وعي المجتمع والالتزام يجنبنا الأخطر.. والأرقام تدعونا إلى الحذر

عدم إقامة صلاة التراويح فـي الجوامع والمساجد وحظر جميع التجمعات والأنشطة الاجتماعية والرياضية والثقافية

كتب ـ سهيل بن ناصر النهدي:
تبدأ السلطنة اليوم صيام شهر رمضان الفضيل لعام 1442هـ، وسط ظروف صحية استثنائية شبيهة بتلك الظروف التي عايشناها في شهر رمضان الماضي، والتي فرضتها جائحة كورونا (كوفيد ـ 19)، والمتمثلة في تطبيق اجراءات عديدة هدفها كبح جماح الاعداد المتزايدة في الاصابات والوفيات والمرقدين في اجنحة العناية المركز بالمؤسسات الصحية بسبب انتشار فيروس كورونا.
وتدخل قرارات اللجنة العليا المتمثلة في حظر جميع الأنشطة التجارية ومنع الحركة للأفراد والمركبات حيز التنفيذ (اليوم) ابتداءً من الساعة التاسعة مساءً حتى الساعة الرابعة صباحًا وذلك طوال أيام شهر رمضان الفضيل، وعدم إقامة صلاة التراويح في الجوامع والمساجد.
كما سيطبق الحظر التام على جميع التجمعات الرمضانية مثل:(إفطار صائم) بجميع الجوامع والمساجد.. وغيرها من الأماكن مثل: الخيام والمجالس العامّة، وحظر الأنشطة الاجتماعية والرياضية والثقافية..وغيرها من الأنشطة الجماعية خلال شهر رمضان.
التزام المجتمع
وتعول الجهات الرسمية ممثلة في اللجنة العُليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد ـ 19)، بشكل كبير على تعاون المجتمع في الالتزام بتطبيق الاجراءات الاحترازية بكافة اشكالها والمتمثلة في تجنب التجمعات واللقاءات واقامة المناسبات بكافة اشكالها، وذلك من منطلق الحرص والمسؤولية الوطنية للفرد تجاه وطنه ومجتمعه بشكل عام ونفسه وأهله وذويه بشكل خاص.
الموجة الأعنف
وتعد الموجة الحالية التي تشهدها السلطنة هي الاعنف منذ بدء الجائحة، وحسب الاحصائيات الرسمية الصادرة من وزارة الصحة فقد بلغت حالات الوفاة حتى يوم أمس 1798 حالة، فيما بلغ اجمالي الاصابات 174 ألفًا و364 اصابة، حيث بلغ عدد المرقدين خلال يوم واحد فقط 101 حالة، فيما بلغ اجمالي المرقدين بالعناية المركزة 250 حالة، وبلغ اجمالي المرقدين بالمؤسسات الصحية 759 حالة، حيث تشير هذه الارقام الكبيرة الى خطورة الوضع لتفشي الجائحة وما وصلت اليه من ارقام قياسية لم تشهدها السلطنة من قبل خصوصًا فيما يتعلق بعدد المرقدين بالعناية المركزة ممن يعانون من مرض واحد، كذلك أن نسبة الشفاء تراجعت لتصل الى 89%، بعد أن كانت في مستوى الـ(90 %) في أوقات ماضية من فترة الجائحة، فهذه الارقام تضع الجميع أمام الصورة الحقيقية للوضع الذي معه يجب ان نتحمل المسؤولية لتجنب الاخطر في قادم الايام.
فئة غير ملتزمة
وعلى الرغم من أن المجتمع قد عايش هذه الظروف الاستثنائية منذ مدة وقد صاحب ذلك التزام من قبل شريحة واسعة من المجتمع، إلا ان بعض الاشخاص لا يزالون غير ملتزمين بما يصدر من قرارات، وهذا الامر من شأنه ألا يحقق النجاح للجهود المبذولة ويساهم في زيادة انتشار فيروس كورونا ومن ثم تزايد عدد الاصابات وبالتالي زيادة الضغط على المؤسسات الصحية والامكانيات المتوفرة بها بشكل عام، إضافة الى القطاعات المختلفة التي تأثرت بشكل كبير من هذه الجائحة والتي شملت كافة مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية.
استغلال الوقت
ونظرًا لما فرضته الجائحة من ظروف استثنائية فقد استطاع افراد المجتمع من تغيير بعض أنماط حياتهم اليومية عبر الابتعاد عن العادات السابقة المتبعة في الظروف الطبيعية، مثل التجمعات واللقاءات برمضان وإقامة تجمعات الافطار الجماعي، وذلك التزامًا منهم بتطبيق التباعد الجسدي وتجنب الازدحام وتطبيق قرارات اللجنة العليا التي تهدف بشكل أساسي الى حماية الموطنين والمقيمين من انتشار فيروس كورونا والسلالات المتحورة لهذا الفيروس، حيث أظهرت العديد من المؤشرات والاستطلاعات التي نفذت خلال العام الماضي وفي ظل جائحة كورونا ان الكثير من الاسر والاشخاص قد استطاعوا تغيير أنماط حياتهم بشكل ايجابي من خلال استغلال اوقات الحظر ومنع الحركة فيما هو مفيد للأسرة والفرد عبر اتباع كثير من الجوانب في إطار المنزل بعيدًا عن التجمعات.