محمود عدلي الشريف*
أيها المؤمنون أحباب رسول الله (صلى الله عليه وسلم): لا نزال على مائدة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نرى ما كان يأكله ـ بأبي هو وأمي ـ وما كان يحب من الطعام، ولا نزال أنواع اللحم، ومنه:

الأرانب: عَنْ أَنَسٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قَالَ:(أَنْفَجْنَا أَرْنَبًا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، فَسَعَى القَوْمُ، فَلَغَبُوا، فَأَدْرَكْتُهَا، فَأَخَذْتُهَا، فَأَتَيْتُ بِهَا أَبَا طَلْحَةَ، فَذَبَحَهَا وَبَعَثَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ بِوَرِكِهَا أَوْ فَخِذَيْهَا ـ قَالَ: فَخِذَيْهَا لاَ شَكَّ فِيهِ ـ فَقَبِلَهُ، قُلْتُ: وَأَكَلَ مِنْهُ؟ قَالَ: وَأَكَلَ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ بَعْدُ: قَبِلَهُ) (صحيح البخاري 3/ 155)، و(مسلم 1953). وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:(كُنْتُ غُلَامًا حَزَوَّرًا فَصِدْتُ أَرْنَبًا فَشَوَيْتُهَا، فَبَعَثَ مَعِي أَبُو طَلْحَةَ بِعَجُزِهَا إِلَى النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَبِلَهَا) (سنن أبي داود 3/ 352)، وفي (شرح سنن أبي داود للعباد 428/ 13، بترقيم الشاملة آليًا):(إن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ كان بالصفاح ـ قال محمد: مكان بمكة ـ وإن رجلاً جاء بأرنب قد صادها، فقال يا عبد الله بن عمرو! ما تقول؟ قال: قد جيء بها إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وأنا جالس فلم يأكلها ولم ينه عن أكلها).

الدجاج: عَنْ أَبِي مُوسَى يَعْنِي الأَشْعَرِيَّ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قَالَ: (رَأَيْتُ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَأْكُلُ دَجَاجًا) (صحيح البخاري برقم 5517)، وفي (الطب النبوي لأبي نعيم الأصفهاني 2/ 752)، عَن أَبِي موسى: (أن النبي صَلَّى الله عَليْهِ وَسلَّم أكل لحم الدجاج). وعَنْ زَهْدَمٍ الْجَرْمِيِّ قَالَ: (كُنَّا عِنْدَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، فَأُتِيَ بِلَحْمِ دَجَاجٍ فَتَنَحَّى رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَقَالَ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُهَا تَأْكُلُ شَيْئًا فَحَلَفْتُ أَنْ لَا آكُلَهَا قَالَ: ادْنُ فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَأْكُلُ لَحْمَ دَجَاجٍ) (مسند أحمد مخرجًا برقم 19591)، وفي (المسند الموضوعي الجامع للكتب العشرة 19/ 221)، وعن أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ:(كُنَّا عِنْدَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، فَدَعَا بِمَائِدَةٍ وَعَلَيْهَا لَحْمُ دَجَاجٍ، وَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَأْكُلُ مِنْهُ).

الحبارى: عَنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَفِينَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: (أَكَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ لَحْمَ حُبَارَى) (حكم الألباني: ضعيف: الترمذي برقم 1904)، وقد أكل ـ عليه الصلاة والسلام ـ لحم حبارى، رواه (أبو نعيم في الطب سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد 12/ 106)، وفي (الشمائل المحمدية للترمذي، ط: إحياء التراث، ص: 102) والحُبَارى: بضم الحاء وفتح الباء هو طائر معروف كبير العنق رمادي اللون لحمه بين الدجاج والبط، ويقع على المؤنث والمذكر. وواحده وجمعه سواء.

