة التبعية للإخوان .. هذا فضلا عن انسحاب الجبهة السلفية صاحبة الدعوة الفاشلة لمظاهرات الـ28 من نوفمبر الماضي، مبررة ذلك أن الجبهة تحتاج إلى سقف سياسي أوسع وأنها ستسعى للتنسيق مع القوى الثورية .. وفي المقابل تجاهل ما يسمى بتحالف دعم الشرعية الانسحابات الأخيرة مطالبا أنصاره باستمرار التظاهر!!
وفي تطور لاحق كشفت مصادر من الأحزاب التي انسحبت من تحالف الإخوان أن حزبي الفضيلة والأصالة يدرسان أيضا تجميد عضويتهما داخل هذا التحالف استعدادا لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة .. ومن جهته كشف مجدي حسين رئيس حزب الاستقلال المنسحب بأن تنظيم الإخوان يفسر دعم الشرعية في نقطة واحدة هي عودة الرئيس الأسبق محمد مرسي وهم غير مشغولين بأي قضية أخرى إلا استعادة أوضاعهم في الحكم وفق نفس السياسات، ووفق نفس التفاهمات مع أميركا، وهي الاعتراف بإسرائيل وكل ما يتعلق باتفاقية كامب ديفيد واستمرار التطبيع مع إسرائيل، وأن تبقى كل المصالح الأميركية في مصر كما هي .. إلا أن مجدي حسين لفت إلى أن خروج حزبه من هذا التحالف لا يعني عقد أي مساومات مع ثورة الـ30 من يونيو!!
البعض يرى أن إعلان بعض الأحزاب الإسلامية انسحابها من تحالف الإخوان بالتزامن مع رفض الإدارة الأميركية اعتبار جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا يقصد به تصدير صورة للواقع المصري على خلاف الحقيقة في إطار خطة أميركية لإعادة الإخوان للحكم، حيث إن الخطة الأميركية المعدة للتنفيذ حتى الـ25 من يناير المقبل تقوم على تفجير الأوضاع وإلهاب الشارع المصري واستغلال بعض الأمور الحادثة بالفعل مثل أحكام براءة الرئيس الأسبق حسني مبارك ورموز نظامه، وتدني الأوضاع الاقتصادية وغلاء الأسعار، وذلك لإثارة الشعب ضد النظام الحالي في محاولة فاشلة لتكرار سيناريو الـ25 من يناير العام 2011 وإسقاط النظام وعودة الإخوان إلى كرسي الحكم بدعم أميركي مباشر ومعلن، حيث إن إعلان الكيانات التى تدعم العنف والإرهاب انسحابها من تحالف الإخوان في الوقت الذي ترفض فيه الإدارة الأميركية اعتبار الإخوان جماعة إرهابية يخول لواشنطن أن تعلن دعمها المباشر للإخوان دون أن يقال إنها تدعم الإرهاب أو تدعم تنظيما إرهابيا!!
هناك رأي آخر يرى أن انفراط عقد تحالف الإخوان هو سيناريو مقصود ومخطط له لدخول الإخوان إلى البرلمان من الباب الخلفي تحت لواء الأحزاب المنسحبة، حيث تتجه تلك الأحزاب إلى تكوين تكتل انتخابي يضم أحزاب الوسط والوطن والاستقلال والبناء والتنمية والجبهة السلفية ومصر القوية لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، حيث كشفت مصادر منشقة عن الإخوان أن مخططا جديدا للتنظيم الدولي للإخوان هو إعادة استراتيجية التعامل مع الدولة من خلال أحزاب مثل الوسط، ومصر القوية للدفع بمرشحين في انتخابات مجلس النواب يمكن من خلالهم ضرب الدولة بالطرق الديمقراطية وتعطيل القوانين وافتعال الأزمات داخل المجلس لإثارة الأوضاع الداخلية والخارجية!!
نفس المصادر أكدت أن التنظيم الدولي للإخوان يدرس حاليا كيفية الحصول على 25% من مقاعد البرلمان ليصبح قوة مؤثرة في القرار في ظل تفتيت القوى السياسية والأحزاب المدنية التي تتصارع على الأغلبية البرلمانية دون وجود وزن حقيقي في الشارع المصري .. والسيناريو المعد لهذا الغرض هو الدفع بحوالي ألف مرشح إخواني على قوائم الأحزاب التابعة لها المنسحبة من تحالف الإخوان .. ولعل هذا ما دفع خالد سعيد القيادي بالجبهة السلفية إلى تأكيده بأن انسحاب الجبهة مما يسمى بتحالف "دعم الشرعية" الداعم للرئيس المعزول محمد مرسي لا يعني أنهم تخلوا عن معارضتهم للنظام المصري الحالي .. كما قال يسري حماد نائب رئيس حزب الوطن السلفي "إن الانتخابات ليست صندوقا كما يصورها البعض لكنها عملية متكاملة فيها حرية وديمقراطية واتصال بالجماهير والقدرة على تجميع الكوادر ومناخ للحريات يسمح للجميع بالمشاركة" .. وذلك في إشارة إلى حتمية مشاركة الإخوان في هذه الانتخابات!!
واستكمالا لمخطط التنظيم الدولي للإخوان طرح أيمن نور رئيس حزب غد الثورة المقيم في بيروت وثيقة وطنية بين القوى السياسية لوضع تفاهمات بين الأحزاب خلال الانتخابات المقبلة، وقال نور على حسابه الرسمي في "تويتر" أدعو لحوار للتوافق على وثيقة وطنية جامعة وضامنة لتنظيم العلاقات بين قوى ثورة الـ25 من يناير ووضع قواعد ملزمة للمستقبل ولا تتجاهل أخطاء الماضي" .. إلا أن الأحزاب السياسية وخاصة المدنية اعتبرت وثيقة أيمن نور محاولة رخيصة لإعادة جماعة الإخوان إلى المشهد السياسي مرة أخرى، وإحداث فتنة في الشارع وبين القوى السياسية والثورية .. فهل ستنجح جماعة الإخوان في النهاية في دخول البرلمان المقبل تحت عباءة حلفائها؟!