علي بن سالم الرواحي:
الآية العشرون من الجزء العشرين:(وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) (النمل ـ 88).

التفسير الإجمالي للآية:

ترى الجبال وتظنها ساكنة، لكن حالها تتحرك كالسحاب، وانتصب (صنع) كمفعول مطلق، أو على الإغراء تقديره: انظروا صنعَ الله الذي أحكم كل شيء وأحسنه، ومنعه من الفساد، إنه مطلع على ظواهر الأمور وخفاياها.

محل الإشكال:

(جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ).

سبب الإشكال:

هل سكون الجبال وقت سيرها حاصل في الدنيا أم في الآخرة؟ وكيف يكون ذلك؟.

حل الإشكال:

على قولين:

أ - حاصل في الآخرة، بدليل الآية التي قبلها، و(الواو) عاطفة، وهذا قاله أغلب المفسرين الأوائل، واستدلوا بقوله تعالى:(وسيرت الجبال فكانت سرابًا) الذي يقع في الآخرة.

ب - حاصل في الدنيا، بدليل أن الجبال في الآخرة تُنسَف فلا تكون جامدة، وجمودها يكون في الدنيا، كما أن دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس يثبت سير الجبال، إذ هي جزء من الأرض، واذهبُ إلى هذا الرأي لأن لا جمودَ للجبال يومَ الآخرة على الحقيقة.