جنيف ـ (الوطن) ـ وكالات:
كشفت سوريا عن وجود اتصالات من أوروبا للتنسيق الأمني والسياسي، معتبرة أن الدول الأوروبية تريد العودة إلى دمشق، فيما من المنتظر أن يبدأ المؤتمر الدولي (جنيف2) اليوم بحث مسألة الإرهاب.
وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في مقابلة أجرته معه قناة الميادين الإخبارية إن بعض الدول الأوروبية اتصلت بالدولة السورية سياسيًّا وأمنيًّا ومعظم الدول الأوروبية تريد العودة إلى دمشق، لكنه قال إن دمشق ترى أن على هذه الدول الإقرار بفشل أغراضها في دمشق.
وقال المقداد إن السفير الأميركي روبرت فورد فورد فشل فشلا ذريعاً بالتعامل مع الملف السوري وهو سفير غير مرغوب فيه بسوريا، كما اعتبر أن فورد قد يكون المرشد لما يسمى الدولة الإسلامية بالعراق والشام (داعش) وجماعة الإخوان. كما اعتبر أن فورد هو من يوجه وفد معارضي الخارج المنضوين تحت ما يسمى الائتلاف.
وحول محادثات جنيف 2 قال المقداد إن الوفد الرسمي السوري حاول جاهدا الوصول إلى نتائج مشيرا إلى ورقة المبادئ التي تم تقديمها وتتضمن احترام السيادة السورية ووحدة الأرض وأيضا محاولة التحدث عن مكافحة الإرهاب ورفضها معارضو الخارج.
إلى ذلك من المنتظر أن يبحث (جنيف2) اليوم مكافحة الإرهاب حيث قالت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان أن مباحثات اليوم بين وفد الجمهورية العربية السورية ووفد الائتلاف ستتطرق إلى مسألة الإرهاب بعد أن اقتنع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بأنه علينا أولا مناقشة كيفية وقف الإرهاب.
وأشارت شعبان في تصريحات للصحفيين إلى أن وفد الائتلاف لا يريد مناقشة أي شيء سوى كيف يمكنه الوصول إلى السلطة وهذا ما يريده من يقف وراءه أيضا لافتة إلى أن السفير الأميركي روبرت فورد ظهر إلى العلن ليقول إنه يقود وفد الائتلاف بعد أن كان يقوده في الخفاء.
من جانبه أكد المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي أن جلسة الأمس بين الوفد الرسمي السوري ووفد الائتلاف جرى فيها الحديث بشكل مطول عن وقف الإرهاب وبيان جنيف الأول وتوقعات كل طرف.
وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحفي "كانت هناك جلسة صباحية طويلة مع كلا الوفدين ثم تلاها جلستان قصيرتان بعد الظهر كل جلسة مع وفد على حدة وتكلمنا مطولاً عن وقف الإرهاب وعن بيان جنيف1 وعن توقعات كل طرف وحاولنا أن نرى ما يحصل على مستوى القضية الإنسانية ولا سيما ما يخص حمص" مبيناً أن "المناقشات بين الأمم المتحدة والحكومة السورية ما زالت مستمرة".
وأشار الإبراهيمي إلى أن "الطرفين يبدو أنهما يريدان مواصلة الحديث لكن الفجوة كبيرة بينهما" متوقعاً أن تنتهي الجولة الأولى من الجلسات يوم غد الجمعة و"سيتم الاتفاق عندها على تاريخ محدد لمواصلة المناقشات والتي ستكون على الأغلب بعد أكثر من أسبوع".
وحول توقعاته عما يمكن الوصول إليه قبل انتهاء المحادثات يوم الجمعة قال الإبراهيمي إن "هذا شيء غامض ولا أتوقع أننا سنحصل على شيء مهم ولكنني سعيد أننا ما زلنا نتكلم والجليد يكسر بين الطرفين ببطء شديد" مشيراً إلى أنه ستتم مناقشة ما سيتم فعله لاحقاً عندما تتواصل الجلسات، معبراً عن أمله في أن "تكون الجولة الثانية أكثر تنظيما وفعالية من الجولة الأولى".
وأوضح الإبراهيمي أن أمله لم يخب إذ إنه لم يتوقع الكثير وأن ما يتم فعله الآن هو"أننا نتكلم سوية ونوافق على الاستمرار في الحديث وهذا ما حصلنا عليه".
واعتبر الإبراهيمي أن "النتائج التي ستحققها المحادثات لا ترقى إلى مستوى الأزمة وتطلعات الشعب السوري" لكن ذلك يعود إلى أن المتناقشين لم يلتقوا منذ ثلاث سنوات ولم يجلسوا مع بعضهم مرة واحدة بالتالي لا يمكن توقع نتائج جيدة وسريعة كما أنهم هم أيضا لا يتوقعون أن هناك عصا سحرية ستمكنهم من سير طريق الألف ميل بهذه السرعة و"الخطوة الأولى أمر جيد".