محمود عدلي الشريف:
أيها المؤمنون أحباب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) .. لا نزال نشرف بزيارة رسول الله ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ في بيته الكريم، وبعد أن رأيناه من الخارج ودخلناه فرأينا حجراته ومكوناتها، اليوم هيا بنا ـ عشاق المصطفي العدنان ـ نستأذنه أن ندخل لنرى سريره الذي كان ينام عليه ووسادته وسائر أثاث بيته ـ بأبي هو وأمي صلوات ربي عليه وسلامه.

وأول ما رأينا:(السرير): عن عائشة قالت:)ربما رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصلي بالليل، وأنا على السرير بينه وبين القبلة، فتكون لي الحاجة، فأنسل من قبل رجل السرير كراهية أن أستقبله بوجهي، ولم يكن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يكثر فرش بيته) (رواه البخاري ومسلم) (أخرجه أحمد في مسنده برقم 2223)، وعَنْ أَنَسٍ، قَالَ:(دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَهُوَ عَلَى سَرِيرٍ مُرَمَّلٍ بِالشَّرِيطِ) (أخلاق النبي لأبي الشيخ الأصبهاني 3/ 20)، والجدير بالذكر: ما روي عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:(كُنَّا عِنْدَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَعِنْدَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَرَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ عَلَى سَرِيرٍ شَرِيطٍ، لَيْسَ بَيْنَ جَنْبِ رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَبَيْنَ الشَّرِيطِ شَيْءٌ، وَكَانَ أَرَقَّ النَّاسِ بَشْرَةً، فَانْحَرَفَ انْحِرَافَةً، وَقَدْ أَثَّرَ الشَّرِيطُ بِبَطْنِ جِلْدِهِ، أَوْ بِجَنْبِهِ، فَبَكَى عُمَرُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا أَبْكِي أَلَّا أَكُونَ أَعْلَمُ أَنَّكَ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ قَيْصَرَ وَكِسْرَى، إِنَّهُمَا يَعِيشَانِ فِيمَا يَعِيشَانِ فِيهِ مِنَ الدُّنْيَا، وَأَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ بِالْمَكَانِ الَّذِي أَرَى، فَقَالَ: يَا عُمَرُ أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَنَا الْآخِرَةُ، وَلَهُمُ الدُّنْيَا؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَإِنَّهُ كَذَلِكَ) (المرجع السابق 3/ 20).

(الوسادة) أو (المخدة): عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت:(كانت وسادة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي ينام عليها بالليل من أدم حشوها ليف) (رواه أبو داود). وعنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ:(رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ مُتَّكِئًا عَلَى وِسَادَةٍ عَلَى يَسَارِهِ) (الشمائل المحمدية للترمذي، ط: المكتبة التجارية ص: 118).

(النمرقة): عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:(تَضَيَّفْتُ مَيْمُونَةَ، وَهَيَ خَالَتِي وَهِيَ حِينَئِذٍ لَا تُصَلِّي، فَجَاءَتْ بِكِسَاءٍ، ثُمَّ طَرَحَتْهُ، وَفَرَشَتْهُ لِلنَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ثُمَّ جَاءَتْ بِنُمْرُقَةٍ، فَطَرَحَتْهَا عِنْدَ رَأْسِ الْفِرَاشِ، ثُمَّ جَاءَتْ بِكِسَاءٍ أَحْمَرَ، فَطَرَحْتُهُ عِنْدَ رَأْسِ الْفِرَاشِ، ثُمَّ اضْطَجَعَتْ وَمَدَّتِ الْكِسَاءَ عَلَيْهَا .. الحديث) (أخلاق النبي ذكر قبل 2/ 515).

