[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/nawafabohyga.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]نواف أبو الهيجاء[/author]
يفترض أن يناقش مجلس الأمن الدولي وقبيل عطلة أعياد الميلاد ورأس السنة مشروع القرار العربي ـ الفلسطيني المعروض من الأردن، وهو المشروع الذي يتضمن الاعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية وقبولها عضوا كاملا في الأمم المتحدة وضرورة انسحاب الاحتلال الصهيوني إلى خطوط الرابع من يونيو 67 ـ مع تعديلات متفق عليها وتبادل للأراضي .. على أن يتم هذا الانسحاب خلال سنتين.
لكن ثمة مسودة مشروع آخر ـ أوروبي ـ صاغته فرنسا وجرت معها بريطانيا وألمانيا يقول بالتفاوض سنتين للوصول إلى الحل النهائي للصراع العربي الصهيوني. ويبدو أيضا أن المشروع لا يطالب بدولة فلسطينية بعضوية كاملة فورا إلى جانب محاولات انتزاع اعتراف دولي يقول (إسرائيل هي الدولة القومية لليهود) ما يعزز القانون الصهيوني الذي وافق عليه الكنيست (بيهودية) الكيان الصهيوني.
واضح أن المشروع الأوروبي الذي يراد جر الولايات المتحدة إليه يهدف إلى أمور عدة في وقت واحد. أهم الأهداف:
أولا: العودة إلى مسلسل المفاوضات .. التي تطول وتمتد حتى لو استمرت عامين.
ثانيا: تأجيل الانسحاب الصهيوني إلى ما بعد الاتفاق وبعد السنتين.
ثالثا: إجهاض مشروع الاعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية ومنحها صفة العضوية الدائمة في الأمم المتحدة.
ويبدو أن الرئاسة الفرنسية الحالية أرادت تسجيل ذروة جديدة من ذروات المواقف المؤازرة للكيان الصهيوني، وذروة أخرى في إشهار العداء لشعب فلسطين وحقوقه المشروعة والمعترف بها دوليا، ومنها حق العودة والسيادة والاستقلال وعودة القدس لتكون العاصمة الأبدية الموحدة للشعب الفلسطيني.
والأيام القليلة المقبلة سوف تشهد الصراع بين رؤيتين هما الرؤية (الأردنية ـ الفلسطينية) وفق المشروع العربي والرؤية الصهيونية الغربية وفق المشروع الفرنسي ـ البريطاني الألماني. الطريف أن ما تسرب من أنباء بشأن مسودة المشروع يقول إن ثمة حماسة ألمانية لمسألة النص على يهودية الكيان الصهيوني.
وواضح أن القضية شد حبال وعض على الأصابع. وواضح أن ثمة مراهنة من الطرفين على الموقف الأميركي وتحديد سنتين بناء على أن مدة ولاية أوباما تنتهي بعد السنتين وأن الرغبة تقول بأن يحقق أوباما إنجازا هنا يجير في النهاية لصالح الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
هل يقع العرب عموما والفلسطينيون خصوصا في فخ (السنتين) وتفسيرهما المتباعد؟ بل هل ينجح عرب أميركا في إقناع الولايات المتحدة ـ حليفتهم ـ بعدم تأييد المشروع المراوغ الفرنسي وتأييد المشروع العربي الذي بدوره أهمل حق العودة والقرار 194 ولم ينص بوضوح ـ كما تسرب ـ على انسحاب المحتلين من القدس؟
ربما كان المشروع العربي هو (الممكن) الوحيد في مجلس الأمن لكي لا يواجه بالفيتو من أي من الدول الغربية الأعضاء في المجلس، ولكنه ليس إلا أهون الشرين فقط.