مسقط -العمانية: تقدّم الصورة الذهنية للفن التشكيلي على وجه العموم ذلك الشعور المرتبط بالتعقيد، وعدم الإفصاح المباشر عن ماهية ذلك الفن، الذي لطالما كان محور اهتمام الكثيرين من العموم في ظل وجود مسارات نخبوية في المجال الثقافي والفني، والمتتبع لمسار الفن التشكيلي العماني، تتوسع تلك الصورة لديه بمفاهيمها المتعددة، لكن مع الاقتراب من تلك الصورة ومحاولة إيجاد حوار واقعي لخصوصيتها سيجد التوافق معها والأخذ بما تقدمه من رؤى وأفكار متقاطعة .. وهذا ما نجده مع الفنان العماني عبدالكريم الميمني، الذي يضع المتابع لأعماله في دهشة التأمل وهو يرتكز على نمط النشأة الأولى في مجمل أعماله. المتتبع لأعمال الفنان عبدالكريم الميمني يجد تلك التجربة الفنية المغايرة والتي تأسست مفاهيمها حول بدايات التكوّن واستشعار الحياة بصورة أقرب إلى نهج فلسفي إلى حد بعيد، فهي أوجدت نسقا خاصا، وهنا يقرّبنا الميمني من تلك التجربة ويفصح عن واقع للوحات تمحورت فكرتها حول (البذور)، وهنا يفسّر تلك التجربة بقوله: في لحظة ما وجدت أن الحياة أصبحت أكثر ضجيجا وذات إيقاع معقد يوما عن يوم وأكثر من ذي قبل وتجعلنا في انشغال دائم سعيا لمواكبة مجموعة لا نهاية لها من التحديات والمهمات التي تندفع في طريق حياتنا، فلم أحبها، فهربت إلى تبسيط لوحاتي بألواني وأشكالي التي أتعاطاها لعلّها تعيد لي توازني، فعدما أراها ويراها غيري ممن نفروا من ضجيج الحياة نشعر جميعنا بالارتياح والهدوء وبعضا من السكينة. هذا إحدى ضفتي مجرى ساقيتي الفنية أما الضفة الأخرى فهي الجانب الإنساني الذي يؤدي دوره المحوري في الممارسات التي تحدث على الأرض، فكما هو معلوم أن البشر بشكل عام يختلفون فيما بينهم سواء في حالات الإحباط أو التفاؤل ومستوى رؤيتهم للأشياء حولهم ولا يمكن أن يحصل تطابق بينهم، والعلم أثبت أن الإنسان كائن معقد ويصعب معرفة سلوكه ولا يمكن التكهن بردود فعله أمام المواقف والأحداث. فأجدني أتعاطى هذا العنصر البشري بأشكال متباينة الطرح أشوهه تارة وأجمّله أخرى ومرة أرفعه وثانية أقزّمه وأحيانا أثخنه، وأخرى أنحّفه بحسب مشاهداتي للمجتمع الإنساني من حولي وحالات تعاملهم مع معطيات الحياة ونظرائهم من البشر الآخرين المتحلقين بهم، فهم في نظري يشبهون بذرة النبات لها خصائص قد لا نعرفها إلا عندما تخرج من على الأرض وتتشكّل في وضع نافع أو ضار، جميل أم قبيح. ثم إني في بداية عهدي بالحياة كنت في حالة دهشة وذهول من البذرة التي تذهب في الأرض وقد سكنها الصمت والهدوء ثم تخرج بدون ضجيج وما تلبث إلا أن تتراقص أمام ناظرنا، فهذا الموقف أذهلني في مزرعة أبي التي أزورها في أوقات كثيرة، كنت أتساءل ماذا حدث هناك؟ من حركها من باطن الأرض لتعلو فوقها بهذه الكيفية؟ وكيف لها أن تنشق وهي ميتة من الأرض؟ كانت بحق لحظات ذهول قصوى في حياتي؟ والآن أنا أستمتع بهذه المفردة وأعيد صياغة مفاهيمها بتباينات فنية متنوعة. الواقف أمام لوحات الفنان الميمني، يشهد بأنه مسكونٌ بالنشأة وبداياتها، مرورا بالتأمل في أغلب لوحاته الفنية. وهنا يقرّبنا من هذا الوقع، وحدود علاقة الأرض إجمالا في تلك اللوحات، وهنا يؤكد بقوله: نعم إنني مسكون بنشأة الأشياء وبعثها فهذا الأمر كثيرا ما يشغلني ويأخذ مساحة من تفكيري واهتمامي ... فصارت لديّ عادة التأمل وزيادة التبصر في كل ما حولي وأطرح أسئلة وأحاول أن أجيب عنها، وعندما أقف عند الغيبيات ينتابني الانزعاج لرغبتي في معرفة ما خفي عني من حالات تكون الأشياء، وفي طفولتي كان باطن الأرض سرا غيبيا لأني كنت أود أن أعرف ما يحدث في باطن الأرض من تفاعلات وعلاقات تجعل البذرة تنشق وترتفع للأعلى وطالما كنت أتمنى أن أعرف هذه الحقيقة حتى أني كنت أضع البذور التي أحرص على جمعها من أماكن مختلفة في إناء شفاف لأستمتع برؤية تلك المرحلة الغيبية عني وأحزن إذا لم أشاهد لحظة الانشقاق إذا كنت حينها في المدرسة أو كنت نائما أو في مكان بعيد وأحيانا يصل بي الحال إلى التنقل بإناء البذرة في كل موقع أكون فيه لأن إبصاري للحظة خروج النبتة من الأرض بعد انشقاقها كان له فعل السحر في طفولتي.
يتابع الفنان الميمني قوله: ومن تلك المرحلة ارتبطت بالنشأة وسكنت بداخلي وزاد حرصي على التأمل في داخل الأشياء، وفي فترة النضج الفكري بدأت في تأمل البشر والوقوف على أحوالهم ووجدت أن هناك رابطا في النشأة بين النبات والإنسان فأصل الإنسان هو النطفة ويقابلها هناك البذرة وكلاهما ليس بهما حياة ثم ينشقان ويصعدان إلى فضاء الأرض ليقدما لحياتنا نماذج حية بأحاسيس ومشاعر متباينة، نسعد بأن نتعايش معها إذا كانت تحمل في دواخلها فكرا حميدا يحمل للبشرية الخير والحب والأمل أو نلفظها إذا ظهرت بشيطانية الفكر أو فساد المقصد والهدف، هذا باختصار فكرة التسمية وقد تعايشت مع هذا الموضوع منذ عام 2003م ولا زلت استقي الأشكال التي تعبّر عن هذا المضمون حتى الآن ولست أعلم متى سأتوقف عن تعاطي هذه المفردات فهي تولد في ذهني تلقائيا. وإذا ما كان ثمة ما يقود الميمني إلى تأسيس مسار خاص به يوضح هنا بقوله: هذا المسار الفني يمثل تجربة شخصية تحمل في دواخلها البساطة في الطرح والأسلوب والغزارة في الفكر والمعنى فقط لو تأملناها بعمق وتعايشنا بصدق مع عناصرها ومفرداتها. وهناك عدد من السمات البارزة التي تحدد ملامح هذه التجربة من أبرزها المساحات اللونية المباشرة التي أشير من خلالها إلى عالم الأمل والحلم الواسع الذي يستوعب كل آمالنا ورغباتنا وأحلامنا فلو لم تكن السماء بهذا الاتساع لضاقت الأرض بأحلامنا رغم رحابتها، وفي مقدمة تلك المساحات تظهر أشكال رمزية تأخذ طابع السيادة في كل الأعمال المقدمة بعضها ماثل بلون واحد، وبعضها حركت مساحاته ببعض اللمسات اللونية