بعض الأقطار في شمال أوروبا يقصر فيها الليل كثيراً ويطول فيها النهار كثيرا حيث تصل ساعات الصيام في بعض هذه البلدان الى عشرين ساعة أو تزيد، وكثير من المسلمين يجدون مشقة زائدة في الصيام .. فهل يجوز اللجوء في هذه البلدان الى التقدير، وما نوع التقدير الذي يمكن اعتماده اذا كان جائزاً، وهل يكون التقدير بساعات الصيام في مكة أو بساعات النهار في اقرب البلدان اعتدالاً، أو بماذا؟
الأصل في الصيام ان يكون جميع نهار رمضان، لقوله تعالى:(ثم أتموا الصيام الى الليل)، وانما يستثنى ذلك ما اذا بلغ قصر الليل وطول النهار الى قدر ما لا يحتمل معه صوم جميع النهار عادة فيرجع في هذه الحالة الى تقدير وقت الصوم بالساعات والأولى اتباع اقرب بلد يتيسر فيه صوم النهار كله، والله أعلم.
هل يلزم المسافر إذا رجع الى بلده أثناء النهار الإمساك اذا كان مفطراً؟
استحب له بعض الناس الإمساك ولكن لا دليل على هذا، والقول الراجح بأنه لا مانع من ان يفطر، اذ الإمساك لا يجديه شيئا وقد أصبح مفطراً، وفطره كان بوجه شرعي سائغ له. وقد ذكر في بعض الكتب ان الإمام جابر بن زيد ـ رضي الله عنه ـ رجع من سفره وكان مفطراً، ووجد امرأته طهرت من حيضها فواقعها في نهار رمضان وهذا يدل على انه ترجح عنده القول بعدم الإمساك. والله أعلم.
وقال سماحته في جواب اَخر: من أفطر في حالة السفر في شهر رمضان ثم رجع الى بلده نهارا وهو مفطر، فلا عليه حرج ان واصل الإفطار، والله اعلم.
من نوى الإفطار من الليل لأنه يقصد السفر، ولكن طلع عليه الفجر قبل ان يغادر وطنه، فهل يمسك أم يفطر؟
يلزمه قضاء يومه على كل حال، لأنه لا صيام لمن لم يبيت النية من الليل، وهذا قد بيت الإفطار، وأما الأكل بعد مغادرته ففيه خلاف، والأرجح جوازه والأحوط تركه والله اعلم.
رجل غادر من بلده سنوات عديدة ولم يصم في سفره ثم رجع الى بلده وصام ما فاته من السنوات تقريبا فهل عليه كفارات؟
لا يلزم المسافر إن عاد الى بلده وقد أفطر في سفره غير قضاء ما أفطر، والله أعلم.