[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
عن علاقة اليهود بالماسونية تذكر مجلة الشرق الأكبر سنة 1934، أن الماسونيين يتخذون من خطة تمكين اليهود من الاستيلاء على العالم اساساً لأعمالهم.
وتقول مجلة اكاسيا الماسونية سنة 1908 م لا يوجد محفل ماسوني خال من اليهود .. كما تؤكد السجلات الماسونية: لقد تيقن اليهود أن خير وسيلة لهدم الأديان، هي الماسونية، وأن تاريخ الماسونية يشابه تاريخ اليهود في الاعتقاد بربط كيانها بخمسة آلاف سنة، وأن شعارهم هو (نجمة داود المسدسة) ويُعد اليهود والماسونيون انفسهم ـ معاً ـ الأبناء الروحيين لبناة هيكل سليمان.
يؤكد اليهود دائماً العلاقة القوية جداً بينهم وبين الماسونية ويقول الحاخام الأكبر اسحاق ويز (أن الماسونية هي مؤسسة يهودية خالصة وإن تقاليدها وأنظمتها وتعاليمها مأخوذة من مصادرنا فهي منا ولنا من البداية حتى النهاية).
وكانت سلانيك التي هي مركز (يهود الدونمه) و (المحافل الماسونية الخطيرة)، المكان الذي تعقد فيه الاجتماعات للتحضير لعملية الاطاحة بالسلطان عبدالحميد الثاني. وقد ثبت أن الماسونية الدولية قدمت مساعدات كبيرة جداً لجمعية الاتحاد والترقي، وجاءت تلك المساعدات من باريس ولندن والنمسا والمانيا وبودابست.
وعندما اصبحت الماسونية ذات تأثير واضح في السلطة العثمانية، بدأت مرحلة الخيارات الحاسمة، فبينما كان هرتزل يحاول اقناع السلطان عبد الحميد بأفكاره وآرائه مستخدماً مختلف الاساليب كما اشرنا إلى ذلك، استطاعت الماسونية أن تحكم السيطرة على المفاصل الاساسية في الدولة.
يقول (Molly M.Burke) أن الدولة العثمانية قد سمحت بالحرية الدينية بصورة دائمية، وهذا ما عبد الطريق لظهور الدولة العلمانية الحديثة.
ومن الجدير بالذكر أن الثلاثي الخطير في الدولة العثمانية وهو (يهود الدونمه والماسونية وجمعية الاتحاد والترقي) قد استخدمت اسلوب التحرك الذي يمزج بين الهدوء والسرية وعدم اثارة الشكوك حولها، وحتى عبد الحميد الثاني كان قد غفل في البداية عن نشاط هؤلاء العناصر، وبعد أن فات الاوان وازدادت قوة هذه الجمعيات بدأ عبدالحميد يراقبهم عن كثب، ووضعت السلطة العثمانية جواسيس خارج مقرات المحافل الماسونية، وقام هؤلاء بتسجيل اسماء العسكريين والمدنيين المنتمين إلى هذه المحافل. ولم يتمكن السلطان من عمل شيء ازاء القوة التي وصلت إليها الماسونية..وهكذا اتخذ محفل (الشرق الاعظم) الماسوني قراره عام 1900 باسقاط عبد الحميد الثاني وكان معتمداً في ذلك على جمعية الاتحاد والترقي ، التي تم اعداد عناصرها القيادية من (يهود الدونمه) الذين يلتقون مع الماسونية على نفس الخط في اهدافهم ومخططاتهم.
وهكذا نجد أن الماسونيين قد تمكنوا من دفع الاهالي إلى مظاهرات صاخبة في مدن (سلانيك) و (مناستر) و (اسكوب) و(سوس) وكانت مطالب المتظاهرين المعلنة، تتمثل بإعادة الدستور وهددوا بالزحف على القسطنطينية، وكانت موجة هؤلاء قوية حيث رضخ السلطان في نهاية الأمر لمطاليبهم وقام بإعلان الدستور واحياء البرلمان وذلك في 24 تموز/يوليو 1908.
وكان الضغط الماسوني ـ اليهودي على السلطان بإعلان الدستور، يهدف إلى الوصول إلى مرحلة جديدة تعطي لوجود جمعياتهم الشرعية الدستورية وتحقق لهم ما ارادوا، مثلما تم الضغط على السلطان لإصدار الدستور عام 1876 والذي تمخض عن وجود ممثلين لليهود في مجلس المبعوثين..كذلك حقق اليهود قفزة جديدة في اعلان الدستور عام 1908، حيث استطاعوا تأسيس وكالة صهيونية في استنبول وتم اختيار (فيكتور جاكوبسن) رئيساً لها، وكانت مهمة هذه الوكالة خطيرة إذ انها بدأت تراقب بدقة اراء العرب تجاه الهجرة اليهودية إلى فلسطين، كما اخذت تراقب النظام السياسي وموقفه من الحركة الصهيونية إضافة إلى النشاط العربي في استنبول.