الخابورة ـ من سميحة الحوسنية:
يحظى مركز التحصين الميداني بولاية الخابورة بإقبال ملحوظ من قبل المواطنين المستهدفين لأخذ التطعيم والذي يعكس تنامي الوعي بين المواطنين والمقيمين، فالمسؤولية المجتمعية تحتم علينا المساهمة الفعالة في انجاح الحملة الوطنية ودعمها بكل مقومات النجاح والذي سينعكس ايجابيا على المجتمع مع مواصلة التقييد بالإجراءات الاحترازية تفاديا لانتشار مرض كورونا (كوفيد ـ 19).وفي ظل تصاعد الارقام المقلقة لإصابات فيروس كورونا والتي تشهدها السلطنة في الآونة الاخيرة فقد دعت الضرورة الى التكاتف والتعاون المشترك والعمل على تسريع وتيرة تقديم الجرعات للفئات المستهدفة والتجاوب مع قرارات اللجنة من حيث الالتزام والتقيد للمحافظة على صحة الجميع.
حول موضوع الاقبال الذي يشهده مركز التحصين الميداني بالخابورة كان لـ(الوطن) عدة لقاءات مع عدد من المسئولين والمواطنين. يقول الدكتور طلال الخوالدي ـ طبيب أسرة ورئيس مركز التحصين الميداني بولاية الخابورة: في الحقيقة منذ اليوم الاول من بداية الحملة ومركز التحصين الميداني يشهد إقبالًا شديدًا وتفاعلًا ايجابيا من قبل الفئات المستهدفة وكذلك من الاشخاص الذين لديهم بعض الاستفسارات والاسئلة المعينة حول اللقاح والتي يتم توضيحها لنشهد بعدها اقبالهم وبكل قناعة لأخذ الطعوم وتلك مشاهد تثلج الصدر تنم على مدى وعي المجتمع حول أهمية اخذ التطعيم حفاظا على سلامتهم، وفي الحقيقة تم اختيار مدرسة الفكر السامي كمركز تحصين ميداني بالخابورة حسب عدة معايير منها موقعها وقربها من مركز الولاية، وكذلك تعد من المدارس الحديثة وشبكة الاتصال بها جيدة، كما تم تجهيز مركز التحصين الميداني من حيث وضع اللوائح والبوسترات لتنظيم المداخل والمخارج ومكان للاستقبال والمعاينة الأولية وكذلك مكان للانتظار، ثم غرف للتسجيل والتحصين مع مراعاة اخذ عامل التكييف (التبريد) في هذه الغرف نظرًا لعملنا في فترة الصيف حيث ارتفاع درجة الحرارة. كذلك تم اختيار غرفة مجهزة بأكثر من ١٥ جهاز حاسب آلي لإدخال البيانات في نظام ترصد بشكل يومي أولًا بأول، وتم وضع خطة من قبل وزارة الصحة للفئات المستهدفة بتواريخ محددة لكل فترة بحيث تكون موحدة في جميع مراكز التحصين بالسلطنة.
ثقافة مجتمعية للأفراد
وقال المواطن علي الحوسني: في الواقع هناك إقبال شديد على أخذ اللقاح ينم عن ثقافة مجتمعية للأفراد ودحض للإشاعات التي كانت تنتشر وبشكل كبير في المجتمع والتي ادت إلى تأجيل عملية اخذ الطعوم والتشكيك حول مأمونيته. ان ما نشاهده على ارض الواقع في مراكز التحصين الميداني ليثلج الصدر، حيث يتوافد المواطنون بشكل مستمر على تلك المراكز لأخذ التطعيم وهذا دلالة على وعيهم بأهمية اللقاح ومدى تجاوبهم الحقيقي للمساهمة الفعالة في الحد من انتشار مرض كورونا (كوفيد ـ 19)، حيث بات التطعيم ضد كورونا من الضروريات التي لا بد ان يحرص عليها المواطنين والمقيمين، فالتأخير أو الامتناع عن أخذ اللقاح قرار غير صائب وستنجم عنه آثار سلبية ـ لا سمح الله ـ وحتمًا سيهلك المنظومة الصحية وخصوصًا ان السلطنة تعاني من ارتفاع في نسبة الاصابات في الآونة الاخيرة، فلا بد أن تتكاتف الجهود من اجل سلامة الجميع ونحد من تفشي المرض وذلك لن يتأتى الا بالتعاون المشترك مع الجهات المعنية واخذ المطعوم والالتزام بالتعليمات واتخاذ الاجراءات اللازمة لنعود الى الحياة الطبيعية.