(اللحاف): كان النبي (صلى الله عليه وسلم) ينام ويتغطى باللحاف، عَنْ عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَاـ قَالَتْ:(كُنْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فِي لِحَافٍ)، وعَنْ عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ـ قَالَتْ:(كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يُصَلِّي وَعَلَيْهِ طَرَفُ اللِّحَافِ، وَعَلَى عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ـ طَرْفُهُ، ثُمَّ يُصَلِّي)، وأنه (صلى الله عليه وسلم) قال لبعض نسائه:(لا تؤذيني في عائشة، فإنه ما أُنزل عليَّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها) (أخلاق النبي، مرجع سابق 2/ 500).

(الفرش): عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت:(إنّما كان فراش رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي ينام عليه من أدم (الأدم بفتحتين، جمع أديم وهو الجلد المدبوغ أو مطلق الجلد) حشوه ليف (والليف هو ليف النخل)، وسئلت حفصة ما كان فراش رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في بيتك؟ قالت: مِسحًا (ومِسحًا بكسر الميم وسكون السين هو كساء خشن يعد للفراش من صوف) نثنيه ثنيّتين فينام عليه، فلمّا كان ذات ليلة قلت لو ثنيته أربع ثنيات لكان أوطأ له، فثنيناه له بأربع ثنيات، فلمّا أصبح قال: ما فرشتموا لي الليلة؟ قالت: قلنا هو فراشك، إلا أنّا ثنيناه بأربع ثنيات، قلنا هو أوطأ لك، قال: ردوه لحالته الأولى فإنّه منعتني وطاءته صلاتي الليلة) (الشمائل المحمدية للترمذين ص: 188)، وعَنِ الرَّبِيعِ بْنِ زِيَادٍ الْحَارِثِيِّ، قَالَ:(قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ إلى أن قال: فَقَالَ: مَا أَزِيدُهُمْ عَلَى الْعَبَاءِ يَا حَفْصَةُ، أَخْبِرِينِي بِأَلْيَنِ فِرَاشٍ فُرِشَتْ لِرَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَأَطْيَبِ طَعَامٍ أَكَلَهُ عِنْدَكَ؟ فَقَالَتْ: كَانَ لَنَا كِسَاءٌ مِنْ هَذِهِ الْمُلَبَّدَةَ، أَصَبْنَاهُ يَوْمَ خَيْبَرٍ فَكُنْتُ أَفْرِشُهُ لِرَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـَ كُلَّ لَيْلَةٍ، .. الحديث). (أخلاق النبي، مرجع سابق 2/ 500).

(المرط): عَنْ عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ـ قَالَتْ:(لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، انْسَلَّ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ مِنْ مِرْطِي، ثُمَّ قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا كَانَ مِرْطُنَا مِنْ خَزٍّ ـ هو الحريرـ ، وَلَا قَزٍّ، وَلَا كُرْسُفٍ ـ القطن ـ وَلَا كِتَّانٍ، قُلْنَا: يَا سُبْحَانَ اللَّهِ فَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ كَانَ؟ قَالَتْ: كَانَ سَدَاهُ الشَّعْرُ وَكَانَتْ لُحْمَتُهُ مِنْ وَبَرِ الْإِبِلِ)، المرط هو كساء من صوف أو خز يضعه الرجل عليه، كما تضعه المرأة، ويلتحف فيه الرجل والمرأة سواء، وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت:(خرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذات غداة وعليه مِرْط مرَحَّل من شعر أسود) (رواه مسلم، وأبو داود، والترمذي).

(القطيفة): عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:(لَمَّا دُفِنَ ـ يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وُضِعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّحْدِ قَطِيفَةٌ بَيْضَاءُ بَعْلَبَكِّيَّةٌ ـ نسبة إلى بعلبك وهي مدينة معروفة بلبنان)، وعَنْ أَنَسٍ، قَالَ:(حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ عَلَى رَحْلٍ رَثٍّ، وَقَطِيفَةٍ لَا تُسَاوِي أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ) وهي (كساءٌ له أَهداب، أوُ دِثارٌ أَو فِراشٌ ذو أَهداب كأَهداب الطَّنافس). والقَطِيفَةُ: نسيجٌ من الحرير أو القطن صفيقٌ أَوْبَرُ، تُتخَذُ منه ثيابٌ وفرش. (المعجم الوسيط ـ قطف).

