د‌- الهدايا القيمة التي حملتها الرحلة إلى نيويورك
كانت الهدايا التي حملتها السفينة سلطانها الى نيويورك والتي حملتها من نيويورك الى السيد سعيد أيضا مادة جذب وشد وصراع على الأقل من الجانب الأميركي، وقد كانت الهدايا التي أرسلها السيد سعيد الى الرئيس الأميركي عبارة عن فرسين نجديين، وعقد من اللؤلؤ، وحبتين كبيرتين من اللؤلؤ، وحوالي 12 قطعة من الأحجار الكريمة، وسبيكة من الذهب الخالص، وسجادة فارسية، وعطور ماء الورد، وست عباءات كشميرية مطرزة، وسيف مرصع بالذهب، ورغم أن السيد سعيد كان يعرف بصعوبة قبول الهدايا من قبل الرئيس الأميركي في بادرة سابقة له، الا انه ارسل الهدايا مع سفيره أحمد بن النعمان متعشما أن تقبل هذه المرة، وجد البيت الأبيض والمسؤولون الأميركيون أنفسهم في مأزق، فهنالك حرص على فهم البادرة الودية للسيد سعيد وعدم إغضابه من ناحية، وهنالك رفض بات لقبول الهديا وقبولها من السيد سعيد قد يوجد سابقة غير مرغوب بها من ناحية أخرى، وبعد جدل كبير وجهد وجدت الإدارة الأميركية حلولا ملخصها أن تقبل الهدايا وتسلم للدولة تتصرف بها بما تراه مناسبا، ولا تسلم للرئيس الأميركي شخصيا.
على صعيد آخر واجهت الحكومة الأميركية أزمة أخرى في كيفية توفير المبالغ لشراء هدايا للسيد سعيد في المقابل، وقد دبر المبلغ في نهاية الأمر بعد جهد جهيد أيضا من وفورات ميزانية وزارة الحربية (ايلتس/ص 79)، وقد تصدر الهدايا الأميركية الى السيد سعيد زورق ضخم، وأسلحة عبارة عن مجموعة من المسدسات والبنادق، ومرآتان ثمينتان وبعض الشمعدانات الفاخرة.
إن الإشكاليات التي صاحبت الهدايا هي وجه درامي آخر يمكن أن يعضد المحور الدرامي لعمل فني عن رحلة السفينة الى نيويورك.
ويورد مصطفى إبراهيم الجبو تفاصيلا وأحداثا أخرى عن الهدايا، أثيرت في الصحف الأميركية، ولكنها لم تكن تستند الى أساس متين، إذ وصفها الجبو نفسه بأنها مسندة الى الشائعات (الجبو/ ص 151).

ذ‌- الاستقبال الحافل الذي حظيت به الرحلة في نيويورك
اهتم أهالي نيويورك وصحفها بالبعثة العمانية، كانت دهشة اللقاء الأول والتباين الثقافي كفيلين بأن توجدا العديد من المفارقات الدرامية، فبمجرد وصول السفينة تجمهر الاهالي لإلقاء نظرة فاحصة على السفينة وطاقمها بهيئاتهم غير المألوفة لديهم. وقد توارى البحارة في قمراتهم تفاديا لنظرت الناس أولا، ولكن عندما نزلوا الى الشاطئ تمسكوا بملابسهم الوطنية الجذابة فصار ينظر كل طرف الى الطرف الآخر بدهشة واستغراب، كما يصف ايلتس، وقد كرمت رئاسة البعثة والمرافقين لها تكريما كبيرا تمثل بالعديد من الحفلات والمقابلات والزيارات الى معالم نيويورك والمنجزات الحضارية المتنامية فيها آنذاك لاسيما محطة سكة الحديد وتجربة القطار البخاري في رحلة مثيرة وسط التجمعات السكانية في المجتمع الأميركي الناهض آنذاك، ووسط مفارقات أخرى يمكن توظيفها دراميا فيما يخص مساعدي الكعبي البحارين العربيين اللذين لم تكن لغتهما الانجليزية تسعفهما في تحقيق تواصل جيد مع الأميركيين، وهنالك أيضا مواقف أخرى فيما يخص الخمور في الثقافة العربية الاسلامية ومواعيد الصلاة ـ وقد حرص الكعبي ورفيقاه على أداء الصلاة في مواقيتها. عموما ظلت السفينة سلطانة في نيويورك ما يقارب الشهرين، ويمكننا أن نتخيل كم المواقف والمفارقات التي يمكن أن تحدث في تجربة هي الأولى من نوعها على مستوى التواصل الثقافي بين شعبين يفصل بينهما قارات ومحيطات.

