رسالة فلسطين المحتلة ـ من رشيد هلال وعبد القادر حماد:
استشهد شاب في العشرينيات من عمره، ظهر امس الأربعاء، بالقرب من عين سينيا شمال رام الله حيث اتهم شهود عيان على جريمة القتل الجنود الاسرائيليين بإعدام الفتى رميا بالرصاص رغم كونه أعزل.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال أطلقت النار على الشاب محمد محمود مبارك (20 عاما)، من مخيم الجلزون، ما أدى إلى استشهاده.
هذا ووصل جثمان الشهيد إلى "مجمع فلسطين الطبي" بمدينة رام الله، بعد أن احتجزت قوات الاحتلال سيارة الإسعاف التي كانت تقل جثمانه وصادرت هويات المسعفين. ومنعوها من مغادرة المكان ، واطلقوا قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع في المنقطة.
وفي ذات الإطار قال الارتباط العسكري الفلسطيني أن الشهيد وهو راعي أغنام سقط برصاص الجنود المتواجدين في البرج العسكري عند مفرق عين سينيا.
وبحسب ما أورده الشهود الذين فضلوا عدم نشر اسمائهم فإن الشاب مبارك لم يكن مسلحا ولم يطلق النار على جنود الاحتلال، وفق ما ادعى الجنود في روايتهم ولتبرير عملية القتل التي تمت بطريقة مقصودة واكتنفها ممارسات لا أخلاقية وغير مبررة على الإطلاق.
وأكد الشهود أن الشهيد كان يعمل في شركة الطريفي التي تقوم بتأهيل طريق عين سينيا بتمويل من الوكالة الأميركية للتنمية، وكان يقوم بتنظيم حركة المرور بسبب الاعمال التي تشهدها الطريق مستخدما عصا للاشارة للسائقين كما خصص له في المكان مظلة وتحتها كرسي للاستراحة اثناء العمل.
وتابعوا انه بينما كان مبارك يزاول عمله حضر عدد من الجنود إليه واخذوا باستفزازه من ثم اجباره على خلع ملابسه من ثم لبسها، وبعد ذلك اجبروه على السير للامام وللخلف وفي نهاية الأمر أطلقوا النار عليه، ولم يسمحوا لاحد حتى طواقم الاسعاف بالوصول إليه وتركوه ينزف حتى فارق الحياة.
وكان من تواجد في المكان من العمال بالقرب من الشهيد بالإضافة إلى مسؤول في الشركة المنفذة لمشروع تأهيل الطريق، مشيرين إلى أن الشاب يعمل في هذه الشركة منذ شهر تقريبا.
وادعت مصادر إسرائيلية أنه اطلق النار على موقع للحراسة عند مدخل مستوطنة "حلاميش" شمال مدينة رام الله، فرد الجنود بإطلاق النار ما أدى إلى استشهاده.
وقالت المصادر الإسرائيلية إن الشاب الفلسطيني استشهد جراء اطلاق النار عليه من قبل ضابط في الجيش الإسرائيلي.
وبحسب تلك المصادر فإنه لم تقع أي إصابات في صفوف جنود الاحتلال، وعلى الفور وصلت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي إلى المنطقة.
واعلنت وزارة الاشغال العامة الفلسطينية، في بيان اصدره وزير الاشغال ماهر غنيم، ادانتها مقتل الشاب، مشيرة الى انه قتل "بدم بارد" اثناء ساعات عمله في مشروع تعبيد الطريق.
وقال غنيم في بيانه "تدين وزارة الاشغال العامة قيام الجيش الاسرائيلي بقتل الشاب محمد مبارك، بدم بارد، خلال ساعات عمله في مشروع يتم تنفيذه من قبل الوزارة بالتعاون مع الوكالة الاميركية".
وطالب غنيم في بيانه، المنظمات الحقوقية الدولية التحقيق في هذه الحادثة.
ونفى غنيم ما نشرته وسائل اعلام اسرائيلية، استنادا الى رواية الجيش الاسرائيلي، ان يكون الشاب حاول مهاجمة نقطة عسكرية.
وقال في البيان "ان من يقوم بتشويه مثل هذه الحقائق شريك في هذه الجريمة".
والشاب القتيل هو نجل رئيس اللجنة الشعبية في مخيم الجلزون بالقرب من رام الله.
من جانبه وصف النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية استشهاد حمد محمود مبارك ( 22 عاما) من مخيم الجلزون برصاص جنود الاحتلال بانه جريمة جديدة تضاف الى مسلسل جرائم الاحتلال الإسرائيلي مما يرفع عدد الشهداء الى 38 شهيدا منذ بدء المفاوضات التي تستغلها إسرائيل لمواصلة عدوانها واجرامها واستيطانها.
وقال البرغوثي إن اطلاق جنود الاحتلال الرصاص على الفلسطيني مبارك ومنع طواقم الاسعاف من الوصول إليه هو تأكيد على امعان إسرائيل في اجرامها بحق شعبنا مؤكدا على انه لا يمكن ردعها دون محاسبتها على افعالها وفرض المقاطعة والعقوبات عليها.
ودعا البرغوثي الى ملاحقة إسرائيل في محكمة لاهاي على ما تقوم به من جرائم بحق شعبنا الفلسطيني واستخفافها بدماء وارواح ابنائه.
وأكد النائب مصطفى البرغوثي أن حكومة نتنياهو تواصل التنكيل بشعبنا وسلب أرضه وتخريب ممتلكاته وانه أن الآوان لمحاسبتها كي توقف عدوانها المنظم
وأضاف البرغوثي إن حملة العدوان ضد شعبنا تتواصل في كل مكان مشيرا إلى قيام طواقم بلدية الاحتلال باقتحام قرية العيسوية، في القدس بالتوازي مع اقتحام العشرات من المستوطنين قرية بيت صفافا ومحاصرة عائلة صلاح في مشهد لتكريس التهويد والعدوان على القدس المحتلة.