ـ الفطيسي: إنجاز كبير يحسب للسلطنة وقطاع الطيران المدني والانتهاء الفعلي للأعمال الإنشائية 2016
ـ الزعابي: التقنية والأنظمة المستخدمة في المطار الجديد تنقل الطيران بالسلطنة إلى رحاب أوسع

كتب ـ الوليد بن زاهر العدوي:
احتفلت وزارة النقل والاتصالات أمس بتدشين المرحلة الأولى لمشروع مطار مسقط الدولي والتي شملت المدرج الجديد بالمطار والمرافق المرتبطة به (برج المراقبة ومجمع الأرصاد والملاحة الجوية) بالإضافة الى مبنى الهيئة العامة للطيران المدني والطريق الرابط بين شارع السلطان قابوس وشارع 18 نوفمبر، حيث رعى حفل التدشين معالي الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السلطاني.
ويأتي تدشين المدرج الجديد والمرافق المرتبطة به وتحويل الحركة الجوية إليه بعد ان انهت وزارة النقل والاتصالات المرحلة الأولى من مشروع مطار مسقط الدولي المتمثلة بمدرج هبوط الطائرات الذي يبلغ طوله (4) كيلومترات وبعرض (75) متراً ويستوعب أحدث أنواع الطائرات من طراز A380 والذي تم ربطه بمبنى المسافرين الحالي من خلال ممرات الطائرات بالإضافة الى برج المراقبة المجهز وفق افضل التقنيات الحديثة عالية الجودة ومبنى الهيئة العامة للطيران المدني الذي يحتوي على مكاتب إدارة متعددة الاستخدام ومكاتب للموظفين ومرافق عامة وقاعة متعددة الأغراض تستوعب لـ (600) وقاعات اجتماعات ذات أحجام مختلفة ومكتبة ومقهى ومواقف سيارات للموظفين والزوار بجانب المبنى..
وقال معالي الدكتور أحمد بن محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات أن افتتاح المرحلة الأولى من مشروع مطار مسقط الدولي الجديد تعتبر انجازا كبيرا يحسب للسلطنة وقطاع الطيران المدني ولله الحمد، حيث دشنت مجموعة من المرافق الحيوية والمهمة التي تم الإنتهاء منها مثل المدرج والبرج والطرق وبعض المباني المصاحبة لأعمال المراقبة الجوية والأرصاد، وأوضح معاليه أن هذا الإنجاز لم يأتي لولا تظافر الجهود بشكل متكامل مع جميع الجهات المعنية فهو عمل كبير وليس بالهين أن ننقل الحركة الجوية بالكامل الى مسارات جديدة والى مدرج جديد. وأن التكلفة الإجمالية للمرحلة الأولى لما تم افتتاحه وجميع الأعمال السابقة التي تمت تقدر بمبلغ (700) مليون ريال عماني والتي شملت أعمال البنيىة الأساسية التي نحتاجها في هذا المشروع كالطرق والمدرج والجسر والبرج والجسور المختلفة والعديد من الأبنية ومحطات الكهرباء والتبريد وغيرها. وبالنسبة للمرحلة الثانية تم اعتماد المناقصات والعمل جار بها الآن ما تم اعتماده او اسناده إلى الان هو الذي انجز منه (700) لن تكون اضافية.
