نيروبي ـ عواصم ـ وكالات: أعلنت كينيا أمس ان سلطات جنوب السودان سلمتها سبعة من انصار نائب الرئيس السابق لجنوب السودان رياك مشار كانوا موقوفين منذ بداية النزاع منتصف ديسمبر بين الجيش الحكومي وقوات مشار في عملية تبادل بين الحكومة والمتمردين بوساطة أفريقية.
وقال الرئيس الكيني اوهورو كينياتا في مؤتمر صحافي عقده في نيروبي بحضور السجناء السبعة المفرج عنهم، ان "رئيس جنوب السودان فخامة سالفا كير سلمني سبعة من 10 موقوفين كانوا مسجونين".
وكان وزير العدل في جنوب السودان بولينو واناويلا قال ان الموقوفين الاربعة الاخرين وجميعهم من شخصيات الحزب الحاكم، سيحاكمون بتهمة القيام بمحاولة انقلاب بالاضافة إلى مشار. ومن شأن هذا القرار ان يضعف الهدنة الهشة الموقعة في 23 يناير بعد ثلاثة اسابيع من المفاوضات الحثيثة في اديس ابابا.
واضاف كينياتا ان مسؤولي بلدان منظمة ايغاد التي قامت بالوساطة في ازمة جنوب السودان "سيتابعون المناقشات في شأنهم" مع سلفا كير.
والموقوفون السبعة المفرج عنهم هم ايضا من شخصيات نظام جنوب السودان المنبثق من التمرد الجنوبي الذي قاتل الخرطوم خلال الحرب الاهلية الطويلة (1983 ـ 2005) والتي ادت الى استقلال جنوب السودان في يوليو 2011. وقد تحدثوا بلسان واحد منهم هو وزير العدل السابق جون لوك جوك.
وقال جون لوك جوك الذي عزل مع مشار وجميع افراد الحكومة في يوليو "ما زلنا نعترف برئيسنا سلفا كير. نريد ان نقول للعالم اننا لا نعتبر الرئيس كير عدوا لنا".
واضاف انه يأمل في ان يتمكن من المساهمة مع زملائه "في اعادة السلام" الى جنوب السودان.
وقال "نشعر بالخجل مما حصل، ونأمل في حل الازمة في اقرب وقت ممكن". وقال "لسنا مغتاظين بل نشعر بالحزن فقط بسبب حصول الازمة في بلادنا بعيد الاستقلال".
على الصعيد الميداني شهد الوضع الامني في ولاية الوحدة النفطية، شمال جنوب السودان، تدهورا شديدا حيث تعرضت مدينة مايوم لخسائر جسيمة كما اكدت الامم المتحدة.
وقال مساعد المتحدث باسم الامم المتحدة فرحان حق ان بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان ارسلت دورية الى مايوم، غرب بنتيو (ولاية الوحدة) حيث لاحظت "احتراق العديد من احياء المدينة".
واضاف ان "الوضع الامني تدهور في منطقتي كوش ولير في ولاية الوحدة".
وتاوي حاليا مخيمات الامم المتحدة الثماني في المنطقة 79 الف شخص هربوا من المعارك واعمال العنف نصفهم في مخيمي الامم المتحدة في جوبا، العاصمة.
وكانت بعثة الامم المتحدة اشارت الاثنين الى استمرار المعارك في ولايتي الوحدة واعالي النيل (شمال) رغم اتفاق وقف اطلاق النار الذي وقع الخميس الماضي بين الحكومة والمتمردين.
ويتبادل الفريقان الاتهام بخرق اتفاق وقف اطلاق النار الذي وقع في اديس ابابا بعد ثلاثة اسابيع من المفاوضات الشاقة.
وفي إطار زيارتها لجنوب السودان توجهت مسؤولة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري أموس الثلاثاء الى ملكال (ولاية اعالي النيل) حيث هرب 32 الف شخص من مساكنهم بسبب اعمال العنف.
وزارت آموس يرافقها المنسق الانساني للامم المتحدة في جنوب السودان توبي لانزير مركزا للنازحين ومستشفى للامم المتحدة ومستودعا لبرنامج الغذاء العالمي تعرض للنهب مؤخرا. وتنهي آموس الاربعاء زيارتها التي تستغرق ثلاثة ايام بمؤتمر صحافي في جوبا.