شاءت الأقدار أن يصادف مكان خط سيري على طريق وقع به حادث مروري مروع بين ثلاث مركبات وعلى عجل وصلت دوريات شرطة عمان السلطانية إلى موقع الحادث والتي تولت عملية تنظيم الحركة المرورية ومساعدة أطقم سيارات الإسعاف الطبية في إخراج المصابين من مركباتهم المعطلة لسيارات الإسعاف وتوفير الأجواء الملائمة لإنجاز مهامهم بالسرعة المطلوبة ونقل المصابين إلى أقرب مستشفى من موقع الحادث بشكل آمن لتلقي العلاج .
والمتمعن في مجريات الحادث يرى أن القضاء والقدر لعب دورا في وقوع هكذا حادث وفي مثل هذه الطرقات التي تكتظ بالحركة المرورية خاصة وأن مكان وقوع الحادث بالقرب من منطقة صناعية مأهولة تعج بالحركة سواء التجارية منها أو المرورية وبالتالي فإن الحادث المروري الذي وقع وشاهدناه يغني عن كل تفسير والمتسبب متروك للأجهزة المعنية بشرطة عمان السلطانية وهي الجهة التي تقرر من هو المتسبب في الحادث.
وكنا قد شاهدنا أحد المصابين ملقى على قارعة الطريق في انتظار رجال الإسعاف وقد خرج من المركبة من شدة الارتطام ولا نعرف كيف هي أحواله والتي ندعو الله تعالى له ولكل المصابين السلامة والشفاء العاجل والمركبات أصبحت حطاما لا يرتجى منها ولكن السؤال المطروح على ألسنة الجميع إلى متى يستمر مسلسل الحوادث المرورية على طرقاتنا التي يذهب ضحيتها الكثير والكثير من الأشخاص فمنهم الشباب في مقتبل العمر وينتظرهم مستقبل مشرق ومنهم من هو رب لأسرة ومعيل لها ومنهم من هو أو هي في طريقه إلى أهله وبيته أو عمله أما الخسائر المادية فلا حصر لها وحدث ولا حرج وحسب ما اتضح لنا من تعابير على وجوه الحضور وقت الحادث وهذا ينطبق على الحضور في معظم الحوادث التي تقع فتكون مليئة بالأسف والتسليم بقضاء الله وقدره هذا صحيح ونحن له مسلمون الأمر كله ولكنه سبحانه وتعالى قال : (وَأَنفِقُواْ في سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) البقرة:195( كما أكد على ذلك العلماء - من المتقدمين والمتأخرين الذين يستدلون بهذه الآية على النهي عن قتل النفس وإيذائها وإلقائها إلى التهلكة بأي طريقة من طرق التهلكة ، آخذين بعموم لفظ الآية ، وبالقياس الجلي ، مقررين بذلك القاعدة الأصولية القائلة : " العبرة بعموم اللفظ ،لا بخصوص السبب ".
كما أنه وعلى الرغم من الازدحام الذي تشهده طرقات محافظة مسقط خاصة وقت الذروة إلا أننا نجد هناك بعضا من قائدي المركبات لا يهمهم من هو سالك في طريقه آمنا ويحاول الدخول بين المركبات يمنة ويسرة متفاديا هذا ومربكا ذاك دون إعطاء إشارة أو تاركا الحركة للأولوية المرورية وبالتالي تتسبب رعونته هذه بحادث مروري على طريق عام مزدحم مما يعمل على التأخير وعرقلة وشلل في حركة المرور.
هذه القيادة الرعناء أحد الأسباب الرئيسية في وقوع الحوادث المرورية القاتلة فهل نعمل جميع وسويا على تفادي التجاوز الخاطئ وعدم الدخول على خطوط سير المركبات الأخرى إلا بعد التأكد من خلو الطريق أو سماح قائد المركبة المعني بالمرور في خط سيره والرعونة في القيادة حتى في الطرقات غير المأهولة وعدم الاستعجال وسط الاكتظاظ المروري في ساعات الذروة حفاظا على سلامة الجميع وعلى قيادة آمنة على طرقاتنا.

مصطفى بن احمد القاسم
[email protected]