حينما تتمخض حقائق الكون عن فلسفة وجودها لا تعلق في قاع الإناء سوى فكرتين اثنتين لا غير . القدرة المطلقة المتمثلة في الحاكمية العظمى للوجود، وكينونة ذاتي التي عميت عيني أن ترى غيرها بين أشباح هي ذات النسخة من تلك الكينونة.
"أنا" ذلك الكائن المنفك عن غيره من بني خلقته لا يجبر على اعتراف بأحد، ولا سلطان عليه إلا من جهة القدرة العليا، وما عداها فلا واقع، ولا ينبغي أن يذعن لتأثير تحت أي ادعاء مهما أفرد ذاته في مسرح الوجود ممثلا عن بني جنسه.
أنا هنا ومنذ زمن خصيم هذا العقل المدمر، أنا خيال لا يعترف بوجوده غيري، وخرافة مقصورة على فهمي، وسراب هو مطعمي ومشربي، وتناقض من روافد الذات في مجموع انفعالاتها لا أنتظر حكما عليه من أحد، فليدعني هواة الأحكام، ومحترفو النقد، ورسل التعييب، وعبدة الواقع، وساسة الصواب وما ينبغي وما لا ينبغي، فلتدعني تلك العيون المتطفلة إذ تزيغ في تصويب الخطأ، وهي التي انغمست في خطأ الفضول من حيث لا تعلم.
مالي أرى الكون من حولي تتآكل جوانبه، وتفنى كائناته مهددة بالانقراض الحتمي لأن ثمة من بيده قلم التصويب آخذ في رسم الخارطة الإنسانية وفق نظرة خاصة تعصم من الخطأ، وتفني الوجود بقلم التصحيح!!

عتيق بن راشد الفلاسي
[email protected]