كان هنالك درس في مادة اللغة الانجليزية، يتحدث عن اللغات، من منها سيبقى ومن سيأفل. سأل الأستاذ البريطاني، كم لغة تعرفون؟ فأجاب معظم الطلاب، اثنتين، اللغة العربية، واللغة الإنجليزية. أحدهم قال، إضافة إلى العربية والإنجليزية أنه يعرف التحدث باللغة الفرنسية. وآخر قال، الأوردو،وأضاف طالب،السواحيلية.
سأل الأستاذ مرة أخرى، هل تتوقعون أن اللغة الصينية ستكون هي اللغة السائدة في العالم عند حلول عام 2050 ميلاديا؟ قال البعض، لا نظن ذلك؛ لأن اللغة الصينية لغة صعبة واليابانية كذلك. قال طالب، اللغة العربية ستكون السائدة في ذلك الوقت! فصدر من الطلاب ضجة لعدم تصديق ما يسمعون بينما قالت إحداهن لا أتوقع أن اللغة العربية تصلح لأن تكون لغة عصرية كاللغة الإنجليزية لأنها - اللغة الانجليزية - هي لغة العلم، والعلم من الغرب. طالب آخر أشار، بأن الأمة العربية الأفضل لها أن تحل جميع مشاكلها أولا، خصوصا ما يحدث من تشويه للدين الإسلامي وتستقر وتتطور علميا وتفكر بعقلانية من ثم تفكر كيف تجعل لغتها هي السائدة. الأستاذ نفسه كان قد تغيرت تقاسيم وجهه التي تصور استغرابا ودهشة غريبة على وجهه، هل من المعقول أن تكون اللغة العربية هي السائدة؟!
وسأل الأستاذ الذي لم يكمل عامه الأول في السلطنة، لماذا تتعلمون اللغة الإنجليزية؟ الطالب الأول: حتى نتمكن من التواصل مع الآخرين من جنسيات أخرى خصوصا عند السفر. وقال آخر، من أجل أن أكمل دراستي في الماجستير، كما أن الدراسة باللغة الإنجليزية في الكليات هي الأساس. وقال ثالث، في وقتنا هذا لايمكننا الحصول على فرص عمل إن لم تكن اللغة الإنجليزية هي اللغة التي أتقنها جيدا. وقالت إحداهن، أطفالي يتعلمون اللغة الإنجليزية لذا يتحتم علي معرفتها وتعليمهم ما أعرفه، وحتى لا يأتي وقت يتحدثون فيه أمامي بلغة لا أعرفها!
فنظر الأستاذ نظرة إشفاق للطالب الذي قال، بأن اللغة العربية ستكون السائدة عام 2050 ميلاديا!

محمد بن سعيد القري