ر‌- النتائج التي أسفرت عنها الرحلة
كانت أولى ثمار الرحلة نمو التجارة وازدهارها بين أميركا وبلاد السيد سعيد، فكانت السفن الاميركية تحمل الى زنجبار المنسوجات القطنية والأواني الفخارية، والبنادق والبارود، ومستلزمات بناء السفن، والساعات والاحذية وغيرها من المصنوعات، وكانت تعود الى أميركا من زنجبار محملة بالصمغ والقرنفل والعاج وغيرها (ايلتس/ص 28).
وعموما يمكننا الإشارة مبدئيا الى ثلاثة أبعاد أنجزتها الرحلة:
- البعد السياسي والمتمثل بعلاقات وطيدة مع دولة عظمى ناهضة بقوة.
- البعد التجاري والمتمثل بتنمية التبادل التجاري بين الولايات المتحدة وعمان بل وعموم المنطقة.
- البعد الثقافي فقد كانت الرحلة هي أول انفتاح وتلاق ثقافي بين ثقافتين مهمتين في العالم تفصل بينهما قارات ومحيطات.

ثانيا: أوجه التحديات.
إن تقديم مثل هذه الرحلة بمرحلتها التاريخية في فيلم سينمائي أو تلفزيوني قد يواجه العديد من التحديات، تحديات على مستوى التعامل مع الحدث التاريخي وما هو متوفر عنه من معلومات وتفاصيل، وتحديات على مستوى التعامل الفني مع الاحداث بما يتطلبه العمل الفني من صنعة وحرفية خصوصا في حالة الإنتاج الفيلمي الدرامي الذي يقتضي متطلبات ومناهج قد لا تنسجم تمام الانسجام مع رؤية الباحث التاريخي، فيما يلي محاولة لاستشراف أهم التحديات التي قد يواجهها انتاج فيلم درامي عن رحلة السفينة سلطانة الى نيويورك.

أ‌- المساحة الفاصلة بين الوقائع التاريخية والخيال الفني
في الدراما التاريخية هنالك دائما خيط رفيع يفصل ما بين الوقائع التاريخية والخيال الدرامي، وعادة ما تكون مهارة الكاتب الدرامي هي المحك في مدى انسجام الخيال والمستحدث من المواقف مع الوقائع التاريخية، فقد يرى بعض كتاب الدراما أن لهم حق مطلق في تغيير وتعديل سياق الاحداث ومدلولاتها بل وحتى في الشخصيات ومواقفها، بينما يرى المؤرخون والباحثون في التاريخ أن مثل هذا الفعل غير مشروع بل يجب أن تثبت الوقائع التاريخية كما وردت وسجلت في بحوثهم دون زيادة أو نقصان، إن مثل هذا الجدل في الأعمال الدرامية التاريخية لن ينتهي ابدأ وما له أن ينتهي، فلكل فريق مسوغاته ومبرراته الوجيهة، فكتاب التاريخ والمدققين والباحثين فيه حساسون جدا من التصرف في الحدث التاريخي في الوقت الذي يرى فيه فريق الإنتاج الدرامي ان التاريخ بوقائعه العلمية وتفاصيله الدقيقة لا يمكن ان يكون مادة درامية طيعة وشيقة، بل لا بد من اختزال للزمن وللاحداث في مواضع معينة، ولا بد من استكمال للحدث التاريخي الناقص في مواضع أخرى فهذا امر جوهري لدى المؤلف الدرامي باعتباره يقدم رؤية فنية للحدث لا الحدث نفسه، ولعلي هنا أشير كمثال لرواية الكاتب السعودي الدكتور حسن جابر (الراية الحمراء) التي تتحدث عن سيرة السيد سعيد بن سلطان ولقيت بعض الاعتراضات على ما ورد فيها من قبل الباحثين التاريخين العمانيين، رغم أنها قد تكون رواية شيقة في جانبها الفني.
هنا نجد أنفسنا في مواجهة سؤال مهم .. ايهما اصح أن يقدم فيلم درامي قد لا يبرز الوقائع التاريخية بحرفيتها، أو فيلم وثائقي يلتزم بالوقائع التاريخية بنسبة عالية جدا ولكنه يفتقد الى حميمية الدراما وسهولة تسللها الى أذهان المشاهدين ؟
من وجهة نظري أن الفيلم الوثائقي هو الحل الأمثل إذا ما كان الهدف هو تحقيق نسخة للأرشيف وللتسجيل وللمكتبات وللمتابعين والمهتمين من الباحثين والمؤرخين والدارسين والمهتمين، ولكنني استثني من ذلك عموم الناس، الجمهور العريض الذي يسعى مثل هذا الانتاج الى الوصول إليه، لذا أقول إذا كان الهدف هو التعريف بطريقة شيقة وجذابة بتلك الرحلة والانجاز العماني العظيم، بالإضافة الى من سبق ذكرهم، الى أوسع شريحة من الجمهور المحلي والعربي والعالمي، فالفيلم الدرامي هو الوسيلة الانجع، باعتباره خطابا موجها للعقل والوجدان في آن واحد، وباعتباره يشمل التاريخ ممزوجا بالفن والجمال والمتعة معا، ولكن كل ذلك أيضا مشروط بان تتوفر لانتاج الفيلم حرفية وتقنية معاصرة عالية المستوى.
على أنه من باب الانصاف للحقيقة التاريخية في مثل هذا الفيلم، يقترح عادة تشكيل لجنة علمية من الباحثين والمؤرخين لمراجعة سيناريو الفيلم ومتابعة تصويره إن أمكن لإبداء الملاحظات وتصحيح ما لا يستقيم مع الحقيقة التاريخية أولا بأول.