* الفواكه والخضراوات:

التمر: عَنْ أَنَسٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قَالَ:(رَأَيْتُ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ مُقْعِيًا ـ الْإِقْعَاءُ عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَةِ أَنْ يُلْصِقَ الرَّجُلُ إِلْيَتَيْهِ بِالْأَرْضِ: وَيَنْصِبَ سَاقَيْهِ، وَيَتَسَانَدَ ظَهْرَهُ، ـ يَأْكُلُ تَمْرًا)، وَفِي رِوَايَةٍ:(يَأْكُلُ مِنْهُ أَكْلًا ذَرِيعًا ـ قَالَ النَّوَوِيُّ: وَكَانَ اسْتِعْجَالُهُ لِاسْتِيفَازِهِ لِأَمْرٍ أَهَمَّ مِنْ ذَلِكَ، فَأَسْرَعَ فِي الْأَكْلِ لِيَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهُ وَيَرُدَّ الْجَوْعَةَ، ثُمَّ يَذْهَبَ فِي ذَلِكَ الشُّغْلِ) (رَوَاهُ مُسْلِمٌ) (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 7/ 2703)، وعَنِ ابْنَيْ بُسْرٍ السُّلَمِيَّيْنِ قَالَا:(دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فَوَضَعْنَا تَحْتَهُ قَطِيفَةً لَنَا، صَبَبْنَاهَا لَهُ صَبًّا، فَجَلَسَ عَلَيْهَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ الْوَحْيَ فِي بَيْتِنَا، وَقَدَّمْنَا لَهُ زُبْدًا، وَتَمْرًا .. الحديث) (سنن ابن ماجة برقم 3334)، وفي (مختصر سنن أبي داود للمنذري، ت: حلاق 2/ 589): عن عائشة - رضي اللَّه عنها - قالت: قال النبي (صلى اللَّه عليه وسلم):(بَيْتٌ لَا تَمْرَ فيه: جِيَاعٌ أَهْلُهُ).

الرطب: عَنْ جَابِرٍ، قَالَ:(خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَأَنَا مَعَهُ، فَدَخَلَ عَلَى امْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارٍ، فَذَبَحَتْ لَهُ شَاةً، فَأَكَلَ مِنْهَا، وَأَتَتْهُ بِقِنَاعٍ مِنْ رُطَبٍ، فَأَكَلَ مِنْهُ، ثُمَّ تَوَضَّأَ لِلظُّهُرِ،.. الحديث) (شرح السنة للبغوي 11/ 294)، وعَنْ أَنَسٍ، قَالَ:(بَعَثَتْ مَعِي أُمُّ سُلَيْمٍ بِشَيْءٍ مِنْ رُطَبٍ فِي مِكْتَلٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فَلَمْ أَجِدْهُ فِي بَيْتِهِ، فَذَهَبْتُ قَرِيبًا، فَإِذَا هُوَ عِنْدَ خَيَّاطٍ مَوْلًى لَهُ صَنَعَ لَهُ طَعَامًا فِيهِ لَحْمٌ، وَدُبَّاءٌ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ الدُّبَّاءُ، فَجَعَلْتُ أَضَعُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَرَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ، فَوَضَعْتُ الْمِكْتَلَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَمَا زَالَ يَأْكُلُ، وَيَقْسِمُ حَتَّى لَمْ يَبْقَ فِي الْمِكْتَلِ شَيْءٌ) (المرجع السابق 11/ 304).

البطيخ: روى النّسائي عن أبي هريرة ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:(كان أحبّ العراق إلى رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ عراق الشّاة الجنب، وكان يحبّ من الشّاة مقدمها، وكان أحبّ الفواكه إلى رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ الرّطب، والبطيخ)، (غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب 2/ 115)، وعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ:(كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَأْكُلُ الرُّطَبَ بِالْبِطِّيخِ) (سنن ابن ماجه، ت: الأرنؤوط 4/ 436)، وعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه:(أَنَّ رَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ كَانَ يَأْخُذُ الرُّطَبَ بِيَمِينِهِ وَالْبِطِّيخَ بِيَسَارِهِ، فَيَأْكُلُ الرُّطَبَ بِالْبِطِّيخِ وَكَانَ أَحَبّ الْفَاكِهَةِ إِلَيْهِ) (رواه البيهقي في شعب الإيمان برقم 5593).