والأشكال والرموز، لأعبِّر للمتلقي ما تقدمه لنا البذور بعد نمائها وتشكّل شخصيتها أبعادا من الفكر الإنساني الذي يتسامى على هامات سيقانها مراوحا بين الخير والشر، وعلى بعض تلك الهامات نصبتُ بعض الأقنعة بإيحاءات مختلفة الأحاسيس يستشعرها كل واحد منا وفق قيمه ومبادئه والخير والشر الكامن في نفسه في إشارة لبعض من يحقق مآربه من خلال تغييره لملامح الفطرة الربانية والسلام التي أودعها في نفوس عباده. للون حكايات متداخلة خاصة تلك القريبة من الروح والتي طالما كانت ملتصقة بفكرة لوحات الفنان الميمني الفنية، وهنا يخبرنا عن خصوصية تلك الألوان، وما يعني له أن تكون لوحاته الفنية ضمن المقتنيات الفنية في عدد من المؤسسات الرسمية والخاصة ويبوح بتلك التفاصيل: للون في اعتقادي سطوة كبيرة على الروح وفكرة الموضوع الفني والإحساس الوجداني يؤديان دورا أساسيا في اختيار الألوان، ويمكن أن نضرب مثلًا لذلك فلو أتينا بشخص وأخبرناه بخبر محزن وبعد برهة طلبنا منه أن يرسم ويلوّن أي شيء هل يمكن أن يختار اللون الزهري أو الألوان التي تحمل شيئا من البهجة؟ حتما لا؛ فحالة الحزن التي تعصف بروحه ستبعده عن تلك الألوان لاعتقاده بأنها تمثل حالة مغايرة عن الحالة التي يمرّ بها، والعكس صحيح فإن الإنسان الذي كان نشوانا طربا من خبر سمعه أو حدث مبهج مرّ به وطلب منه حينها الرسم والتلوين لا شك بأنه سيبتعد عن اللون الأسود وما شاكله من الألوان القاتمة، وهكذا تكون الألوان قريبة من الروح وملتصقة بها تعبّر عن حالتها وتقدّم شيئا ظاهرا على ما يحدث بها من حالات تفاعلية داخلية. ويواصل الميمني سرد حديثه: لذلك تأخذ لوحاتي بأشكالها وألوانها سرا من تلك الحالة شأني شأن الفنانين الآخرين فخصوصية ألواني لها إسقاطاتها التعبيرية على المسطحات، ولنأخذ مثلًا لذلك لوحة (فن الاحتواء) والتي هي ضمن أعمالي التي أعتز بها، وسأحاول هنا أن أقدّم رمزيتها الشكلية واللونية لأوضح دور اللون في إظهار قوة التعبير للموضوع. فكرة العمل هو الاحتواء الإنساني المحمّل بالرحمة والحب والتقدير والتعزيز للآخر حيث إنني رأيت أن كثيرا من أولياء الأمور لا يحسنون الاحتواء لهموم أبنائهم وتحدياتهم أو احتواء مواهبهم وتطويرها ورأيت أن الكثير من المسؤولين لا يحسنون احتواء موظفيهم والدفع بهم للارتقاء بوظائفهم، وهناك مَن لا يحسن احتواء المذنب ليصل به إلى الهداية الحقيقية، أو الزوج الذي لا يحسن احتواء زوجته بالمودة والأمر يساق على الزوجة وغيرها من أنماط الاحتواء التي يجب أن نتعلم فنونها لتجري سفينة الحياة في أمن وسلام ويسعد الجميع بخيرها، فالأشكال التي تعبّر عن الشخوص لوّنتها بألوان مبهجة تلفت النظر للتوضيح أن الإنسان لا بد أن يحمل في داخله البهجة وينثرها على غيره، كما أن الثراء اللوني بداخل الشخوص وددت أن أدلل من خلاله على كمية التنوّع الذي