■■ الخابورة ــ العمانية:
بشموخ المجد وأصالة التاريخ العريق يقف حصن الخابورة شامخًا بإطلالته المهيبة على ساحل البحر وبجماله المعماري ذي الطابع الأثري وتاريخ حضارته التليد. ويقع الحصن في قرية (حلة الحصن) في ولاية الخابورة التابعة لمحافظة شمال الباطنة على بعد كيلو مترين شمال شرق دوار الخابورة. ويعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر الميلادي ليكون شاهدًا على الإرث التاريخي الذي خلّفه الأجداد عبر مختلف الأمنة، حيث شهد الكثير من عمليات الترميم منذ بدء النهضة المباركة، إذ تم ترميم حصن الخابورة عام 1994م لتتوالى عمليات الترميم إلى أيامنا هذه، والتي تقوم بها وزارة التراث والسياحة لتدوم روعة تصاميمه الهندسية وطابعها الأثري. يقع المدخل الرئيسي للحصن في الناحية الشمالية وأمامه مدفعان بجوارهما مدفع آخر تحطم جزؤه المتصل بالماسورة، ويبلغ طول الحصن 53 مترًا ■■
وعرضه 24 مترًا، وتحيط به أسوار العزة والمجد العالية والتي تم تشييدها بالطوب الطيني ليشهد الكثير من عمليات الترميم التي تقوم بها وزارة التراث والسياحة للمحافظة على ملامحه الأصيلة لتدوم روعة تصاميمه الهندسية. كما يتكون الحصن من عدة غرف، فهناك غرف للحراس وغرف للزوار وغرفة لتخزين المواد الغذائية والأسلحة وغرفتين لسكن الوالي، كما يوجد برجان أحدهما دائري الشكل قطره 7,5م ويقع في الركن الجنوبي الشرقي، وثمة برج أو معقل مستطيل الشكل عرضه 7,5م يقع في الركن الدائري، كما تضم جدرانه بعض الفتحات التي تستخدم لإخراج فوهات البنادق للتصدي لكل المعتدين، وبه بئران، كما يحتوي على مكان يسمى (البرزة) مخصص للاجتماعات ومكان آخر لحجز المخالفين بعد تنفيذ الأحكام. ويحكى أنه في الماضي كان يوجد مرسى السفن في الجمرك القديم أو بما يعرف ب(الفرضة) تقع أمام الحصن وتجلب البضائع إليها من العراق (البصرة) وإيران والهند وممباسا وزنجبار ودول الخليج.. وغيرها من الدول، عبر سفن النقل الشراعية، ومع بزوغ فجر النهضة المباركة للسلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - والتطور والحداثة تم إنشاء ميناء الصيد وكان موقع الحصن الشامخ بمثابة بوصلة للسفن للإرشاد لمكان (الفرضة). كما أكسبه الموقع الاستراتيجي والجغرافي جمالًا ورونقًا، حيث يقع بالقرب من سوق الخابورة القديم والذي كان مقصدًا تتوافد إليه الكثير من القوافل التجارية من شتى الولايات، ولعب دورًا تجاريًّا مهمًّا في ذلك الوقت.
والزائر للحصن تشده هيبة المكان التاريخي الذي ألقى فيه السلطان الراحل قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - خطابه السامي لأبناء الخابورة الكرام في بداية النهضة المباركة ليضيف لهذا المكان عمقًا تاريخًّا وحضاريًّا. وحصن الخابورة بطابعه المعماري الأثري يعد أحد كنوز الولاية التي تفتخر بماضيها وهو من الوجهات السياحة المهمة في الولاية، ويمكن لزائري الحصن التأمل واستحضار التاريخ في ساحته وأبراجه واكتشاف غرف التخزين وأماكن المعيشة والتعرف على أسلوب حياة الإنسان العُماني في تلك الحقبة الزمنية، وما سطّره من أمجاد، كما يمكن للزائر التمتع بتلك الإطلالة الساحرة على البحر وزرقة مياهه التي تعكس وجه الحصن ومناظر الطبيعة.