حامد مرسي:
.. ومن منزلة الصلاة في الإسلام أنها أول تكليف بعد لا إله إلا الله فهى أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة فإن صلحت صلح سائر أعماله وإن فسدت فسد سائر عمله وهى أو ما تسأل عنه المرأة يوم القيامة، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):(أول ما تسأل عنه المرأة يوم القيامة صلاتها وزوجها)، وقال الحبيب:(إذا صلت المرأة خمسها وحفظت فرجها وصامت شهرها وأطاعت زوجها قيل لها يوم القيامة ادخلي الجنة من أي أبوابها الثمانية)، فمسوغات دخول المرأة الجنة هي هذه الأشياء.

ويا للأسى كثير من النساء لا يعرفن الإسلام إلا اسمه، فإذا قلت لها صلي، قالت لك: إنني حامل حتى أضع، فإذا وضعت وقلت لها: صلي، قالت لك: حتى يمشي الرضيع على قدميه، فإذا مشى الرضيع على قدميه وقلت لها: صلي قالت لك: أنا حامل من جديد وهكذا: حمل، فرضاعة، فمشي، فحمل، حتى تلقى الله عز وجل.

ومن منزلة الصلاة في الإسلام أنها هى آخر ما وصى به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو مودع الدنيا والوصية أشد من الأمر، قال تعالى حكاية عن عيسى (عليه السلام): (وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيًّا) ولم يقل أمرني لأن الوصية كما قلت أشد من الأمر وعنده ملك الموت أخذ يتكلم ويقول:(الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم).

ومن منزلة الصلاة في الإسلام أنه يستعان بها في الشدائد والمصائب، بينما كان الإمام

عبدالله بن عباس يركب دابته ذات يوم فأتاه آت وقال له: أعظم الله أجرك يا ابن العباس لقد مات ولدك، فترك ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن دابته وصلى لله ركعتين وبعدما فرغ من الصلاة قال له الرجل: عجبت لك يا عبد الله أخبرك بموت ولدك فتستقبل الخبر بالصلاة؟ فقال له ابن عباس: يا هذا أو ما قرأت قوله تعالى:(يا أيها الذين آمنوا إستعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين).

ومن منزلة الصلاة في الإسلام أنها تسمى بعروس الموحدين فإنه يجتمع فيها كل ألوان العبادة كما أن العرس يجتمع فيه كل ألوان الطعام، فإذا صلى العبد يقول الله:(عبدي مع ضعفك أتيتني بألوان العبادة قيامًا وركوعًا وقراءة وتهليلًا وتحميدًا وتكبيرًا وسلامًا فأنا مع جلالي وعظمتي لا يجد مني أن أمنعه جنة فيها ألوان النعيم أوجبت لك الجنة بنعيمها كما عبدتني بألوان العبادة وأكرمك برؤيتي كما عرفتني بالوحدانية فإني لطيف أقبل عذرك وأقبل الخير منك برحمتي فإني أجد من أعذبه من الكفار بالنار وأنت لا تجد إلهًا غيري يغفر سيئاتك عندي لك بكل ركعة قصر في الجنة..).

ومن منزلة الصلاة في الإسلام أنها من أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى وأعلاها في الثواب فعن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال:(أي العمل أحب إلى الله يا رسول الله؟ قال: الصلاة لوقتها، قال: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قال: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله). فالصلاة مقدمة على بر الوالدين والجهاد في سبيل الله، وهى تكفر الذنوب والسيئات التي يرتكبها الإنسان في يومه، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):(الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهم ما اجتنبت الكبائر)، وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:(أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات ما تقولون؟ هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا : لا يبقى من درنه شيئًا. قال : فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بها الخطايا).

ولقد أثبت الأطباء أن الوضوء الذي يكون للصلاة يقي الإنسان من خمسين في المائة من الأمراض التي تصيب الإنسان وذلك لضيق الوقت بين الصلوات حيث لا يتراكم العرق على البدن ويسبب ذلك الأمراض، وفي أميركا أثبت الأطباء أن الجهاز العصبي في احتياج إلى أن يكون الإنسان على هيئة السجود خمس مرات كل يوم على الأقل.

ومن منزلة الصلاة في الإسلام أنها تشمل جميع أركان الإسلام ففيها الشهادة أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وفيها الصوم فلا تأكل ولا تشرب ولا تتحرك وأنت تصلي وفيها الزكاة لأنك تقطع وقتك في الصلاة، وهذا الوقت أنت تعمل وتكسب مالاً وتزكي به والحج لإنك تتوجه بقلبك إلى الكعبة المشرفة كل يوم خمس مرات . هذا والله أعلم.

* إمام مسجد بني تميم بعبري