حوار ـ وحيد تاجا:
نشأة الحركة المسرحية في فلسطين (القدس ــ أراضي 48 ــ الضفة الغربية ــ قطاع غزة) وأهم رموزها وفرسانها.. المسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي) بالقدس ودوره في لم شمل المسرحيين الفلسطينيين ونشاطاته وعلاقته مع المسرحيين في الضفة الغربية وقطاع غزة أو مع العرب داخل الخط الأخضر. هذه المحاور وغيرها شكلت مفاصل اللقاء مع المسرحي الفلسطيني المعروف عامر خليل مدير المسرح الوطني الفلسطيني ( الحكواتي) بالقدس.

✱ عن نشأة المسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي) وتأسيسه يقول:
✱✱ أقيم المسرح الوطني الفلسطيني في مدينة القدس على أنقاض مبنى سينما كانت محروقة، بعد إعادة ترميمه من قبل فرقة الحكواتي المسرحية، وتم افتتاح المسرح في 9/5/1984 وسمي باسم (مسرح النزهة الحكواتي حتى العام 1991) حيث تم تغير الاسم إلى المسرح الوطني الفلسطيني- الحكواتي. وفرقة الحكواتي هي واحدة من أهم الفرق المسرحية في تاريخ المسرح الفلسطيني، وتم تأسيسها على يد المرحوم الفنان فرانسوا أبو سالم والأعمال التي ينتجها المسرح سنويا هي 4-5 أعمال مسرحية للكبار وللأطفال، فيما تعرض على مدار العام قرابة 100 عرض داخل المسرح وأيضا في جولات محلية وعالمية.
✱ ما مدى علاقتكم بالمسرح في الضفة الغربية وقطاع غزة...؟
✱✱ كانت العلاقة مع مسارح الضفة وغزة قوية جدا من خلال تبادل العروض وإشراك ممثلين ومخرجين في أعمال في المسرح، الا ان الوضع السياسي قضى على كل شيء، أصبحنا نعيش بعزلة تامة عن بعضنا البعض، نستطيع نحن الفرق المقدسية الذهاب إلى الضفة لتقديم عروض، الا ان المسارح في الضفة محرومة تمام من الدخول إلى القدس.
✱ كيف هي طبيعة المسرح ضمن أراضي الـ 48 ... وهل هناك مسرحيات مشتركة؟
✱✱ يوجد في أراضي 48 حركة مسرحية نشيطة من مخرجين ممثلين ومصممين ، تتمركز في حيفا والناصرة وبعض القرى والمدن المحيطة ، وقد اتخذت الحركة المسرحية هناك بشكل سريع طريق المهنية والاحتراف وذلك بسبب وجود الجامعات المختصة بالفنون والمسرح ، وإقبال الشباب الفلسطيني على هذه الجامعيات والمعاهد ، يعمل المسرح الوطني الفلسطيني - الحكواتي منذ تأسيسه على فتح جميع القنوات مع الفنانين في الداخل ومع المؤسسات الفنية ، لقد ضمت فرقة الحكواتي عددا كبيرا من الفنانين من الداخل في سنوات التأسيس ، وما زلنا حتى اليوم نفتح أبوابنا لجميع الفنانين من الداخل لاكتساب الخبرات الفنية والإنتاجية منهم.
✱ هل يحضر إسرائيليون العروض المسرحية الفلسطينية؟
✱✱ في فلسطين الداخل الوضع يختلف عن القدس والضفة الغربية، في فلسطين الداخل 48 وخاصة المدن الكبيرة المختلطة تجد عددا لا بأس به من الجمهور الإسرائيلي اليساري طبعاً، وخاصة الفنانين في معظم العروض المسرحية التي تقدم في حيفا - يافا-، اما المدن الصغيرة والقرى العربية فلا وجود للجمهور الإسرائيلي. في القدس في بعض الأحيان تجد صديق فنان او مخرج مقرب جداً جدأ يحضر عرضا هنا وهناك، في الضفة الغربية طبعاً لا يوجد اي حضور من اي نوع لأي اسرائيلي.
ولا يوجد أعمال مشتركة بين مسارح إسرائيلية وفلسطينية في القدس والضفة، يوجد شراكات بين مؤسسات فنية ومسرحية في الداخل 48، طبعاً هذا لا ينطبق على الجميع، مؤسسات قليلة جداً هي التي تقوم بشراكات عربية إسرائيلية.
✱ وماذا عن مسرحية (الملح الأخضر) التي قدمت مؤخرا على خشبة المسرح الوطني؟
✱✱: الملح الأخضر تأليف د. علاء عبد العزيز سليمان من مصر تتحدث عن بشاعة الحروب الأهلية في كل مكان، الاسم الأصلي للمسرحية (الوليمة) تروي فظاعة ما حدث خلال الحرب الأهلية في البوسنة، الا ان النص يحمل في طياته آلام وأوجاع اي حرب أهلية، هي الحرب التي لا يوجد فيها منتصر سوى البشاعة التي يستطيع عقل بشري ممارستها ضد نفسه وضد الآخرين، هنا في فلسطين (الملح الأخضر) تتحدث عنا في كل مكان في الداخل والخارج والشتات، تحاكي الواقع الفلسطيني أينما كان.