الدباء (القرع): عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:(كَانَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يُعْجِبُهُ الدُّبَّاءُ، فَأُتِيَ بِطَعَامٍ، وَدُعِيَ لَهُ، فَجَعَلْتُ أَتَتَبَّعُهُ، فَأَضَعُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ لِمَا أَعْلَمُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ) (شرح السنة للبغوي 11/ 305)، وعَنِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:(إِنَّ خَيَّاطًا دَعَا رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَرَّبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ خُبْزًا مِنْ شَعِيرٍ، وَمَرَقًا فِيهِ دُبَّاءٌ وَقَدِيدٌ، قَالَ أَنَسُ: فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ حَوَالَيِ الْقَصْعَةِ)، فَلَمْ أَزَلْ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ مِنْ يَوْمِئِذٍ، وعَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(كَانَ يُعْجِبُهُ الدُّبَّاءُ)، وفي زيادة (وَهُوَ الْقَرْعُ) (السنن الكبرى للنسائي 6/ 231)، وعَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:(سَمِعْتُ أَنَسًا، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يُحِبُّ الدُّبَّاءَ) (فتح الباري لابن حجر 9/ 239)، وفي (منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول 2/ 111): (وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحبّ القرع ـ بسكون الراء وفتحها، لغتان، وهو: الدّبّاء)، ويقول:(إنّها شجرة أخي يونس ـ على نبيّنا وعليه الصّلاة والسّلام).

القثاء: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ قَالَ:(رَأَيْتُ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَأْكُلُ الرُّطَبَ بِالقِثَّاءِ) (صحيح البخاري 7/ 79)، وعَنْه أيضًا أَنَّهُ قَالَ:(إِنَّ آخِرَ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فِي إِحْدَى يَدَيْهِ رُطَبَاتٌ، وَفِي الْأُخْرَى قِثَّاءٌ، وَهُوَ يَأْكُلُ مِنْ هَذِهِ، وَيَعَضُّ مِنْ هَذِهِ، .. الحديث) (مسند أحمد مخرجًا 3/ 278، برقم: 1749)، وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت:(أرادت أمي أن تسمنني لدخولي على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فما استقام لها ذلك حتى أطعمتني القثاء بالرطب، فسمنت عليه كأحسن السمن) (الجامع الصحيح للسنن والمسانيد 12/ 328) ، (وابن ماجه، برقم: 3324).

الكباث: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ قَالَ:(كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ نَجْنِي الكَبَاثَ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ: عَلَيْكُمْ بِالأَسْوَدِ مِنْهُ، فَإِنَّهُ أَطْيَبُهُ، قَالُوا: أَكُنْتَ تَرْعَى الغَنَمَ؟ قَالَ: وَهَلْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ رَعَاهَا) (صحيح البخاري 4/ 157)، (الجامع الصحيح للسنن والمسانيد 1/ 398)، وقَوْلِهِ لَهُمْ:(عَلَيْكُمْ بِالْأَسْوَدِ مِنْهُ دَلَالَةٌ عَلَى تَمْيِيزِهِ بَيْنَ أَنْوَاعِهِ، وَالَّذِي يُمَيِّزُ بَيْنَ أَنْوَاعِ ثَمَرِ الْأَرَاكِ غَالِبًا مَنْ يُلَازِمُ رَعْيَ الْغَنَمِ عَلَى مَا أَلِفُوهُ) (كشف المشكل من حديث الصحيحين 3/ 9)، وقَالَ الْأَصْمَعِي:(البرير: ثَمَر الْأَرَاك، فالغض مِنْهُ المرد، والنضيج الكباث وأسوده أشده نضجًا) (فتح الباري لابن حجر 9/ 576)، وقال أبو زياد: يشبه التين يأكله الناس والإبل والغنم، وقال أبو عمرو: هو حار كأن فيه ملحًا .. انتهى، والتقدير: أكنت ترعى الغنم حتى عرفت أطيب الكباث لأن راعي الغنم يكثر تردده تحت الأشجار لطلب المرعى منها والاستظلال تحتها.

انظرواـ إخوة الإيمان ـ كيف كان تواضع رسولكم العظيم كان يأكل ثمر الأراك وهو يرعى الغنم .. فهل صليتم عليه اليوم؟!.

[email protected]*