طهران ـ واشنطن ـ وكالات:
رأت إيران أن الأرضية باتت خصبة لتنمية العلاقات مع تركيا التي يزور رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان طهران، فيما تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما بإفشال أي محاولة لسن عقوبات على إيران.
ووصف المرشد الأعلى لإيران على خامنئي " الأخوة والمحبة والصداقة" القائمة حاليًّا بين بلاده وتركيا، بأنها منقطعة النظير خلال القرون الأخيرة.
جاء ذلك خلال استقبال خامنئي لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في العاصمة الإيرانية طهران، بحسب قناة "العالم "الإيرانية .
وقال قائد الثورة الإسلامية الإيرانية إن الطاقات الكبيرة لدى تركيا وإيران تشكل أرضية خصبة لتنمية وتعزيز العلاقات بينهما.
وشدد قائد الثورة على ضرورة تطبيق الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، مضيفا أن وجود مثل هذه الإرادة الجادة من شأنها أن ترسخ وتسرع عجلة تعزيز العلاقات بين الجانبين.
وأشار آية الله خامنئي إلى التوجهات والوشائج التي تربط البلدين وتابع قائلا " يجب استثمار الفرص المتاحة بشكل صحيح" بحسب قناة "العالم".
من جانبه، قال رئيس الوزراء التركي "إننا نعتبر إيران بيتنا الثاني".
ووصف لقاءاته مع رئيس الجمهورية حسن روحاني وسائر المسؤولين الإيرانيين بالمفيدة مشيرا إلى التوقيع على عدة اتفاقيات، وأضاف: نأمل ان تتحول العلاقات بين البلدين إلى نموذج يحتذى به على الصعيدين الإقليمي والدولي في ضوء التعزيز والتطور المتنامي للعلاقات الثنائية.
وكان اردوغان قد اكد خلال لقائه الرئيس حسن روحاني في وقت سابق الاتفاق مع ايران على مواجهة الإرهاب.
وعقب التوقيع على عدة مذكرات تعاون بين إيران وتركيا، صرح اردوغان للصحفيين "لقد توفرت اليوم الفرصة لمتابعة العلاقات الثنائية خاصة الاتفاق بين البلدين في مجال التجارة التفضيلية، وأود ان اعلن عن ارتياحي في هذا الصدد".
وأعرب عن أمله بالتوقيع على الاتفاق المتعلق بالمجلس الاعلى للتعاون بين البلدين خلال الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تركيا مستقبلا .
وتابع اردوغان: ان العام 2012 كان عاما بارزا جدا من ناحية العلاقات بين البلدين، اذ بلغ حجم التبادل التجاري بينهما 08ر21 مليار دولار لكنه انخفض للأسف في العام 2013 إلى 05ر13 مليار دولار، ومثلما هو معلوم فإن الهدف هو رفع المستوى إلى 30 مليار دولار في العام 2015 حيث تتوفر الارادة السياسية بين الجانبين في هذا الاطار.
واضاف رئيس الوزراء التركي، انه نظرا لان الصناعات التركية حديثة ومتنامية" فإننا بحاجة ماسة إلى منتوجات الطاقة خاصة الغاز الطبيعي من إيران وعلينا اتخاذ خطوات مشتركة على أساس قاعدة ربح - ربح بين البلدين".
إلى ذلك حث الرئيس الأميركي باراك اوباما الكونجرس على إفساح المجال أمام الدبلوماسية في الملف النووي الإيراني وهدد بتعطيل أي قانون يفرض عقوبات يتم التصويت عليه ضد طهران خلال فترة إجراء المفاوضات الدولية.
وقد تم التوصل بين طهران والقوى الكبرى إلى اتفاق تاريخي مرحلي حول تجميد جزئي للأنشطة النووية مقابل رفع جزئي للعقوبات.
ويأمل الرئيس الأميركي عبر ذلك ارغام طهران على إثبات أن برنامجها النووي محض سلمي وتجنب نزاع عسكري جديد في الشرق الاوسط.
وفي خطابه حول حالة الاتحاد دعا اوباما الى "إعطاء الدبلوماسية فرصة للنجاح"، معبرا عن أمله في حل الملف النووي الإيراني الذي يثير قلق المجموعة الدولية منذ عقد.
وحذر الكونجرس المنقسم حول المسألة الإيرانية من انه في حال التصويت على عقوبات اضافية خلال فترة المفاوضات، فإنه سيستخدم الفيتو الرئاسي.
وقال الرئيس الاميركي "فليكن ذلك واضحا: في حال ارسل لي الكونجرس الآن قانون عقوبات جديدا من شأنه ان يهدد بإفشال هذه المفاوضات فسوف استخدم حقي في النقض ضده". واضاف ان "هذه المفاوضات ستكون صعبة وقد لا تنجح".
واكد اوباما "اذا لم يقتنص القادة الإيرانيون هذه الفرصة، فسأكون حينئذ اول من يطالب بعقوبات اضافية"، مكررا القول انه "مستعد للجوء إلى كل الخيارات للتأكد من ان إيران لا تصنع سلاحا نوويا".
واضاف "لكن اذا اقتنص الايرانيون هذه الفرصة، فسيمكن لإيران حينئذ ان تقوم بخطوة مهمة للانضمام مجددا إلى مجموعة الأمم وسنكون قد تغلبنا على احد ابرز التحديات المعاصرة في مجال الأمن بدون المجازفة بشن حرب".