الجيش وداعش في كر وفر والبشمرجة توسع عملياتها

بغداد ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
تعتزم واشنطن ارسال قوات إضافية يصل قوامها إلى 1300 جندي أميركي إلى العراق مهمتهم تدريب وتقديم المشورة ومساعدة القوات العراقية، بدءا من أواخر يناير المقبل فيما لوحت إيران بالتدخل حال تهديد (العتبات المقدسة) في الوقت الذي دخل فيه الجيش العراقي وارهابيي داعش في عمليات كر وفر مع توسيع قوات البشمرجة نطاق عملياتها.
وأوضح المتحدث باسم البنتاجون الادميرال جون كيربي في مؤتمر صحفي إن نشر هؤلاء الجنود يأتي كجزء من القوات الإضافية التي يصل قوامها لـ1500 جندي وسمح الرئيس باراك أوباما بنشرها في نوفمبر الماضي.
وقال كيربي "مهمتهم ستكون تدريب ومساعدة قوات الأمن العراقية وتقديم المشورة لها" مبيناً أن وزارة الدفاع الأميركية تعمل حاليا على إعداد أربعة مواقع من أجل التدريب وسيكون التركيز في البداية على 12 لواء وليس على رجال القبائل السنة.
وبهذا سيكون هناك نحو ألف جندي من الفريق القتالي المتمركز بقاعدة فورت براج في ولاية نورث كارولينا من بين القوات الإضافية. ووصفهم كيربي بأنهم قوات تتمتع بمهارات مكافحة التجسس والاتصالات والمهارات اللوجستية.
الى ذلك قال وزير الدفاع الايراني، العميد حسين دهقان ان بلاده اعلنت صراحة ان العتبات المقدسة في العراق خط أحمر بالنسبة لها، مبيناً انه لو حاولت جماعة "داعش" او اي جماعة مسلحة أخرى تهديد هذه المراكز المقدسة فستتدخل جمهورية ايران الاسلامية لحمايتها.
وشدد العميد دهقان في مقابلة مع قناة "العالم" الايرانية بثت أمس على انه "من الطبيعي ان يكون لدينا تعاون مع الحكومتين السورية والعراقية للمساعدة على حفظ امنهما واستقرارهما"، معتبراً أن أمن واستقرار سوريا والعراق هو من أمن واستقرار المنطقة.
وردا على سؤال بشأن تصريح وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري ان بلاده لا تمانع ان تقوم الطائرات الايرانية باستهداف اوكار جماعة "داعش" الارهابية، داخل بلاده ، اعتبر العميد دهقان، اذا ما ارادت "داعش" التجاوز على الحدود الايرانية فستواجه برد قوي، معلناً استعداد طهران تقديم المساعدة فيما لو طلبت الحكومة العراقية ذلك بشكل رسمي.
وأوضح، "انه بعد شراء الاسلحة والمعدات العسكرية من ايران، قدمنا المشورة والتدريب للجيش والقوى المقاومة في سوريا والعراق ولبنان، وهذا ما نعلنه بصورة واضحة وصريحة، وحتى مشاركة العميد سليمان لم تكن الا من اجل تقديم المشورة والتوجيه والتدريب".
ونفى العميد دهقان، تواجد اي قوات ايرانية في سوريا والعراق ، مشيرا إلى ان الافراد الذين كانوا هناك هو للاستشارة والتدريب وتقديم المساعدة بشأن اعداد الخطط العسكرية.
واوضح، انه ينبغي ان يكون مفهوماً للناس في المنطقة ان كل ما يحدث في سوريا والعراق هو في الحقيقة من اجل حماية أمن" الكيان الاسرائيلي".
وقال العميد دهقان ان جمهورية ايران الاسلامية قدمت المساعدة لفصائل المقاومة في فلسطين ولبنان وسوريا في مجال الصناعة والتقنية، واعلنت رسمياً انها ستتعاون مع المقاومة في هذين المجالين امتثالاً لتوصيات قائد الثورة الاسلامية، على انه يجب ان تكون الضفة الغربية مسلحة مثل قطاع غزة، مشيراً الى ان حماية المقاومة وضعت ضمن الاستراتيجيات العامة لجمهورية ايران الاسلامية، ويتم متابعة هذا الامر.
في غضون ذلك دخلت القوات العراقية في معارك كر وفر مع ارهابيي داعش. وذكرت الشرطة العراقية أن القوات العراقية ومتطوعي الحشد الشعبي تمكنوا من اعادة السيطرة على قرى ومناطق من داعش جنوبي مدينة صلاح الدين (170كم شمال بغداد).
وقالت مصادر أمنية إن القوات العراقية ومتطوعي الحشد الشعبي تمكنوا من تحرير مناطق التحرير والتل بعد انسحاب داعش منها.
واشارت المصادر إلى قيام عناصر داعش بنقل 20 جثة من عناصره عبر نهر دجلة الى قرية بيشكان.
من جانبهم أفاد شهود عيان بأن عناصر داعش سيطروا على احدي القرى التابعة لقضاء الضلوعية جنوب مدينة صلاح الدين (170 كم شمال بغداد).
وقال الشهود إن عناصر داعش تمكنوا امس من السيطرة على قرية البوعيفان في قضاء الضلوعية وقتلوا ثلاثة رجال وامرأة واصابوا 17 مدنيا.
من جانبها وسعت قوات البشمرجة الكردية عملياتها العسكرية ضد داعش في محيط جبل سنجار في شمال غرب العراق، بعد يومين من اعلانها فك الحصار عن الجبل حيث تتواجد مئات العائلات الايزيدية.
وتأتي هذه العملية ضمن هجوم هو "الاكبر" بدأته القوات الكردية الاربعاء، مدعومة بغطاء جوي كثيف من طيران التحالف الذي تقوده واشنطن.
وقال مجلس الامن القومي الكردي في بيان "شنت قوات البشمرجة هجوما جديدا من جنوب ربيعة (الحدودية مع سوريا) باتجاه جبل سنجار".
كما "انضمت جبهة ثالثة الى العملية الواسعة، تمتد من زمار (قرب سد الموصل كبرى مدن شمال العراق) غربا" وصولا الى سنجار.
واشار البيان الى ان قوات البشمرجة استعادت السيطرة على عدد من القرى شمال جبل سنجار الذي يمتد بطول 60 كلم قرب الحدود مع سوريا.
ويشارك في العملية التي بدأت الاربعاء، اكثر من ثمانية آلاف مقاتل، وهي "الاكبر والاكثر نجاحا" ضد الجهاديين، بحسب السلطات الكردية.
واشار مجلس الامن الكردي الى ان الهدف من توسيع العمليات هو "محاصرة وتنظيف منطقة مساحتها قرابة 2100 كلم مربع".