طرابلس ـ وكالات: أعلن رئيس الأركان العامة للجيش الليبي اللواء عبدالسلام العبيدي عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة للسيطرة على العمليات العسكرية في ربوع ليبيا كافة وتكليف العميد محمد الأشطر بقيادتها . ونقلت وكالة الانباء الليبية " وال" عن اللواء العبيدي قوله في مؤتمر صحفي عقده امس الأربعاء بطرابلس إن الغرفة تتكون من القوات العسكرية التابعة لرئاسة الأركان في المناطق العسكرية ومن قادة الدروع ، ومن مندوبين عن رئاسة الأركان والهيئات والإدارات المختلفة . ولفت إلى جاهزية هذه القوات لتنفيذ مهامها ، مؤكدا حيادية رئاسة الأركان العامة عن التجاذبات السياسية ، وأنها مؤسسة عسكرية مهمتها تأمين المواطن والحدود ، وإرجاع الموانئ والمطارات والأهداف الحيوية لسيادة الدولة . وأشار إلى أن رئاسة الأركان العامة طالبت الثوار المنضوين تحتها بتشكيل فريق عمل للحوار مع المؤتمر الوطني العام وحكومة الإنقاذ الوطني، ليكون لهم رأي في الحوار القادم لحل المشاكل السياسية العالقة في ليبيا . من جهتهم دعا رؤساء تشاد ومالي والسنغال الدول الغربية الثلاثاء الى "انجاز المهمة" في ليبيا عبر التدخل ضد المعقل الجهادي في جنوب هذه البلاد والذي يهدد منطقة الساحل برمتها. وقال الرئيس التشادي ادريس ديبي ان "ليبيا اصبحت ملاذا للارهاب ولجميع المخربين. ومالي هي النتيجة المباشرة للدمار والفوضى في ليبيا، وبوكو حرام ايضا"، مشيرا بذلك الى الجماعة الاسلامية المسلحة في شمال نيجيريا التي تنتهك حدود هذا البلد. وفي خطاب نال تصفيقا كبيرا لدى اختتام المنتدى الدولي في دكار حول السلام والامن في افريقيا، قال "كان الهدف في ليبيا اغتيال القذافي وليس شيئا آخر". واضاف الرئيس التشادي ان "الحل ليس بين ايدينا، هو بين ايدي الحلف الاطلسي الذي تسبب في حصول الفوضى، ولا يتعين عليه سوى اعادة النظام. والامم المتحدة التي وافقت على التدخل (عام 2011) مسؤولة ايضا". وقال ادريس ديبي "لا يستطيع اي جيش افريقي ان يذهب الى ليبيا للقضاء على الارهاب ...وليس هناك الا الحلف الاطلسي الذي تتوافر لديه الوسائل" للقيام بهذه المهمة. وشدد الرئيس التشادي على القول "اذا ما اردنا ايجاد حل لمشكلة الساحل، يجب ان نولي ليبيا اهتماما. نستطيع ان نرافقهم". وقد تدخلت تشاد التي تعد قوة اقليمية، الى جانب الجيش الفرنسي في مالي لمحاربة الجهاديين في 2013 في اطار عملية سرفال. وكان الرئيسان المالي ابراهيم بوبكر كيتا والسنغالي ماكي سال شددا قبله ايضا على التهديد الذي تواجهه المنطقة من جراء الحركة الجهادية ومختلف انواع عمليات التهريب العابرة للحدود من جنوب ليبيا الى حدود الجزائر والنيجر وتشاد. وتحصن قسم من الجهاديين الذي هربوا من مالي ومنهم الجزائري مختار بلمختار والمالي الطوارق اياد اغ غالي، في هذه المنطقة التي اصبحت ملاذا حقيقيا لتهريب الاسلحة المسروقة من المخزونات الهائلة في مستودعات الجيش الليبي ايام العقيد القذافي. وقال مصدر حكومي فرنسي "أسكنوا فيها عائلاتهم، ويتزودون منها بالمؤن ويلجأون اليها للاستراحة"، مشيرا الى ان بلمختار رزق بابن جديد فيها. واكد الرئيس المالي "يجب على المجموعة الدولية ان تقتنع بأن ثمة مهمة يتعين انجازها ونحن ضحاياها الجانبيون". وقال ماكي سال "يجب على الذين بدأوا المهمة ان يساعدوننا على انهائها". وأقر وزير الدفاع الفرنسي جان-ايف لودريان بأن المسألة لم تحل بعد. وقال "نعم، المسألة الليبية مطروحة امامنا. وتقاسم هذه المهمة يبدو لي امرا جيدا". لكن فرنسا ترفض حتى الان اي خيار عسكري من دون توافر بعض الدعم الدولي. وتدعو الى تسوية سياسية في ليبيا التي تتواجه فيها حكومتان متنافستان وحيث يسيطر الاسلاميون المتطرفون على مزيد من المناطق. وقال مصدر حكومي فرنسي "لن نكرر ما يأخذه العالم علينا، اي التدخل من دون التخطيط للخطوة التالية. لا نريد ان نذهب وحدنا الى ليبيا". واذا كان بعض البلدان مثل مصر تؤيد تدخلا جماعيا سريعا، تتخوف الجزائر في المقابل من انكفاء الجهاديين نحو اراضيها. واضاف المصدر "في هذه المرحلة، ليس في وسعنا سوى لفت انتباه المجموعة الدولية. ولا يتوافر غير الخيار الدبلوماسي، الحوار مع جميع بلدان المنطقة، بالاضافة الى تبادل المعلومات الاستخبارية وقدرات التحرك السريع" عبر قوة برخان التي حلت منذ اغسطس محل عملية سرفال. لذلك اقام الفرنسيون قاعدة متقدمة في ماداما شمال النيجر على مقربة من الحدود الليبية. واضاف المصدر ان العنصر الاخر المثير للقلق هو ان "اسلاميين بدأوا يوحدون صفوفهم في الشمال الليبي ولن يتأخروا عن التخطيط لشن عمليات معا".