(الخميلة): عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ زَيْنَبٍ، عَنْ أُمِّهَا، قَالَتْ:(كُنْتُ مُضْطَجِعَةً مَعَ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فِي الْخَمِيلَةَ) (تهذيب اللغة 7/ 182)، قَالَ اللَّيْث:(خَمْلُ القَطِيفَةِ ونحوِه، وَهُوَ مِنْ غَزْلٍ نُسِجَ قد أُفْضِلتْ لَهُ فُضُولٌ كَخَمْلِ الطِّنْفَسَةِ. والخَمْلَةُ ثَوْبٌ مُخْمَلٌ من صُوفٍ كالكِساءِ) (تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم، ص: 559)، وفي (مشارق الأنوار على صحاح الآثار 1/ 240):(هِيَ كسَاء من صوف أوخز معلمة سَوْدَاء كَانَت من لِبَاس النَّاس قَالَ غَيره هُوَ البرنكان ـ كساءـ الْأسود، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة هُوَ كسَاء مربع لَهُ علمَان وَقَالَ الْجَوْهَرِي هُوَ كسَاء رَقِيق أصفر أَو أَحْمَر أَو أسود، وهي مما يُنْسَجُ من ألياف لها أَهداب تغطّى سطحَها الباطن) (المعجم الوسيط، باب: خمل).

(الحصير): عَنْ عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَاـ قَالَتْ:(كَانَ لَنَا حَصِيرٌ نَبْسُطُهَا بِالنَّهَارِ، وَنَحْتَجِرُهَا عَلَيْنَا بِاللَّيْل ِ.. الحديث) (أخرجه البخاري برقم 5861، ومسلم برقم 781)، عن عبدالله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال:(دخلت على رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلم ـ وهو نائم على حصير قد أثر بجنبه فبكيت، فقال: ما يبكيك يا عبدالله؟ قلت: يا رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلم ـ كسرى وقيصر قد يطؤون على الخز والديباج والحرير وأنت نائم على هذا الحصير قد أثّر في جنبك!. فقال: لا تبك يا عبد الله فإن لهم الدنيا ولنا الآخرة) (رواه مسلم برقم: 1479).

(الْفَرْوَةِ الْمَدْبُوغَةِ): عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ:(كَانَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يُصَلِّي، أَوْ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُصَلِّيَ، عَلَى فَرْوَةٍ مَدْبُوغَةٍ ـ ومعنى الفروة المدبوغة جلد الشاة إذا دبغ وصار صالحًا) (مسند أحمد، ط: الرسالة 30/ 166)، وَأَبُو دَاوُد. (الخمرة): روى الشيخان من حديث ميمونة بنت الحارث ـ رضي الله عنها ـ قالت: (كان رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصلي وأنا حِذاءَه وأنا حائضٌ، وربَّما أصابني ثوبُه إذا سجد، وكان يُصلّي على الخُمرة ـ والخمرة: كالحصير الصغير، تعمل من سعف النخل، وتنسج بالسيور والخيوط) (سنن أبي داود، ت: الأرنؤوط 1/ 488). وروى مثله عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ وقيل:(هي سجادة صغيرة تُعمل من سَعَف النخل، فإن كانت كبيرة سُميت حصيرًا، وسميت الخمرة بذلك لأنها تُخمّر وجه الأرض، أي: تستره، وقيل: لأنها تستر الوجه والكفين من حر الأرض وبردها، وقيل: لأن خيوطها مستورة بسَعَفها) (فيض القدير (5/ 222).

(البساط): روى أحمد وابن ماجه عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما:(أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ صلى على بساط) (شرح مسند أبي حنيفة 1/ 43) .. صلوت ربي وسلامه عليك يا سيدي يا رسول الله.

[email protected]*