يحمله البشر في دواخلهم فالكثير منا لديه العديد من المواهب أو القدرات التي تنتظر أن يساهم أحد من المربين أو الموجهين إلى إبرازها والاهتمام بها على نطاق أكثر شمولية فهي تشكّل في داخل الفرد حالة من التداخل الذي يحتاج إلى شيء من التنظيم، أما اللون الأسود الذي كسيت به خلفية العمل فهو في المنطقة المظلمة للطرفين المحتاج إلى الاحتواء ومن يقوم بدور الاحتواء، فكلاهما تشكّل لهما الحالة شيئا من الغموض؛ فالمحتاج إلى الاحتواء يظل متخبطا في ظلمته إلى أن يجد مَن يحتويه، والذي يمارس الاحتواء كذلك تكون ظروف وحالة الشخصية التي أمامه غامضة وأحيانا لا يراها بسهولة، وهذا مثال واحد على خصوصية اللون ودوره في التعبير عن فكرة العمل. ويشير الميمني إلى أنّ أهمية الاقتناء لأعمال الفنانين فهذا الأمر يخدم الطرفين فالفنان من طرف يشعر بالاعتزاز لتقدير الأفراد والمؤسسات الرسمية والخاصة لأعماله ويحثه على مزيد من العطاء والتألق أكثر فأكثر، أما بالنسبة للمؤسسات فأعتقد بأن اقتناء الأعمال الفنية تمثل صفقة رابحة لهم إذا ما أريد لها أن تزين موقعا ما أو تنثر مشاعر وأحاسيس معيّنة قابلها المتلقي بوجدان رفيع وأراد أن يستمتع بتلك الحالة الشعورية زمنا طويلا من خلال اقتنائه لهذا العمل أو ذاك. ولله الحمد كان لأعمالي الفنية حضور في هذا الجانب حيث تم اقتناؤها لدى الكثير من الأفراد والمؤسسات الحكومية والخاصة داخل السلطنة وخارجها. نقف للحظة ونرى أن المتتبع لمسار الفن التشكيلي العماني إجمالا، يرى اختلاف المدارس الفنية في السلطنة، بحيث يلمس وبشكل فعلي ذلك التنوّع غير المتكرر على الرغم من تعدد التجارب في هذا المجال، وهنا يشير الميمني إلى هذه النقطة وإلى ماذا يعود ذلك، وما إذا تناسخ الأفكار التشكيلية قد يضر بروح اللوحة الفنية على سبيل المثال ويؤكد بقوله: في بدايات الحركة التشكيلية كانت مواضيع الأعمال والممارسة الفنية من حيث التقنية والأسلوب تكاد تكون متقاربة إلى حد ما حيث كانت الواقعية هي الأكثر ممارسة وبحسب إفادة الرواد فإن هذا الأمر يعود إلى تأسيس الفنانين وصقل تجربتهم الأولى من خلال تعلم قواعد وأساسيات الرسم من الطبيعة الحية والصامتة، وبعد أن تمكن البعض منهم من الواقعية انطلقوا إلى مجالات الفن الأخرى وحلّقوا في فضائها الرحب خاصة بعد أن تحقق للبعض منهم السفر إلى خارج وأُتيحت لهم الفرصة لزيارة متاحف الفن العالمية وحضور الفعاليات الدولية كالبيناليات والتريناليات والملتقيات الفنية التخصصية، فهذا الاحتكاك ساهم في تنوّع تجاربهم مما أدخل أعمالهم في مرحلة جديدة الأمر الذي أثرى ساحتنا الفنية بالتنوع في الطرح والأسلوب حيث ظهرت السريالية والتكعيبية والتعبيرية والتجريدية والأعمال التركيبية وفنون الميديا والمفاهيمية وغيرها من المدارس الفنية وقدمها الفنانون العمانيون بأساليب وتقنيات لم تكن