وأوضح وزير النقل والاتصالات أنه مما لا شك فيه أن المباني الجديدة تعتبر مباني عصرية حديثة تفتح آفاقا جديدة للسلطنة في هذا القطاع الحيوي والمهم، والمدرج الجديد له سعة استيعابية أكبر بكثير من المدرج القديم لكونه مجهزا بأجهزة للظروف المناخية في الأجواء الضبابية، فهو قادر على استعاب الأجهزة الجديدة التي تم تركيبها لمساندة المراقبين الجويين والتي تعتبر الأحدث على مستوى العالم مما سيسهل حركة متابعة هذه الطائرات وحركة استقطاب خطوط طيران جديدة لخدمة قطاع الطيران، وإن شاء الله مع نقل هذه الحركة الجوية سيعمل المدرج الجديد لمدة (5) ساعات يوميا بواقع 21 يوما، ولتنقل الحركة بالكامل وتبدأ إعادة تأهيل المدرج القديم، وسيتم الانتهاء من تأهيل المدرج القديم تزامنا مع الانتهاء من مبنى المسافرين وبقية المرافق الأخرى وسيتم الاحتفال بالافتتاح الكلي للمشروع ـ باذن الله ـ.
وأوضح معالي الدكتور أحمد الفطيسي أن الانتهاء الفعلي للأعمال الإنشائية لمطار مسقط الدولي الجديد سيكون في العام 2016م بحيث قدم المقاول موعدا جديدا نأمل أن يلتزم به، يعقب بذلك حزمة التشغيل التجريبي وغيرها ولكن يبقى هذا التاريخ الذي قدمه المقاول تاريخا مبدئيا يجب عليه الالتزام بالموعد الذي قدمه وان يضع جميع الموارد اللازمة للوصول الى التاريخ المحدد ونحن في وزارة النقل والاتصالات وافقنا على التاريخ المقترح وسنعمل على الضغط عليه بشكل مستمر لينجز المشروع كما وعدنا ـ بإذن الله ـ.
وأوضح معاليه ان المشروع لايزال يحتاج لبعض الوقت حيث أن المشروع تأخر لعدة أسباب من بينها غرق السفينة وأسباب أخرى ومثل هذه المشاريع المعقدة يصاحبها دائما مواعيد أخرى ونتمنى الآن الالتزام من المقاول بهذا التاريخ.
وحول الحديث عن بعد المدرج الجديد عن المطار والذي قد يكلف شركات الطيران مبالغ إضافية أوضح معاليه بأنه لا توجد تكلفة إضافية بحيث تمت تجربة الطائرة والتي أخذت عشر دقائق بداية من هبوطها للمدرج الجديد ووصولها الى مبنى المسافرين واعتقد أن الوقت مناسب جدا ولن يترتب عليه على تكاليف إضافية وسوف نعمل على إسراع على تأهيل المدرج الحالي بحيث سيعمل المطار على مدرجين متوازيين.
من جانبه قال سعادة الدكتور محمد بن ناصر الزعابي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني أن هذه المرحلة انتقالية كبيرة في تاريخ الطيران بالسلطنة، وينقلها إلى رحاب أوسع، من خلال التقنية والأنظمة المستخدمة في المطار الجديد الذي تم افتتاح المرحلة الأولى منه ، وهذه الأنظمة تستخدم لأول مرة في على مستوى العالم.
وقال سعادته إن السلطنة هي الأولى التي تقتني هذا النوع من الأجهزة في مجال المراقبة الجوية، والتي لا تحقق بيئة عمل مريحة للمراقبين لكن أيضا في نفس الوقت تعطي ميزات سلامة إضافية فيما يتعلق بإدارة حركة الطائرات في الأجواء العمانية، ومن ضمن الأجهزة المتقدمة تلك المتعلقة بالحزمة التاسعة، والعاشرة التي تساعد الطيار في تحديد المدرج وارتفاعه، وهذا النوع من الأجهزة ينقل السلطنة نقلة نوعية بحيث أن المدرج الجديد مهيأ أن يستقبل في الساعة من 30 إلى 40 طائرة في أوقات الذروة أي بمعدل طائرة في كل دقيقتين، بالقارنة بالمدرج القديم الذي يستقبل طائرة كل 6 دقائق.
