في الوقت الذي يكافح العالم فيه حاليًّا جائحة كورونا (كوفيد ـ 19)، تشارك السلطنة دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للملاريا الذي يصادف يوم الخامس والعشرين من أبريل من كل عام، إيمانًا منها بأهمية مواصلة الاستثمار والعمل الجماعي لدحر هذا المرض.
وكما هو معروف عنها تُعد الملاريا مرضًا مُعْديًا يتسبب في حدوثه كائن طفيلي يسمى (بلازموديم)، ويمكن الوقاية منه والشفاء، وينتقل المرض عن طريق أنثى نوع من البعوض يعرف ببعوضة (الأنوفليس).ووفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية حول الملاريا في العالم لعام 2020، كان هناك ما يقدر بنحو 229 مليون حالة إصابة بالملاريا في جميع أنحاء دول العالم، وبلغ العدد التقديري للوفيات بسبب الملاريا 409,000 في عام 2019، لذلك حثت منظمة الصحة العالمية البلدان على التحرك السريع وتوزيع أدوات الوقاية من الملاريا وعلاجها، خصوصا في هذه المرحلة من تفشي (كوفيد ـ 19) في جنوب صحراء إفريقيا، وعلى بذل قصارى الجهود لصون الخدمات الأساسية لمكافحة الملاريا.
ولقد أولت الحكومة الرشيدة بالسلطنة في بداية النهضة المباركة اهتمامًا كبيرًا بالصحة شملت كافة المجالات، وقد تم تدشين البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا عام 1975 باعتبار الملاريا إحدى أهم مشاكل الصحة العامة.
ويهدف البرنامج للسيطرة على المرض من خلال استخدام مجموعة من الاستراتيجيات وهي: الكشف المبكِّر، والعلاج الجذري للحالات، والمكافحة المتكاملة لناقل المرض وهي أنثى بعوضة (الأنوفليس).وقد أثمرت جهود وزارة الصحة بالسلطنة عن تقليل حدوث عدد الإصابات بمرض الملاريا بحيث بلغ عدد الحالات المؤكدة حوالي 32000 ألف حالة في عام 1990، وفي عام 1991 تم تدشين البرنامج الوطني لاستئصال الملاريا لهدف إيقاف العدوى والقضاء على مستودع الحالات وذلك بالوصول لمعدل 1 لكل 10000 من السكان في عام 2000، وبحلول عام 1997 تمَّ الوصول إلى معدل أقل من 1 لكل 10000 من السكان، كما تمَّ إيقاف نقل العدوى محليا بحلول عام 2004.
وبعــد ظهــور نجــاح بوادر التجربـــة، فقد تــــم تعميــــم برنامـــج الاستئصـــال تباعــًـــا علـــى بقيـــة مختلف محافظات السلطنة، حيث لوحظ تسجيل بعض بؤر النقل الثانوي المحدودة للمرض بعد عملية الاستئصال كان آخرها في عام 2012، ومــن بعدهـــــا توقف نقل المرض محليًّا بشكل تام.
وقد شكلت الحالات الوافدة القادمة من خارج السلطنة الغالبية العظمى من الحالات المسجلة بعد ذلك.
ومن هنا فقد قامت الوزارة متمثلة في المديرية العامة لمراقبة ومكافحة الأمراض بوضع استراتيجية للمرحلــــة المهمة القادمـة، لكي تضمـــن عــدم حــدوث نقل محلـــي من الحـــالات الوافدة ثـــم عـــدم توطـــن المــــرض مــــرة أخــــرى في السلطنة.
وتتفاوت اعراض العدوى بمرض الملاريا بين الخفيفة إلى المتوسطة، فقد يعاني المصاب من ارتفاع في درجة حرارة الجسم، التعرق، القشعريرة، آلام في العضلات، والصداع.
وغالبًا ما تظهر عليه هذه الأعراض بعد 10 إلى 15 يومًا من اللدغة.
وقد تصبح هذه الأعراض بصورة شديدة في حالة عدم تلقيه العلاج اللازم تتمثل في الإصابة بنوبات تشنج، الغيبوبة، نقص الدم والصفار، وتكمن خطورة مرض الملاريا انها قاتلة وخصوصًا للأطفال ولكبار السن والحوامل.
وقد مرت جهود مكافحة واستئصال الملاريا بعدة خطوات، فقد كانت تتواجد فرق تابعة لوزارة الصحة في مطار مسقط الدولي، وذلك من أجل عمل فحص سريع للملاريا لكل القادمين من دول شرق إفريقيا وتحويل المصابين لأقرب مؤسسة صحية من أجل العلاج.