تمارس من قبل في السلطنة، وحدث أن كاد أن يقع الجيل الثاني من الفنانين في هوّة الاستنساخ من تجارب الرواد إلا أن قيام المؤسسات الفنية كالجمعية العمانية للفنون التشكيلية بالاهتمام بهم من خلال استقطاب عدد من كبار الفنانين في الوطن العربي والعالم لتقديم برامج ودورات وندوات في الفن المعاصر لهم بالجمعية وتوجيه بعض الأقلام النقدية في الوطن العربي للكتابة عن تجربة الفنان العماني وتقييمها وإرسال الكثير منهم إلى الفعاليات الدولية واستقطاب أساتذة الفن لتحكيم أعمال المعارض التشكيلية السنوية وعقد ندوات مصاحبة لها بعد المعرض جعل أفقهم يتسع إلى فضاءات أكبر وأبعد الكثير منهم عن الاستنساخ الذي كاد أن يهوي بالحركة، كما أن حصول عدد من الممارسين للفن على فرصة التعليم الأكاديمي في الجامعات والكليات المحلية والدولية قد خدم التجربة العمانية وزاد من ثرائها فتحقق لها التنوُّع وهناك أمر آخر ساهم أيضا في تنوُّع تجارب التشكيليين العمانيين وهو وجود بيئة متنوعة وغنية بالمفردات البصرية بالسلطنة جمعت بين التراث ذي الأصالة والجمال والطبيعة الغنّاء المتنوّعة فهذا الأمر كان له دوره الآخر في تقديم أطروحات تشكيلية تستقي مواضيعها من خلال هذه الأيقونات. لا تزال جائحة كورونا تؤثر بوطأتها على كل مناحي الحياة، فقد غيّبت جماليات المشهد الفني التشكيلي في إغلاق كل شيء، لكن الفنان الميمني يقترب موضحًا تلك البدائل التي من الممكن أن تتبع في ظل وجود هذه الجائحة، وآليات تسويق الفنان لنتاج أعماله حتى بعد هذه الجائحة ليكون أكثر حضورا في المحافل الفنية بشكل عملي ومهني أكثر وهنا يطرح رأيه: الممارس للفن التشكيلي تثريه المعارض المباشرة واللقاءات المستمرة مع الفنانين فهذا الأمر يزيد من تأصل تجربته وتقوية أركانها ويحقق لها الثراء المطلوب ففي يقيني أن متعة مشاهدة اللوحة الأصلية بدون أي حواجز لا يضاهيها شيء، وبسبب هذا الإغلاق الذي فرضه علينا واقع المرض ـ الذي نسأل الله أن يرفعه عن الأمة قريبا - فإن البدائل الأخرى قد شقت طريقها وسهّلت الحياة لدى محبي الفن من المتلقين والممارسين حيث سمحت لهم التقنية ومواقع التواصل الاجتماعي تقديم أعمالهم في معارض افتراضية واستضافة الممارسين في ورش ولقاءات وبرامج عديدة، فنشطت المؤسسات الراعية للفن في هذا الجانب وخرجنا بمحصّلة جيّدة من البرامج التي خدمت كل الأطراف، فالمسيرة في حقيقة الأمر لم تتوقف بل حلّقت بجناح آخر وحققت من خلالها نتائج مبهرة وذات أثر طيب، وهذا الأمر سار في نفس الخط بالنسبة لتسويق الأعمال فالاهتمام الذي جرى في الساحة الافتراضية جعل الأنظار تتجه إلى كل ما يطرح فيها من مواضيع فمواقع التواصل الاجتماعي أصبحت ملاذا للجميع فقام الفنانون باستغلالها الاستغلال الأمثل لعرض أعمالهم وتسويقها بشكل اتّسق مع روح الحياة وأبعاد حركتها طيلة هذه الفترة.