..لن أقترب منك أكثر! ولن أعلمك بحالي معك إلا بمقدار ما به يسمح القلم، وتجود به صفحات الحرف اليتيمة، وما بي من استغناء عنك! وحاشا لمثلي أن يكتفي من مثلك بهذا لولا قانون الغرام القاضي بتأكيد مبدأ المحبة مباشرة، أو من وراء حجاب..فالغرام هو الغرام يا أملي سواء انعقد عهده بين الاثنين اتفاقا مباشرا، أو اقتضى فناء المهج وما بين العيون مفاوز التيه، وتيه المستحيل.
وأنا في سكري بك، وثمالتي كم أتمنى أن تلامس أبخرة أنفاسي أنفاسك حين يأخذني الوجد فأقول: "أحبك"، وكم أتمنى لو قلتها عدداً محصوراً.. كل واحدة تختلف عن الأخرى طعماً، وشكلاً، ولوناً، وعلى قدر جمالك الفارع أمد في أمواج بحري فلا جزر، ولا انحسار، وكيف يكون لحبك انحسار وهو المحيط ثَنَى عنق الدنيا لجماله، فمن أحبك فإنما أحبك بالجمال ولعاً، وما أدراك بالجمال لو علمت أنه الضحكة الأولى لهذا الكون ساعة تمخض القدر عن ولادته، ..أحبك يا بدء حكايتي مع الغرام الأبدي.

عتيق بن راشد الفلاسي
[email protected]