علي بن سالم الرواحي:
الآية التاسعة والعشرون من الجزء الخامس والعشرين:( وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ) (الشورى ـ 29).

المعنى الإجمالي للآية:

تشير الآية إلى وجود دواب فضائية أو إلى أن خلق الإنسان والدواب الأرضية مرّ بأطوار خلق السماء، ويترجح المعنى الأول لدلالة قوله تعالى عليه:(وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ).

محل الإشكال:(وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ).

سبب الإشكال: هل هناك حياة أخرى على الكواكب إلى جانب الحياة البشرية، أم لا؟.

حل الإشكال:

من التفاسير للآية:

1 - إن خلق الإنسان مرتبط بخلق السماوات، فلو لم يوجد الشمس والقمر والكواكب والنجوم كما وُجِدت الأرض لما وُجِد الإنسان، قال الله تعالى:(وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا، أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا، وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا، ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا، وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا، لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا) (نوح 14 - 20).

2 - يوجد حياة أخرى في الكواكب الأخرى مثل حياة البشر، وهذا ما يؤكده قوله تعالى:(وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ) (النحل ـ 49)، مخلوقة من ماء، وهذا ما أثبته العلم الحديث، حيث أعلنت وكالة (ناسا) الأميركية أن النيزك الساقط عام 1969م في استراليا يحتوي على أحماض أمينية التي تدخل في بناء الكائنات الحية الأرضية، وهذا الصحيح عندي، لأنه يضفي معنى جديدًا في حياة العوالم، ويتوافق ومعطياتِ العلم الحديث.

* كاتب عماني