ب‌- الخيط الرفيع ما بين الرسالة الحضارية والمضمون الدرامي
لم تكن رحلة السفينة سلطانة الى نيويورك مجرد مغامرة محدودة الأفق والطموح، بل على العكس من ذلك تماما، كانت الرحلة مدروسة بعناية ومخطط لها بحكمة ومرسوم لها أهداف ومضامين ورسائل بعيدة المدى، وقد لا يتسع المجال هنا الى الخوض تفصيلا في مقاصد الرحلة وانجازاتها الا لماما بما يخدم موضوع هذه الورقة والندوة وهو ما تمت الإشارة اليه سابقا من منجزات سياسية واقتصادية وثقافية، واشكالية ابراز مثل هذه المضامين إشكالية تتكرر في الدراما التاريخية أو المعاصرة، فالمضامين الفكرية والأهداف الكامنة مهمة جدا في الرحلة إن لم نقل إنها هي عصب الرحلة وجوهرها، على الجانب الآخر يخشى صناع الفن الدرامي من المباشرة والاطار التوجيهي في حال طغيان الرسائل الضمنية على السياق الفني الدرامي، وهنا يكمن خيط رفيع آخر ينبغي التعامل معه بحذر شديد ومهارة فائقة في سبيل تحقيق التوازن الخلاق.

ت‌- الشكل الدرامي الأنسب لإبراز هذه الرحلة
قد يحار المرء، حتى الممارس للإنتاج الفني في البحث عن الشكل الأنسب للإنتاج الفيلمي لمثل تلك الرحلة في ظل كم وفير من المعطيات، ولما كان هدف هذه الورقة استطلاع الإمكانيات الدرامية المتاحة في هذه الرحلة، فالتركيز التلقائي سيكون على انتاج الرحلة إما في مسلسل أو فيلم درامي والحقيقة لكل منهما ميزاته وأهميته.
لعل أهم ميزة في المسلسل أنه سيوفر للمنتجين مساحة واسعة من التفاصيل، كما سيوفر إمكانية تتبع حوليات الرحلة في أطوارها الثلاثة المشار اليها في المقدمة من منبتها الأول كونها مجرد فكرة، بل وحتى قبل ذلك منذ عطب السفينة الأميركية "بيكوك" عند سواحل جزيرة مصيرة ومسارعة السيد سعيد بن سلطان باعطاء أوامره للاسطول العماني بانقاذ السفينة وسحبها الى ميناء مسقط حيث تم إصلاحها واكرام وفادة طاقمها، الجميل الذي حفظه الاميركيون للسيد وكان أحد أهم الأسباب المحفزة لذلك الاستقبال الحافل الذي حظيت به الرحلة في نيويورك، بل الأكثر من ذلك إن المسلسل سيوفر مساحة أرحب لابراز عصر السيد سعيد بن سلطان بكامل ملامحه وظروفه التاريخية وهي مرحلة مهمة باعتبار أن رحلة السفينة ما هي إلا أحد منجزات تلك المرحلة.
ولإنتاج هذه الرحلة في فيلم سينمائي ميزات مغايرة قد لا تتوفر في المسلسل، فالفيلم يعتمد لغة الاختصار والاختزال وهي لغة تبدو أكثر موائمة للعصر الراهن، فضلا عن أن الفيلم يمتاز بسهولة عرضه عبر شاشات السينما والتلفاز الامر الذي يسهل تنقله وعرضه في مختلف المناسبات والملتقيات والمهرجانات، كما يسهل تسويقه الى مختلف المحطات التلفزيونية بعد ترجمته الى عدد من اللغات الحية، والفيلم الدرامي يسهل أيضا إعادة عرضه في محتلف المناسبات، ويسهل اقتناؤه من قبل الباحثين والدارسين والمهتمين بل ومن الجمهور العام.

