[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
هل تكفي الدموع لغسل دماء أطفال باكستان واليمن ونيجيريا وكل أطفال العالم المعذبين، بل أولئك المهددين في كل مكان. وهل يمكن نسيان مشهد الأطفال الهاربين في جبل سنجار واللاجئين من الموصل .. وهذه الطفولة المعذبة المحرومة من كل شرائع الحياة والمتواجدة في مخيمات البؤس في لبنان والأردن وتركيا والعراق وغيرها .. بل لكل طفل هدده الأرهاب، ومن يبكي اللحظة من وجع مقيم بسبب تعرض أهله للقتل، او تعرضه للمهانة بسبب النزوح من البيت الجميل الذي يقيم فيه الى أماكن النزوح واللجوء. إلى كل هؤلاء الأطفال المظلومين المعتدى عليهم وعلى روحهم نقول سلاما,
لعل مشهد الطفولة في العالمين العربي والإسلامي هو الأشد عذابا للنفس، حيث لم يعد متوفرا الأمن والاستقرار. سيناريو قتل اطفال باكستان يشير الى حفلة الموت الهادئة التي نفذت يها الجريمة واودت بحياة اكثر من ثمانين وروعت العالم بل صدمته. تلك الدواعش التي قتلت بدم بارد صبية في عمر الزهور، وداخل مدرسة، بلغ فيها الحقد الدفين ان لاتقيم وزنا لا للصغار ولا للكبار، فمفهوم القتل لديها ليس قائما على فئة عمرية، انه قتل للانسان سواء كان جنينا في رحم امه او كان كهلا ، صبية صغيرة او أمرأة طاعنة في السن.
كلهم في النهاية دواعش محترفين، لايعرفون الرحمة ولا تربوا في مدارس الإيمان ، ولا سمعوا قرآنا أو كلاما طيبا .. هم قادمون من مزابل التاريخ كي يمارسوا الذبح وقطع الرؤوس وبقر البطون وإحراق النساء وهن إحياء كما فعلوا بمعلمة المدرسة ايضا. اختاروا اهدافا مستسلمة لعلمها، صاغية لمستقبلها، آمنة مؤمنة بانها قد نذرت نفسها للعلم وليس للمساوئ التي صارت من قيم دواعش هذا العصر كيفما كانت الأسماء التي سموا تنظيماتهم بها.
هل نحن في زمن اللعنة التي تكبر لتصير بحجم أمة الإسلام، وهل هو الزمن الذي كأنما بطلت فيه الكلمة الطيبة بدلا من لغة الرصاص والسكين الحاد والساطور. نحن بكل أسف نعيش زمن الخزي الذي نخاف فيه على اطفالنا، وعلى عقول ناشئتنا من التخريب الذي قد يدب فيها، كما نخاف على اعراضنا .. اذ لم يعد هنالك من يحميها او يتدبر امور امنها. نحن في زمن عالم يكبر ليمحي ثقافتنا وتجربتنا الحياتية المتطورة .. نحن أمام هول تاريخ لم يأت مثله وقد لانعرف بعده لشدة قساوته. نحن امام قتلة لانعرف من اين أتوا، بل كما قال احدهم ضعهم مع الوحوش فانها تهرب منهم.
إنه زمن التوحش بكل معنى الكلمة، لم نسمع بمثله قبلا، ولم نعش مثيلا له، هبط علينا بالمظلة، ضمن تربية السوء التي عقيدتها القتل ثم القتل ثم القتل والسحل والذبح، عقيدة تدرب عليها التوحش بطريقته الفتاكة فحول دنيا العرب والاسلام الى مهزلة، ووضع لهم مستقبلا ماحقا ساحقا لا امان فيه ولا استقرار ولا انسانية ولا ميزان حياة.
اذا سئلنا حول الزمن الذي نعيشه فلسوف نقول إنه زمن التوحش .. زمن قاطعي الرؤوس، وقاتلي الأطفال والنساء والرجال .. زمن العذاب الذي نستهوله كلما فكرنا باننا في متنه.