علي بن سالم الرواحي:
الآية السادسة عشرة من الجزء السادس عشر:( قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا) (الكهف ـ 109).

المعنى الإجمالي للآية:

قل يا محمد: لو كان بحر الدنيا مدادًا لكلام الله سبحانه وتعالى لانتهى قبل أن ينتهي كلامه سبحانه حتى لو جيء بمدد مثله، وهكذا فكلامه سبحانه مطلق غير منتهٍ.

محل الإشكال:

1 - (لكلمات ربي).

2 - (البحر).

سبب الإشكال:

1 - ما المقصود بـ(كلمات ربي).

2 - ما المقصود بـ(البحر).

حل الإشكال:

1 - معاني (كلمات ربي):

أ- كلام الله، وهذا ما أذهب إليه لأن التكلم من صفات الله سبحانه، وهو ملاءم لـ(كلمات) المذكورة في الآية.

ب - القرآن الكريم، وهو كلام الله المنزل على نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم) ويستبعَد هذا لأن كلمات القرآن الكريم محدودة، وإن قيل المقصود بها كلمات معانيه، فقد يُستساغ ذلك حيث حوى على أصول مختلف العلوم الدينية والإنسانية والعلمية.

ج - علم الله تعالى لمخلوقاته وحكمه وعجائبه في الماضي والحاضر والمستقبل، وهو قريب من المقصود بكلمات معاني القرآن.

د - خلق الله تعالى الأشياء بكلمات (كن فيكون) حيث هو قادر على خلق ما يشاء بلا تناهٍ، وهذا قد لا يُحتاج إليه لأن الله قادر على إيجاد كل شيء دفعة واحدة بكلمة (كن فيكون) فلا داعي للتكرار، وإن قيل أنه يخلق في كل ثانية أشياء وأشياء بكلمة (كن فيكون) وهو وحده القائم على ذلك، فيكون هذا مستساغًا.

2- معاني (البحر):

أ - ما يقابل البر من الكرة الأرضية.

ب - بحر خاص من جملة بحور الأرض.

ويرجح الأول لأنه (أل) التعريف للجنس أو للاستغراق وتُستَبْعد العهدية فيه حيث لا دليل عليها أبدًا.