بدية - العمانية: يعد الإمام عبد الله بن حميد بن سُلُوم السالمي المعروف بـ«نور الدين السالمي» من أبرز علماء عُمان في القرن التاسع عشر الميلادي، فهو علامة ومحقق وشاعر ومؤرخ من أشهر مؤلفاته كتاب تلقين الصبيان في علم الفقه، وكتاب تحفة الأعيان في سيرة أهل عُمان في علم التاريخ. وقال حمزة بن سليمان بن محمد السالمي أحد أحفاده: إن الإمام ولد ونشأ في بلدته الحوقين وترعرع فيها في كنف والده - رحمه الله - وتوفيت عنه والدته وخلّفته صغيرا مع أخته، وعندما بلغ اثنتي عشرة سنة كفَّ بصره وذلك بسبب مرض يصيب العين يعرف الآن بمرض (التراخوما)، لكن عوضه الله بذكاء حاد وحفظ شديد. وأوضح في لقاء خاص لوكالة الأنباء العمانية أن الفترة الأولى في رحلة الإمام في طلب العلم كانت (1284هـ- 1314هـ) ودرس فيها أول أمره القرآن الكريم على يد والده - حميد بن سلوم - ومن ثمَّ هاجر إلى الرستاق للتعلم في مدرستها الشهيرة القائمة في مسجد البياضة، وكان بها مشاهير العلماء القائمين بالتدريس فيها وتدرس بها شتى العلوم من نحو وصرف وفقه وعقيدة. ثم خرج من الرستاق في رحلته لطلب العلم إلى نزوى عام (1306هـ- 1888م) فتعلم فيها على يد الشيخ محمد بن خميس السيفي، وخرج من عنده إلى قرية الفيقين بمنح فتعلم على يد الشيخ محمد بن مسعود البوسعيدي وخرج من بعد ذلك في رفقة الشيخ سلطان الحبسي لزيارة الشيخ صالح بن علي الحارثي ولكن هذه الزيارة تحولت إلى استقرار للإمام السالمي في بلدة القابل للتعلم تحت يد الشيخ صالح بن علي الحارثي. وأكد أن استقرار الإمام نور الدين السالمي في قرية القابل كان عام 1308هـ وعمره آنذاك 24 عاما فأخذ بالتعلم تحت يد شيخه صالح بن علي، وأخذ بالتدريس والتأليف أيضا فالشيخ صالح بن علي لم يكن يتفرغ كثيرا للتدريس، وبوجود الإمام نور الدين أصبح له سند في إقامة مدرسة علمية تدرس شتى العلوم. وبين حمزة السالمي أن الإمام تفرغ للتأليف أيضا فأكثرَ من المصنفات العلمية، وأشار إلى أن الفترة الثانية للإمام السالمي (1314هـ- 1331هـ) حيث أثَّر استشهاد الشيخ صالح بن علي الحارثي عام 1314هـ على نفسية تلميذه الإمام السالمي تأثيرا كبيرا فلقد طُبعت شخصية هذا الرجل في نفس تلميذه، فرثاه بمراث كثيرة تدل على أثر شيخه عنده وعظم فقده لديه، فأصبح الحِمل بعد موت الشيخ صالح ثقيلا وأصبح الإمام السالمي يحمل لواءين لواء العلم والتدريس والتأليف ولواء إقامة العدل. في الفترة الثالثة (1331هـ) لم تفتر همة الإمام السالمي بعد رجوعه من الحج بل زادت نشاطا وقوة في التأليف وتحصيل العلوم، وأضاف بأن الإمام توفي في ليلة الخامس من شهر ربيع الأول عام 1332هـ الموافق الحادي من فبراير سنة 1914م ودفن في بلدة تنوف بنزوى وقبره معروف بها ولقد عاش الإمام حياة ملؤها العلم ونصرة الدين والحق وإقامة العدل، وكان عالما وقائدا ومؤلفا ومعلما. وذكر أن للإمام نور الدين السالمي العديد من المؤلفات منها بلوغ الأمل في المفردات والجمل، منظومة في النحو، تربو على 300 بيت، نظم فيها قواعد الإعراب لابن هشام وزادها زيادات أخرى ألّفها سنة 1301هـ، ثم نقحها سنة 1315هـ، وشرح بلوغ الأمل في المفردات والجمل، شرحا متوسطا، وضعه بأمر من شيخه راشد بن سيف اللمكي بُعَيْد سنة 1305هـ، ثم أعاد النظر فيه سنة 1315هـ، وله أيضا المواهب السنية على الدرة البهية في نظم الآجرومية، شرح فيه منظومة العمريطي للمقدمة الآجرومية في النحو وانتهى منه في 9 ذي الحجة 1306هـ وأنوار العقول، منظومة في علم العقيدة، تربو على 300 بيت، أنشأها في حدود سنة 1312هـ. ومن بين مؤلفاته أيضا بَهْجَةُ الأنوار، شرحٌ مختصر لمنظومة أنوار العقول، بدأ به قبل الشرح المطوّل، ثم نقَّحَهُ سنة 1314هـ ومشارق أنوار العقول، إضافة إلى شرح مُوَسَّع للمنظومة السابقة، وانتهى منه سنة 1313هـ ورَوْض البيان على فَيْضِ المَنَّان في الرَّد على من ادّعى قِدَمَ القرآن، وشرحٌ لقصيدة الشيخ سعيد بن حمد الراشدي المسمّاة (فيض المنّان)، فرغ منه سنة 1313هـ، طبع بتحقيق عبد الرحمن بن سليمان السالمي ونشرته مكتبة السالمي عام 1995م وشَمْس الأُصول، منظومة في أصول الفقه، تربو على الألف بيت، وضعها في حدود سنة 1314هـ وطلعة الشمس، شرحٌ متوسّط لمنظومة شَمْس الأصول، فرغ منه سنة 1314 هـ. وأيضا الحق الجليّ في سيرة شيخنا الوليّ صالح بن علي؛ حَرَّره بعد وفاة شيخه المذكور في 6 ربيع الآخر 1314هـ وطريق السّداد إلى عَلَم الرشاد، وشرح قصيدة في أحكام الجهاد نظمها سعيد الراشدي ولكن لَمْ يكتملْ النظم، والحجج المقنعة في أحكام صلاة الجمعة، الذي انتهى منه في 15 صفر 1315هـ والحجّة الواضحة في ردّ التلفيقات الفاضحة، وفيه ردٌّ على بعض من ادّعى الاجتهاد من أهل زمانه، وفرغ منه سنة 1317هـ وتلقين الصبيان ما يَلْزَمُ الإنسان، رسالة فقهية صغيرة للناشئة، فرغ منها في 1 ربيع الأول 1318هـ وإيضاح البيان في نكاح الصبيان، رسالة انتهى منها في 24 ذي الحجة 1319هـ.