جنيف ـ (الوطن) ـ وكالات:
عرقل الدعم الأميركي للمسلحين في سوريا عبر تقديم السلاح المحادثات الجارية بين الوفد الرسمي السوري ومعارضي الخارج المنضوين تحت ما يسمى (الائتلاف) في إطار المؤتمر الدولي (جنيف2)، حيث اقترح السوريون بيانا يدين الدعم الأميركي للمسلحين، الأمر الذي رفضه معارضو الخارج ما دفع إلى إلغاء الجلسة المسائية أمس، في حين قال المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي إن المحادثات ستستمر.
وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن قرار الولايات المتحدة بخصوص تسليح (المجموعات الإرهابية) يمثل تراجعاً أميركيًّا عن خيار الحل السياسي متسائلاً "كيف يمكن أن يكون الموقف الأميركي داعما ومبادرا في جنيف2 وهدفه الذهاب إلى حل سياسي وفى ذات الوقت يكون داعما وصانعا ومؤيدا للإرهاب والعنف والخيار العسكري في تناقض واضح لا مثيل له".
وطالب الزعبي الولايات المتحدة بتقديم تفسير لهذا الانعطاف في موقفها، مبيناً أنها كانت تسلح ولم تنقطع يوماً عن التسليح إلا أن الجديد اليوم أن ذلك انكشف وأصبح علناً.
وقال الزعبي.."إن الوفد الرسمي السوري قدم مقترح بيان عن طريق مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي لإدانة قرار الولايات المتحدة الأميركية بتسليح ما يسمى المعارضة السورية من مجموعات إرهابية إلا أن وفد الائتلاف رفضه "مبيناً أن الرفض من قبل أعضاء وفد الائتلاف كان مباشراً كالعادة إذ إنهم لا يريدون إدانة تسليح الإرهابيين والدور الأميركي كما أنهم بالأمس كانوا لا يريدون بنود البيان السياسي الذي تقدمنا به ورفضوه دون أن يقرؤوه حيث إنهم لو قرؤوه لاكتشفوا أن بنوده منصوص عليها في بيان جنيف الأول".
وعقد اجتماع تشاوري مساء أمس لوفد الجمهورية العربية السورية برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم للتشاور في تفاصيل ما دار من حوارات في الجلسات وما صدر من تصريحات وما المواقف السياسية المعلنة خارج إطار مدينة جنيف وعلى ضوئها ستتخذ القرارات وكيفية التصرف إلا أن الوفد الرسمي السوري وبالعناوين العريضة مصر على متابعة التأسيس لمسار سياسي وكل الكلام الذي قيل وتحدث به أشخاص هنا من عناصر الائتلاف غير ذي قيمة سياسية.
بدوره قال الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري إن قرار الولايات المتحدة تسليح المجموعات الإرهابية في سوريا هو الهدية التي قدمتها لمؤتمر جنيف2 لإفشاله وأن الطرف الذي يقدم أسلحة إلى المجموعات الإرهابية غير معني بنجاح هذا المؤتمر.
وقال المقداد "إن على المجتمع الدولي أن يقرر الآن من هو الذي يدعم الإرهاب ومن هو الذي يريد أن يفشل هذا المؤتمر أو يريد له النجاح"، مشيرا إلى أن وفد الجمهورية العربية السورية يعمل ليل نهار من أجل إنجاح مؤتمر جنيف2 وتذليل العقبات التي تعترض ذلك وسيمارس أقصى درجات المرونة بهدف تحقيق الأمن والسلام للسوريين.
وكشف المقداد أن أعضاء وفد الائتلاف عبروا عن تأييدهم للقرار الأميركي بالتسليح ووصفوه بأنه قرار جيد بعد أن قدمنا مقترح بيان الإدانة ووافقنا على استئناف المباحثات على أساس بيان جنيف الأول.
كما أكد المقداد أن من يطالب برحيل السيد الرئيس بشار الأسد يقدم وصفة لدمار سوريا وأن وجود الرئيس الأسد على رأس الحكم في سوريا هو العامل الوحيد الذي يكفل ويضمن التوصل إلى حل سلمي لهذه الأزمة وهو ضمان لتحقيق الأمن والسلم في سوريا. من جانبه أعلن الموفد الدولي الخاص إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في مؤتمر صحفي عقده أمس في جنيف ان المحادثات لم تحقق اي تقدم بعد، مؤكدا على صعوبتها، ومشيرا الى ان الوفدين (الرسمي والائتلاف) باقيان رغم الصعوبات.
وقال الابراهيمي في نهاية يوم شهد تعليقا لجلسات بعد الظهر "اكرر ان هذه مفاوضات صعبة. لم تكن سهلة اليوم ولم تكن سهلة خلال الايام الماضية ولن تكون سهلة في الايام المقبلة".
الا اكد ان "لا احد (من الطرفين) يغادر ولا احد يهرب".