دمشق ـ الوطن ـ وكالات:
أكد الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقائه ميخائيل بوجدانوف الموفد الخاص للرئيس الروسي ونائب وزير الخارجية أن دمشق تتعاطى بإيجابية مع الجهود التي تبذلها روسيا لإيجاد حل للأزمة السورية مشدداً على ضرورة أن يكون التحرك مبنياً على حق الشعوب في تقرير مصيرها واحترام سيادة الدول ، فيما حمل مبعوث بوتين إلى الشرق الأوسط، موعداً أولياً في يناير المقبل في موسكو، وافقت عليه دمشق، لكي يلتئم اجتماع ممثلين عن المعارضة السورية، يحدد العناوين المشتركة لما ينبغي بحثه في اجتماع ثانٍ مع ممثلين عن الحكومة السورية. فيما نقل بوجدانوف رسالة بوتين إلى الأسد ، تؤكد استمرار روسيا بدعمها ووقوفها مع سوريا في مواجهة الإرهاب. وشدد الأسد خلال استقباله بوجدانوف على أن أي تحرك دبلوماسی روسی سیكون مبنیاً على مبادئ حق الشعوب في تقریر مصیرها واحترام سیادة الدول والقوانین الدولیة مؤكدا أن سوریا تتعاطى بإیجابیة مع الجهود التی تبذلها روسیا بهدف إیجاد حل للأزمة .
ونقل بوجدانوف ، رسالة شفویة من الرئیس الروسی إلى نظیره الأسد ، تؤكد استمرار روسیا في دعمها ووقوفها إلى جانب الشعب السوری في مواجهة الإرهاب وقال بوجدانوف في تصریح للصحفیین "نرید أن نتفق على الكثیر من الأمور مع القیادة الشرعیة في دمشق".بدوره عبر نائب وزیر الخارجیة فیصل المقداد عن ثقته بأن "الأصدقاء الروس یحملون أفكاراً سنتناقش معهم حولها لكي تكون هذه العملیة مضمونة النجاح وبما یؤدی إلى حل سیاسی یقوم على المبادئ المعروفة من وحدة الأراضي السوریة إلى عدم التدخل الخارجي في شؤونها" . وبحسب مصادر سورية مطلعة، وكان الروس يطمحون إلى تحديد موعد للمؤتمر قبل نهاية العام الحالي، لوضع خطوة عملية في الطريق نحو إحياء عملية جنيف. وجرى طرح السابع عشر من ديسمبر(كانون الأول ) الحالي موعداً لجمع المعارضين في موسكو، يليه اجتماع معارض وحكومي في التاسع عشر، إلا أن المشاورات مع الحكومة السورية ومع بعض أقطاب المعارضة،
لا سيما «الائتلاف الوطني»، والحاجة إلى استكمال المشاورات بلقاءات إضافية، لتحديد أسماء المشاركين، وعناوين البحث، دفعت إلى تفضيل يناير (كانون الثاني) موعداً جديداً للقاءات موسكو.وقالت مصادر سورية إن الموفد الروسي تحدث عن الأوضاع الإقليمية، وعن المشاورات التمهيدية التي أجراها مع الأطراف كافة، وأوضح أن الأمور لم تنضج بعد للذهاب بسرعة إلى لقاء في موسكو. ولم يقدم بوجدانوف تصوراً كاملاً للقاءات موسكو، حيث لم يتحدث عن أسماء المشاركين ولا الوفود، لكنه أكد على الطابع السوري للحوار في موسكو، واقتصار الدعوات على السوريين وحدهم وتجنب دعوة الدول والقوى الإقليمية على هامش المؤتمر، كما حدث في جنيف، وأن لا حاجة لحضور إيران وقطر وتركيا والسعودية أو فرنسا وبريطانيا. وقالت مصادر غربية إن الأميركيين والروس قد وصلوا إلى مرحلة متقدمة في التشاور على أسماء المعارضين الذين سيشاركون في اجتماع موسكو. وأضافت إن الأميركيين سلموا الروس لائحة ببعض الأسماء التي يرغبون بأن تشارك في الاجتماع وأن الدبلوماسيين الروس قاموا بنقلها إلى السوريين الذين وافقوا على بعضها