يطل أشرعة في عدده الحالي، بعدد من العناوين المكتظة بحضورها ووهجها الثقافي والمعرفي، خاصة وأن هذا العدد ليكون أكثر قربا من النتاج الفكري العماني في نقاط تواكب التاريخ والجوانب الإنسانية، ففي البداية يأتي إليها الزميل يوسف الحبسي بحوار مع الكاتب عبدالله النعيمي، فالحبسي في حواره كان أكثر قربا من الروائي وكتاباته التي دائما ما تظهر بصور متعددة ومتنوعة، ولكنها تناقش ما حولها بواقعية مشاهدة، وحين نقترب أكثر، نراه كاتبا لا تغادره الفكرة بسهولة، فهو دائما ما يحاول اقتناصها بحذافيرها، يقدمها للقارئ على أنها قضيته الحقيقية قبل أن تكون حكاية. أما الكاتب يونس النعماني فيحاول أن يكون أكثر قربا من خلال رؤيته التاريخية، والحديث عن الدور الحضاري للمزاريع في ممباسة، حيث ينطلق وأهمية موقع عُمان الاستراتيجي على الطريق التجاري وطرق المواصلات القديمة والحديثة وارتباطها الوثيق بالعالم الخارجي.
ومنها خروج الكثير من الأسر من السلطنة إلى ممباسة ومن بين هذه الأسر المزاريع الذين أصبحوا ولاة على مماسبة في عهد اليعاربة، وكان أول والٍ عليها محمد بن عبدالله المزروعي ثم عُين ناصر بن عبدالله المزروعي عام 1711م، بعد طرد البرتغاليين منها، تفاصيل كثيرة يسردها النعماني في رؤيته التاريخية.
أما الدكتور سعيد السيابي فيمر علينا هذه المرة وفي راحتيه قصص قصيرة فذة متنوعة، وبجانبه الكاتب العماني فهد بن محمود الرحبي، ويأخذنا في حكايات متعددة عن الأمثال العربية.
أما الكاتبة نادية محمد البوسعيدية فتحاول أن تحضر بفكرة القراءة في رواية "مذاق الصبر" كسيرة ذاتية لـ محمد عيد العريمي، فتشير ، إذا ما تحدثنا عن رواية مذاق الصبر للروائي محمد عيد العريمي فإننا ندرك أن "الموت في الحياة" وتقول أيضا : مكنني أن أضع هذا العنوان لهذه السيرة الذاتية، فقد قرر بعد عشرين عاما من الحادثة التي تعرض لها أن يبوح بما في نفسه من مشاعر الحزن والألم . فقد بدأ العريمي سيرته منذ لحظة وقوع الحادث إلى أن وصل إلى مرحلة الطفولة فهو يحس أن هذه الحادثة أكثر تأثيرا في حياته عن غيرها من الحوادث . فقد عمل على تعرية نفسه وأن يكون صادقا معها حتى يصدقها الآخرون.
أما الباحث جمعة بن خلفان البطراني فيأخذنا إلى قراءة متفحصة في المؤسسات الثقافية الدعوية بشرقي إفريقيا في العصر الحديث فيشير أن العلماء والدعاة العمانيون قاموا بدورا ملموسا في بناء المؤسسات الثقافية الدعوية في شرقي إفريقيا، واستمر هذا العطاء الفكري والأدبي عبر العصور التاريخية المختلفة منذ القرن الأول للهجرة إلى وقتنا الحاضر، فظهرت مؤلفات عديدة في مختلف الفنون، وصاحب ذلك النتاج حركة علمية وثقافية وأدبية وعمرانية، وهو الذي يمكن أن نطلق عليه ثقافة العصر آنذاك وهو الإدراك والإلمام بمعارف شتى تغذي الجانب الفكري والوجداني، بل يذكر المؤرخون بأن عصر الدولة البوسعيدية يعتبر هو العصر الذهبي للوجود العماني في شرقي إفريقيا، فقد شهدت فترة البوسعيد في شرقي إفريقيا مرحلة مهمة من مراحل انتشار الإسلام فيه.
وثمة تفاصيل كثيرة مع عدد من الكتاب أمثال التشكيلي عبدالكريم الميمني والدكتور محمود قطاط الذي يخبرنا في مقال له عن تفاصيل كتابة تاريخ الموسيقى العربية ورهان التجديد الفكري والمنهجي.