ث‌- من أين يمكن أن يبدأ الفيلم وأين يمكن أن ينتهي
الحقيقة أن الرحلة والاحداث المحيطة بها متشعبة جدا ومتداخلة جدا، وقد يجد الكاتب الدرامي، أو المنتجون للفيلم فيما بعد، معضلة في اختيار نقطة البداية، ونقطة النهاية، عموما ان النقطتين مرتبطتين في نهاية الأمر بالخط الدرامي الذي سيتم اختياره للفيلم، وهنا أيضا إشكالية أخرى تتمثل باختيار الخط الدرامي المتصاعد للاحداث التاريخية والدرامية للفيلم، فقد يكون الخط الدرامي التصاعدي للفيلم هو شخصية السيد سعيد بن سلطان نفسه باعتباره هو صانع تاريخ المرحلة كاملة، أو قد تكون الشخصية الدرامية المحورية في الفيلم هي شخصية السفير ورئيس البعثة أحمد بن نعمان الكعبي، بل ويمكن البحث عن شخصية مغمورة تكون أكثر مطواعية للصنعة الدرامية كشخصية البحار محمد جمعة.
ويمكن أن تكون بداية الفيلم من جنوح السفينة الأميركية "بيكوك" وإنقاذ البحرية العمانية لها، أو أن تكون البداية من قرار السيد سعيد بن سلطان بتسير الرحلة الى نيويورك واختيار أحمد بن النعمان الكعبي رئيسا لها، كما يمكن أن تكون البداية من انطلاق رحلة السفينة سلطانة من ميناء زنجبار.
كذلك النهاية يمكننا أن نراها في أكثر من حدث وفي أكثر من موقف، فقد تكون النهاية بوصول السفينة سلطانة الى نيويورك أو ساعة عودتها من نيويورك، وقد تكون النهاية بالوفاة المفجعة للبحار الطموح محمد جمعة، وقد تكون النهاية في وصول السفينة الى زنجبار بعد رحلتها الطويلة في بحر الظلمات، وقد تكون النهاية في ديوان حاكم مسقط وزنجبار السيد سعيد بن سلطان المخطط والمسير للرحلة من ألفها الى يائها.

ج‌- من ينتج الفيلم؟ الخبرة المحلية الطموحة أم الخبرة العالمية المحترفة؟
بالنسبة لنا ككتاب ومخرجين وفنانين عمانيين ان انتاج مثل هذا الفيلم عن تلك الفترة التاريخية والرحلة الشيقة هو انجاز وطني نعتد به مدى الحياة ونبذل فيه اقصى ما نملك من جهد وخبرة وتجربة ودراسة، إذا ما كان لنا دور في إنجازه، ولا شك أننا جميعا نتطلع الى أن يكونِ لنا مثل هذا الشرف، فمقاربتنا لمثل ذلك الحدث هي مقاربة وجدانية مفعمة بالمشاعر والاعتزاز من ناحية، ومن ناحية أخرى هي مقاربة تستند الى زخم من المعرفة والدراية باحوال وظروف وعادات وتقاليد المجتمع والبيئة التي انطلقت منها الرحلة وهي ابعاد قد تكون خافية على الغير.
بالإضافة الى ما سبق يرى الفنانون العمانيون، كتاب ومخرجون، أن مثل هذا الإنتاج الكبير هو فرصة سانحة لهم لإثبات ما لديهم من كفاءة ومقدرة فنية تنتقل بهم من سياق المحلية الى العالمية، وهذا أمر لن يتحقق لهم مهما فعلوا في الاعمال الفنية المحدودة، فنيا وماليا، التي عادة ما تسند لهم، بينما يستعان بالخبرات العالمية أو العربية كلما لاح في الأفق مشروع فني كبير.
لا شك أن وجهة النظر هذه محل احترام وتقدير، وجديرة بالتأمل والدراسة، خصوصا وانني اطلعت شخصيا على مشاريع عدة قد أعدت من قبل كتاب ومخرجين عمانيين عن رحلة السفينة سلطانة، بل وبعضها وصل الى مرحلة متقدمة من البحث والتقصي ووضع التصورات لافلام وثائقية ودرامية، أرى من الأهمية في حالة انتاج فيلم عن الرحلة أن تؤخذ تلك الجهود والرؤى بعين الاعتبار.
وفي هذا السياق أيضا يجدر أن نناقش وجهة النظر الأخرى التي ترى أن رحلة السفينة سلطانة الى نيويوك هو حدث تاريخي عالمي لا يجوز حصره في اطار محلي محض، ومن الأهمية بمكان أن تتضافر الجهود العالمية المحترفة والمتحققة في انتاجه فيلميا بما يضمن له مستوى رفيعا من الجودة وإمكانية عالية في التسويق سواء في دور السينما العالمية أومحطات التلفاز العربية والعالمية، فلا شك أن التسويق هي وجه آخر في غاية الأهمية لمثل هذا الإنتاج الضخم والمكلف ماديا، والكل يعرف ان التسويق في يومنا الحاضر يرتبط ارتباطا وثيقا بأسماء الفنانين والشركات المنتجة أكثر من أي أمر آخر.