واعترضوا على أسماء أخرى، مما أدى إلى تحديد موعد الاجتماع في موسكو. وفي موضوع متصل قال فيصل المقداد في تصريح صحفي أمس إن ما يسمى الربيع العربي أظهر حقيقة النيات التركية ففي آخر قمة في ليبيا على سبيل المثال كانت كل المنشآت التي شهدت القمة وتجهيزاتها وكل العاملين بها أتراكاً ومع ذلك ساهمت تركيا في ذبح النظام الليبي، مشيراً إلى أنّ تركيا راهنت على سقوط الدولة السورية خلال أسبوعين على أقصى تقدير. وأضاف: نحن نقول ونكرر ولن نمل أن المخطط الأميركي قام على استخدام الدين الإسلامي السياسي لتغيير الوضع في المنطقة بالاعتماد على "الإخوان" ولدينا وثائق عن اجتماعات عقدت في اسطنبول بين وفود من "الإخوان" من مصر وبعض الدول العربية والمخابرات الأميركية والإسرائيلية بإشراف الجانب التركي وما يثير الاشمئزاز أنه خلال الاجتماعات أبدى الأميركيون دهشتهم من الود الطافح بين الوفدين الإخواني والإسرائيلي وكان ذلك في منتصف التسعينيات، مؤكداً أن التنسيق استمر حتى قيام ما يسمى "الثورات العربية" حيث لم تكن مصادفة أن يتسلم "الإخوان" في مصر وليبيا وتونس السلطة بعد أن ركبوا موجة هذه الثورات.مشيرا إلى أن تركيا لم تترك جماعة إرهابية في العالم الإسلامي إلا دعمتها بالسلاح والمقاتلين الإرهابيين وقال: إننا في سوريا نسجل للشعب المصري العظيم وقيادته وجيشه انتصاره في ثورة "30 يونيو" لأنها الخطوة الأولى لأكبر دولة في المنطقة لمواجهة الدور التركي الخطر ومنع استقرار "الإخوان" في السلطة. كما أكد المقداد أنّ تنظيم "داعش" هو نتاج التفاعلات في المنطقة وتنامي الفكر منذ ظهوره في أفغانستان ودعم واشنطن له بهدف خلق حركات دينية مزيفة ودموية في الوطن العربي تجتمع عليها كل العناصر التكفيرية حتى تربح "إسرائيل" كل شيء وتخسر الحركة الوطنية معركتها مع التحرير والتنمية والاستقرار. وقال المقداد: إنّ أوروبا لم تفاجأ بهذه التنظيمات المتطرفة على أرضها أو في المنطقة، وكل التطرف الذي جاءنا كان بعلم وتحت رعاية أجهزة الأمن الأوروبية وليس من المعقول أن ينتقل إلى سوريا على سبيل المثال 15 ألف إرهابي من دون علم هذه الأجهزة الأمنية الأوروبية من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش أن الحكومة السورية تتحمل العبء الأكبر في محاربة الإرهاب الذي يهدد منطقة الشرق الأوسط معتبرة أن نتائج غارات التحالف الذي تقوده واشنطن ضد الإرهاب متواضعة. وقال :إن كل ما يحصل يؤكد أن الحكومة السورية هي من يتحمل الجزء الأكبر في محاربة الإرهاب الذي يهدد منطقة الشرق الأوسط برمتها مشيرا إلى أنه بعد 80 يوما من بدء غارات التحالف الذي تقوده واشنطن ضد الإرهاب دون تفويض من مجلس الأمن الدولي ودون موافقة الحكومة السورية فإن النتائج متواضعة. وشدد لوكاشيفيتش على أن من العواقب السلبية للأعمال غير القانونية للتحالف كانت الوصول إلى عدم احترام سيادة الدول ومنها سوريا، حيث قامت الطائرات الإسرائيلية بالإغارة على أهداف قرب دمشق. وقال رئيس هيئة الأركان الروسية الجنرال فاليري جيراسيموف, إن "واشنطن وحلفاءها زادوا من دعمهم المقدم لفصائل المعارضة المسلحة وذلك لتغيير نظام الحكم في سوريا.