الركون للإشاعات المتداولة
وقال المواطن هلال السعيدي: يعد اللقاح من خطوط الدفاع التي يجب الاقبال عليها لكي يتم السيطرة على هذه الجائحة ولكي نصل الى مرحلة الأمان والاطمئنان لا بد علينا جميعا وحسب الفئات المجتمعية التي تنطبق عليها الشروط من الفئات المستهدفة لأخذ اللقاح المبادرة لذلك كون أن هناك جهودا تبذل من قبل اللجنة العليا، فعلينا جميعا نتحد لأجل ذلك، وابرز ما يسبب التراخي في أخذ اللقاح هو أخذ المعلومات المغلوطة حول اللقاح والركون للشائعات المتداولة حيث أنه وسائل التواصل الاجتماعية بمختلف أنواعها باتت تتنوع وتتلون في نشر الإشاعات غير الموثوقة من مصدر رسمي والتي يجب علينا أن نقف ضدها جميعا كأفراد مجتمع لكي نصل للهدف الأسمى وهو السيطرة على هذه الجائحة وانطلاق الحياة مرة أخرى كما كانت لنبي عمان ونكون سندا لسلطان البلاد جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه.
حماية المؤسسات الصحية
وقالت المواطنة انتصار الهنائية: إقبال الكثير من المواطنين على أخذ اللقاح يعكس إيمانهم بأنه لم يعد هناك سلاح لمقاومة شراسة وباء كورونا إلا بأخذ اللقاح بعدما أكد الباحثون سلامته وأمنه على صحة الإنسان وبعد أن أثبتت الوقائع ارتفاع مناعة المجتمع ضد المرض في الدول التي قامت بتحصين رعاياها ضد الفيروس، ووفرة اللقاح تتيح للجميع المساهمة في حماية المؤسسات الصحية من الإنهاك في مواجهة الوباء لأنها تسهم بشكل مباشر في خفض عدد المصابين والداخلين إلى غرف العناية المركزة، كما أن حرص المواطنين هنا على التحصين ضد كورونا ينبع من شعورهم بالمسؤولية تجاه أنفسهم ووطنهم بالحفاظ على مكتسباته الاقتصادية والصحية التي تأثرت بالجائحة، مؤكدة أننا جميعنا يدًا بيد إلى أن نصل إلى الرقم صفر في الإصابة بالمرض إلى أن تتوقف سيارات الإسعاف عن نقل جثامين ضحايا المرض إلى أن تغلق أقسام كورونا والمستشفى الميداني إلى أن تعود الحياة إلى طبيعتها ويعود الطلاب إلى مدارسهم والعاملون إلى أعمالهم.
الخيار الآمن لمجابهة الخطر
وقالت المواطنة نورة الوهيبية: إن اتخاذ المواطن قرار أخذ اللقاح جاء عن إدراك تام بأنه الخيار الآمن لمجابهة الخطر الحقيقي كورونا، وأن مكافحة هذا الوباء مسؤولية مشتركة ودور المواطن يتمثل في الالتزام بالإجراءات الوقائية والاستجابة لدعوات الجهات الصحية لتلقي اللقاح، وما نشهده اليوم من إقبال على مراكز التحصين جاء عن فهم صحيح وعقلاني للتعامل مع الجائحة بعد ما ظهرت النتائج التي خلفتها الكارثة من تغييب أعدد كبيرة من المصابين عن الحياة وفقدان بعض الناجين منهم للوظائف الحيوية لأجهزة الجسم ومعاناة المتعافين منه والآثار النفسية السيئة التي طبعها على قلوب المحزونين على فراق ذويهم من ضحايا الوباء وغرابة المشهد وقسوته على الأطفال المحرومين من مقاعد الدراسة والحياة خارج أسوار المنزل، ولا شك أن الجميع يشعر بالامتنان العميق تجاه الطاقم الصحي في عمان وأن أخذ اللقاح خطوة مهمة في بناء مناعة مجتمعية حصينة ضد الوباء من شأنها أن تخفف من معاناة هذا الطاقم في رحلة مكافحة الوباء واعتمد المواطنون في إقبالهم على التلقيح ضد (كوفيد ـ 19) على الاقتناع بتصريحات ذوي الاختصاص بمأمونينته.