علي بن سالم الرواحي:
الآية الثامنة من الجزء الثامن:(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) (الأنعام ـ 158).

المعنى الإجمالي للآية:

هل ينتظر مشركو العرب شيئًا بسبب شركهم بالله إلا تعذيبهم، سواء بالملائكة أثناء الموت وبعده، أو بالله سبحانه يوم القيامة، أو في الدنيا حين يأمر المؤمنين بقتلهم، أو ينتظرون طلوع الشمس من المغرب، حينها يؤمن الناس كلهم، وهيهات يُقْبَل إيمان الكافرين أو توبة الذين لم يعملوا صالحًا بجانب إيمانهم.

محل الإشكال:

إتيان الملائكة، وإتيان الله سبحانه، وبعض آيات ربك.

سبب الإشكال:

عدم تحديد إتيان الملائكة، هل الله يأتي فيتحرك؟، عدم تحديد معجزة الله التي تأتي.

حل الإشكال:

1 - في الغالب، لا تأتي الملائكة المشركين إلا حين الموت وهي موكلة بتوفيتهم وتعذيبهم في عالم البرزخ والنار، وبالتالي تعيّن المراد.

2 - إتيان الله يضفي عليه صفة الحركة تعالى الله عن ذلك إذ إن الحركة لا بد لا من نطاق زماني ومكاني، كما أن الحركة عرض ولا بد أن تقع على جوهر والله سبحانه ليس بجوهر، فاستحال عليه أن يقع عليه العرض، كما إنه من باب أولى ليس بعرض، فاستدعى الأمر وجود محذوف وهو (إتيان عذاب الله) سواء أكان العذاب في الدنيا أو في الآخرة، وبالتالي ارتفع الإشكال.

3 - ذُكِر في السياق (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا) مما دل أن المعجزة هي طلوع الشمس من المغرب كما أيد ذلك الأحاديث النبوية الصحيحة.

* كاتب عماني