وأوضح سعادته أن التنافسية مع مطارات الدول المجاورة ستتضح عند افتتاح مبنى المسافرين الجديد والذي يحتوي على تجهيزات أيضا تعد الأولى من نوعها، بتصميم يجمع بين الحداثة مع المحافظة على الطابع العماني الأصيل، وأن نسبة الإنجاز في مشروع مبنى المسافرين بمطار مسقط الدولي بلغت 75%.
أما فيما يتعلق بالخبرات الإدارية أوضح سعادته أن الحزمة المتكاملة السابعة الخاصة بالتجهيز للغنتقال لهذه المرافق والتي تتمثل في تدريب الكوادر ووضع إجراءات الانتقال ولله الحمد قطعنا شوطا كبيرا سواء في مسقط بالنسبة العمانية لإدارة المطارات وتم توظيف وتدريب نسبة كبيرة من العمانيين لتشغيل هذه المرافق. ونؤكد أن الجاهزية موجودة لدى الجهات المشغلة للمطارات في السلطنة. موضحا سعادته أن توجد الآن شركة واحدة مشغلة لمطاري مسقط وصلالة وهنالك خطة لفتح باب المنافسة لتشغيل باقي مطارات السلطنة الإقليمية.
وسيعمل المدرج الجديد وفق مرحلة انتقالية حيث من المقرر تشغيله (5) ساعات في اليوم ما بين الساعة الواحدة ظهرا الى الساعة السادسة مساء لمدة (21) يوماً، وسيعمل بالتناوب مع المدرج القديم الى ان يتم الإنتهاء من اكمال بقية الإجراءات الانتقالية للمدرج الجديد ليتم إغلاق المدرج القديم حتى يتسنى البدء في إجراءات أعمال التأهيل فيه.
كما تضمنت المرافق (12) مبنى جديداً شملت مجمع الحركة الجوية الذي يمكن مراقبي الحركة الجوية للإشراف على المجال الجوي للسلطنة بأكمله وتم تزويده بشاشات للرادار حجم 56 بوصة وهي الأولى من نوعها في العالم وتعمل على تأمين وتوفير بيئة عمل مثالية للمراقب الجوي من خلال توفير جميع المعطيات المتعلقة لمراقبة الحركة الجوية وضمان سلامة الملاحة الجوية، ويضم كذلك مركز التنبؤات والانذار المبكر للأرصاد الجوية للتنبؤ بحالات الطقس بالمطارات بشكل خاص وأجواء السلطنة بشكل عام.
كما تشتمل المباني الاثنى عشر على مركز للطوارئ والتدريب ومبنى لمركز المعلومات ومحطة اطلاق بالونات قياس الطقس ومحطة الاطفاء والانقاذ ومحطة الانقاذ البحري وغيرها من المباني الضرورية.
وصاحب تلك المرافق التي تم تدشينها أيضاً اكتمال جميع أعمال الحزمة الأولى فيما عدا تأهيل المدرج القديم حيث تتضمن مشاريع الحزمة الأولى إضافة الى المدرج الجديد (مواقف للطائرات والجسور والطرق وأعمال الإنارة وخدمات البنية الأساسية من كهرباء ومياه وصرف صحي) وكذلك اكتمال أعمال الحزمة الثانية التي تتمثل في برج المراقبة والـ (21) مبنى جديدا واكتمال أعمال الحزمة الرابعة التي تتمثل في مبنى الهيئة العامة للطيران المدني.
ومن أهم الأعمال الأخرى للمرافق المرتبطة بالمدرج والتي تعد جزءاً من الحزمة السادسة هي تلك الخاصة بأنظمة الاتصالات وتقنية المعلومات وكذلك الحزمة التاسعة المتعلقة بنظام التحكم في الحركة الجوية، والحزمة العاشرة التي تتعلق بأنظمة المساعدات الملاحية بالمدرج الجديد . كما تم فتح الطريق الرابط بين شارع السلطان قابوس وشارع 18 نوفمبر وذلك تسهيلا للحركة المرورية بالمناطق المحيطة بمطار مسقط الدولي.