علي بن سالم الرواحي:
الآية الثانية عشرة من الجزء الثاني عشر:( وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) (هود ـ 108).

المعنى الإجمالي للآية:

يخلد أهل السعادة في الجنة بما يكون عطاؤهم الرباني غير مقطوع بل يتجدد كل ساعة وحين.

محل الإشكال:

الاستثناء (إلا ما شاء ربك).

سبب الإشكال: كيف يكون الاستثناء من مدة دوام السموات والأرض مع قوله:(خالدين)، وقوله: (عطاء غير مجذوذ).

حل الإشكال:

إن الاستثناء استثناء تكملة على مدة دوام السموات والأرض في الدنيا، لا استثناء نقصان، أي: أن مدة النار والجنة هو مدة دوام الكون الفاني يزاد عليه المدة التالية الأخروية بما تستوجب خلودهما، وذلك إن الإنسان إذا نظر إلى الكون الدنيوي رآه وكأنه خالد، لكنه ليس كذا، فأضاف إليه سبحانه بما يكمل استثناءه من الخلود وجعله للدلالة على خلود الآخرة.