موسكو ـ عواصم ـ وكالات: وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمره الصحفي السنوي أمس الروس بالخروج من الازمة الاقتصادية القاسية التي تواجهها البلاد مع انهيار سعر الروبل خلال سنتين واتهم الغربيين ببناء "جدار" جديد في اوروبا والتصرف "كامبراطورية تتحكم باتباعها".
وفي بداية مؤتمره الصحفي السنوي التقليدي، خرج الرئيس الروسي عن صمته بشأن تراجع سعر الروبل الذي بلغ مستويات لا سابق لها الاثنين والثلاثاء.
واكد امام اكثر من الف صحفي ان الخروج من الازمة امر "حتمي"، لا سيما وان الاقتصاد العالمي يواصل النمو. وقال بوتين "في اسوأ السيناريوهات للوضع الدولي، قد يستغرق الامر عامين لكنه قد يتحسن قبل ذلك".
واضاف "سنعتمد اجراءات استخدمناها بنجاح في 2008" مبديا بعض الغموض حول رؤيته لتطور الوضع، معتبرا ان انتعاش الروبل بشكل دائم ممكن وكذلك تراجعه، مشيرا الى "عوامل غموض كثيرة".
كما اعتبر ان الاجراءات التي اتخذتها الحكومة والبنك المركزي لمواجهة الازمة "مناسبة"، مذكرا الحكومة "بضرورة عدم نسيان مسؤولياته".
وبعد التدهور التاريخي الذي سجله واصل الروبل أمس انتعاشه مع فتح الاسواق المالية في موسكو، قبل المؤتمر الصحفي لبوتين. وتراجع اليورو قرابة الساعة 7,20 تغ الى 72 روبل مقابل 75,10 روبل عند الاقفال الاربعاء فيما تراجع الدولار الى 58,55 روبل مقابل 60,65 روبل.
وسجل مؤشر بورصة موسكو "ار تي اس" ارتفاعا بنسبة 6,76% بعدما خسر اكثر من 10% الاثنين وكذلك الثلاثاء.
وبذلك عاد الروبل الى مستويات نهاية الاسبوع الماضي بعدما تخطى في اشد تدهوره عتبة مئة روبل لليورو وثمانين روبل للدولار.
غير انه يبقى على تراجع بنسبة 40% منذ مطلع العام فيما تهدد الصدمة النقدية التي عرفتها روسيا في مطلع الاسبوع بالتسبب بارتفاع مفاجئ في التضخم الذي بات اساسا يقارب 10% وبالانعكاس سلبا على القطاع المصرفي ما قد يؤثر على الاقتصاد الروسي برمته.
في المقابل وحول الوضع في اوكرانيا لم يبد الرئيس الروسي اي ليونة واتهم كييف بشن "عملية عقابية" ضد المتمردين الموالين للروس في شرق اوكرانيا.
وقال "بعد الانقلاب الذي قامت به القوة المسلحة في كييف"، لم ترغب السلطات الاوكرانية الجديدة في اجراء حوار مع الشرق الموالي لروسيا بل "ارسلت الشرطة ثم الجيش عندما لم يكف ذلك والآن فرضوا حصارا اقتصاديا".
وتجنب بوتين الرد على سؤال لصحفي اوكراني حول عدد العسكريين الروس الذين يقاتلون في صفوف الانفصاليين والذين قتلوا في اوكرانيا.
واكتفى الرئيس الروسي بالتحدث عن "الذين لبوا نداء ضميرهم ولبوا واجبهم او الذين تطوعوا للقتال في شرق اوكرانيا" مشددا على انهم "ليسوا مرتزقة لانهم لا يتلقون المال". ونفت موسكو باستمرار ارسال جنود ومعدات لدعم المتمردين الموالين لروسيا فيما اكد الغربيون امتلاك عدة اثباتات على ذلك.
وردا على سؤال حول مستقبل المناطق الموالية لروسيا في شرق اوكرانيا ذكر بوتين "بمبادئ القانون الدولي التي تنص على حق الناس في تقرير مصيرهم".
من جهة اخرى، قال الرئيس الروسي ردا على سؤال حول اجواء المواجهة بين موسكو والغرب "انه جدار افتراضي لكن تشييده بدأ". واضاف ان "الدرع الصاروخية بالقرب من حدودنا، اليس جدارا؟ شركاؤنا قرروا انهم المنتصرون وانهم امبراطورية والآخرون ليسوا سوى اتباع لهم يجب التحكم بهم".
وازدادت شعبية بوتين الى اعلى مستوياتها منذ ضم القرم في مارس غير انه لم يواجه ازمة بحجم الازمة الحالية منذ وصوله الى السلطة قبل 15 عاما في وقت تتوقع روسيا انكماشا حادا في الاقتصاد خلال العام 2015 مع استبعاد اي انتعاش قبل العام 2017 في افضل الاحوال.
واخيرا، دان الرئيس الروسي الدعوة التي اطلقها الرئيس الشيشاني رمضان قديروف الى الانتقام من عائلات المقاتلين بعد اعمال العنف التي شهدتها غروزني. وبعد تصريحات قديروف القريب من الكرملين تم احراق منازل مما اثار احتجاجات من قبل منظمات الدفاع عن حقوق الانسان.
وقال الرئيس الروسي "لم يكن من حقه ان يفعل ذلك والجميع في روسيا يجب ان يخضعوا للقانون".