رسالة فلسطين المحتلة ـ من رشيد هلال وعبدالقادر حماد:
قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أمس الأربعاء إن مشروع القرار العربي الفلسطيني سيُقدم للتصويت عليه بمجلس الأمن الدولي رغم التهديدات الاميركية باستخدام حق النفض الفيتو.
وقال عريقات في اتصال هاتفي "سنتقدم بمشروع القرار، بالرغم من التهديدات الأميركية التي أبلغتنا رسميًّا بأنها ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضده". ويأتي تأكيد عريقات هذا، وسط تصاعد غير مسبوق في حملة الضغوط الأميركية على الجانب الفلسطيني لعدم تقديم مشروع القرار مع التهديد باستخدام "الفيتو"، ومع محاولة التأثير على عدة عواصم عربية لإقناع القيادة الفلسطينية بالتأجيل، دون أن تقدم الادارة الاميركية أي بدائل أخرى. ويقضي مشروع القرار بإلزام "إسرائيل" بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية التي احتلتها عام 1967 خلال سقف زمني لا يتعدى الـ3 سنوات، وبما يشمل شرقي القدس المحتلة، قبل نهاية عام 2016.
وشدد عريقات أنه وفي حال إحباط مشروع القرار العربي بشأن إنهاء الاحتلال من خلال "الفيتو"، فإن دولة فلسطين ستستكمل تقديم صكوك الانضمام لكافة المؤسسات والمواثيق والبروتوكولات والمعاهدات الدولية وعددها 522.
واعتبر أن هذا المشروع يستوجب وقف كافة أشكال التنسيق الأمني مع الاحتلال، وأن يدعو الرئيس محمود عباس "إسرائيل" وهي سلطة الاحتلال، إلى تحمل مسؤولياتها كافة. ويتضمن مشروع القرار "التأكيد على كافة قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات العلاقة، ووجوب إنفاذ ميثاق جنيف الرابع لعام 1949 المتعلق بحماية المدنيين في وقت الحرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة وبما يشمل شرقي القدس". كما يشمل "حل قضية اللاجئين استنادًا إلى القرار 194 والتذكير بالرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية في 9 يوليو 1004 والتذكير بقرار الجمعية العامة 67/19 لعام 2012 ".
ويطالب المشروع بوقف النشاطات الاستيطانية ووقف الاعتداءات ومصادرة الأراضي وهدم البيوت وتهجير السكان وتثبيت التهدئة التي تم التوصل إليها يوم 26 اغسطس 2014 وإعادة إعمار غزة من خلال حكومة الوفاق الوطني وبالتعاون مع الأمم المتحدة".
كما يدعو مشروع القرار إلى حل قضايا الوضع النهائي كافة، استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد أبلغ عريقات في لقاء أخير بينهما أمس وعشية تقديم مشروع القرار، بأن الولايات المتحدة الأميركية ستستخدم "الفيتو" ضد المشروع الفلسطيني. وكانت القيادة الفلسطينية قد أرجأت اجتماعًا كان مقررًا مساء أمس الاول، للبت في تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن، لانتظار ما ستفضي إليه الاجتماعات بين الوفد الفلسطيني ووفد وزراء الخارجية العرب برئاسة نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية مع وزير الخارجية الأميركي، ووزراء خارجية دول أوروبية. وتلقى الرئيس محمود عباس امس الأربعاء، اتصالا هاتفيا من الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. وجرى خلال الاتصال بحث التنسيق بشأن التوجه إلى مجلس الأمن الدولي، لوضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي دولة فلسطين. ـ كما جرى اتصالا هاتفيا اخر مساء أمس الاول، من وزير الخارجية المصري سامح شكري بشأن تنسيق المواقف في مجلس الأمن، إضافة لاتصال آخر مع وزير خارجية الأردن، التي تترأس مجلس الأمن حاليًا.