علي بن سالم الرواحي:
الآية السابعة عشرة من الجزء السابع عشر:(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (الحج ـ 52).

سبب النزول والتفسير الإجمالي:

لما شق النبي إعراض قومه عما ينزله الله سبحانه إليه تمنى أن ينزل الله عليه ما يتفقون معه لحرصه على إيمانهم، فاستجاب الله له، حيث لمّا نزل عليه قوله سبحانه:(والنجم إذا هوى)، وأسمعه لقومه حتى وصل إلى قوله:(أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى)، ثم قال الشيطان بعدها:(تلك الغرانيق أعلى وإن لشفاعتهن لترتجى)، فنبّه جبريل إليها، حيث لما سمعوها سجد المشركون، وكلمة (تمنى) تأتي بمعنى: تلا أو اشتهى، فنسخها الله أي: أبطلها ليكون ذلك النسخ محكمَا في كتابه الحكيم، والله عليم بما قال النبي وما قال الشيطان، حكيم بنسخه وإبطاله.

محل الإشكال:

(أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ).

سبب الإشكال:

هل ذلك الإلقاء الشيطاني يقرأه النبي أم يقرأه الشيطان نفسه خلال قراءة النبي؟!.

حل الإشكال:

لا يجور أن يقول النبي الإلقاء الشيطاني الكافر لمعارضته للعصمة الربانية، ويبقى أن يكون بلسان الشيطان نفسه.