علي بن سالم الرواحي:
الآية الرابعة عشرة من الجزء الرابع عشر:(إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ) (الحجر ـ 18).

المعنى الإجمالي للآية:

لما بُعث سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) حمى الله السماء الدنيا من استرقاق الشياطين السمع لأخبار السماء الحاصلة بين الملائكة، فمن حاول الاسترقاق أحرقه الله بشهاب واضح يُرى في السماء خصوصًا في الليل وهي ظاهرة مرئية وليست غيبية.

محل الإشكال:

(شهاب مبين).

سبب الإشكال:

1 - تفسير (مبين).

2 - ما هو حقيقة الشهاب هل هو نجم أو كويكب.

3 - كيف يحرق الشهب الناري الشياطين الذين هم مخلوقون من نار.

حل الإشكال:

1 - شهاب مبين أي مضيء.

2 - لما كان الشمس أو النجوم عمومًا أكبر من حجم الشمس مما يؤدي احتراقها إلى سقوط الأرض فانتفى المراد بالشهب النجومَ بأكملها، وقد أثبت العلم الحديث بما يوافق القرآن الكريم. قبله، أن الشهب مجرد كرات نارية تقذفها النجوم، كما إن هناك نيازك ـ وهي كويكبات ـ وكويكبات أخرى صغيرة جداً تحترق مكونة شهبًا، فتحترق النيازك عندما تخترق الغلاف الجوي للأرض، إذن قد تُسمّى الشهاب نجومًا أو كواكب بحسب أصلها، من باب المجار باعتبار ما كان، حيث أطلق على الشيء بما كان عليه .. والله أعلم.

3 - ذكر الدكتور العالم علي منصور كيالي: أن الشياطين يتكونون من طاقة (نار)، والشهب تتكون من مادة (ترابية حجرية)، فإذا صعد الشيطان المارد يريد استراق السمع من السماء، تعرض له شهاب في طبقة الأيونوسفير المكهربة فيحرقه، ويحوله إلى طاقة مبددة أو طاقة ضعيفة لا تقوى على معاودة الاستراق، ونحن نعرف أن طبقات الأرض الجوية هي من السماء الدنيا.

لكن القول ليس بقوي إلا بالقول باحتراق الشهاب عند دخوله طبقة (الأيونوسفير)، وذلك لأن كلمة (الشهاب) تنطوي على اشتعاله، فيحرق الشياطين، وهناك فرق بين الشيء وأصله الذي كان عليه، بين الانسان والطين، وبين الجن والنار، وبالتالي يتضرر الانسان بالطين إن أكله أو أصابه مثلًا، ويتضرر الشياطين بالنار اذا لامسوها.

* كاتب عماني