الخلاصة:
إن رحلة السفينة سلطانة حدث تاريخي مهم، وإنجاز عماني فريد جدير بأن يسجل ويوثق، والتوثيق يمكن أن يتم في فيلم وثائقي يرصد الاحداث بدقة وعناية ويبقى في مدار اهتمام الباحثين والدارسين والمهتمين، ويمكن للفيلم الوثائقي أن يكون فيلما طويلا شاملا أو عدة أفلام قصيرة تبث على شكل حلقات.
كما يمكن لهذا الحدث أن ينتج في فيلم درامي شيق يزاوج بين المعرفة والاستمتاع ويصل الى أكبر مساحة ممكنة من الجمهور في بقاع المعمورة كافة، والرأي لدينا أن الفيلم الدرامي أرجح باشراف لجنة علمية متخصصة تقر صحة ما يرد فيه من أحداث في صياغات فنية درامية.
كذلك يمكن أن تنتج هذه الرحلة في مسلسل تلفزيوني متعدد الحلقات مبدئيا، يتم تصويره بالأسلوب السينمائي، على أن يمنتج المسلسل ليستخلص منه فيلم سينمائي مختزل، وهذا أمر بحاجة الى مزيد من الاستشارة والبحث مع ذوي الخبرة والاختصاص.
وأرى من الأهمية أن تتضافر الخبرة العالمية المحترفة مع الخبرة المحلية المتحققة في انتاج الفيلم برعاية جهة متخصصة وشركة انتاج وتسويق عالمية.


فهرس المراجع:
1- أيلتس، هرمان فردريك، سلطانة في نيويورك، الطبعة الثانية 1982، سلسلة تراثنا، العدد الخامس، وزارة التراث والثقافة، سلطنة عمان.
2- المغيري، سعيد بن علي، جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار، 1979م، مطبعة عيسى البابي وشركاه، وزارة التراث والثقافة، سلطنة عمان.
3- الشيخ، رأفت غنيمي، الصلات التاريخية بين سلطنة عمان والولايات المتحدة الأمريكية خلال فترة حكم السيد سعيد بن سلطان، 1981م، سلسلة تراثنا، العدد التاسع عشر، وزارة التراث والثقافة، سلطنة عمان.
4- الشاروني، يوسف، البوسعيديون حكام سلطنة عمان، 2004م، مركز الحضارة العربية، دار الفنون للطباعة، القاهرة.
5- الجبو، مصطفى ابراهيم، زنجبار في ظل الحكم العربي، 2007م، مطبعة الألوان المتألقة، وزارة التراث والثقافة، سلطنة عمان.
6- حمادة، ابراهيم، معجم المصطلحات الدرامية والمسرحية،1985م، دار المعارف، جمهورية مصر العربية.
7- صالح، فاروق، نص مسرحية انشودة البحر، نص مسرحي غير مطبوع.
8- جابر، حسن، رواية الراية الحمراء نص غير مطبوع.

* دراسة ألقيت في ندوة (رحلة السفينة سلطانة إلى نيويورك نحو فيلم توثيقي) الأسبوع الماضي

د. عبدالكريم جواد