مسقط ـ العمانية:
احتفلت كلية القيادة والأركان لقوات السلطان المسلحة امس بتخريج دورة القيادة والأركان الرابعة والثلاثين، وذلك تحت رعاية معالي الفريق جناب السيد منذر بن ماجد بن سعيد آل سعيد رئيس جهاز الاتصالات والتنسيق بالمكتب السلطاني، مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية لضمان سلامة الجميع.

بدأ الاحتفال الذي أقيم بمقر الكلية بمعسكر بيت الفلج بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى آمر كلية القيادة والأركان بالوكالة كلمة أشار من خلالها إلى أن الجاهزية والمرونة والمتمثلة في القدرة على الاستجابة السريعة للمتغيرات والظروف البيئية المختلفة هي قيمة من القِيَم التي تؤمن بها الكلية والتي من خلال تطبيقها استطاعت التعامل مع جائحة كورونا بكفاءة عالية، مكنها من ذلك وعي ومسؤولية منتسبي الكلية، وما تزخر به الكلية من إمكانات تقنية ومرافق إنشائية وبيئة أكاديمية متكاملة مزودة بكل مقومات النجاح، الأمر الذي أسهم في تذليل الصعاب وتخفيف آثار الجائحة وأتاحت الفرصة لتنفيذ برنامج الدورة وفق المنهاج المقرر.

وحث آمر كلية القيادة والأركان الخريجين على مواصلة العلم والمعرفة وذلك لتجدد العلوم والمعارف، وأن ينهلوا العلم من مصادره المختلفة، وأن يتعاملوا مع ما يشهده العالم من ثورة صناعية رابعة وتطور في التكنولوجيا والاتصالات والأنظمة التي فرضت واقعًا جديدًا وأن يكونوا مستعدين له وهم على أعتاب مرحلة مهمة بمفاهيم جديدة وتحديات غير تقليدية.

بعد ذلك سلَّم معالي الفريق جناب السيد رئيس جهاز الاتصالات والتنسيق بالمكتب السلطاني راعي المناسبة الجوائز التقديرية لأوائل الدورة والشهادات للخريجين، حيث حصل على المركز الأول على مستوى الدورة الرائد جوي سالم بن سيف الشبلي، وجاء في المركز الثاني الرائد طيار خميس بن سالم العيسائي وكلاهما من سلاح الجو السلطاني العماني، وحصل على المركز الثالث الرائد بحري (مهندس) يوسف بن إبراهيم الحجري من البحرية السلطانية العمانية.

جدير بالذكر أن الدورة الرابعة والثلاثين ضمت عددًا من ضباط وزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة، والحرس السلطاني العماني، والجهات العسكرية والأمنية الأخرى، وقد اشتملت الدراسة فيها على ثلاثة فصول أساسية، كما تضمن المنهاج الدراسي على التمارين التعبوية وعدد من المحاضرات لأصحاب السعادة الوكلاء والسفراء عبر تقنية الاتصال المرئي، مما أسهم ذلك في إثراء معلومات الدارسين، وقد اختتمت الدورة بتنفيذ تمرين (الحزم) والذي يعد نتاج تمارين الدورة.

حضر فعاليات حفل تخريج دورة القيادة والأركان معالي الفريق حسن بن محسن الشريقي المفتش العام للشرطة والجمارك، ومعالي الفريق سعيد بن علي الهلالي رئيس جهاز الأمن الداخلي، والفريق الركن بحري عبدالله بن خميس الرئيسي رئيس أركان قوات السلطان المسلحة، واللواء الركن مطر بن سالم البلوشي قائد الجيش السلطاني العماني، واللواء الركن طيار خميس بن حماد الغافري قائد سلاح الجو السلطاني العماني، واللواء الركن بحري سيف بن ناصر الرحبي قائد البحرية السلطانية العمانية، واللواء الركن مسلم بن محمد جعبوب قائد قوة السلطان الخاصة، واللواء الركن جوي (مهندس)
صالح بن يحيى المسكري آمر كلية الدفاع الوطني، وعدد من كبار ضباط قوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى.

وبهذه المناسبة قال المقدم الركن علي بن عبدالله الرواحي مساعد آمر كلية القيادة والأركان للشؤون الأكاديمية: “تعد كلية القيادة والأركان أعلى دورة تدريبية في مجال العلوم العسكرية والأمنية والإدارية في قوات السلطان المسلحة، ويشتمل المنهاج الدراسي للدورة ثلاثة فصول دراسية تخصصية ومشتركة، حيث تتم تهيئة الضابط الدارس ليكون مؤهلًا لشغل مناصب قيادية وإدارية تخصصية أو في مجال العمليات المشتركة، ونظرًا للظروف الاستثنائية الناتجة عن تأثيرات فيروس كورونا التي تمر بها السلطنة والعالم أجمع فقد تم تطوير أساليب التدريب في الكلية إلى أنماط رقمية حديثة من خلال تطويع الممكنات التقنية التي أفرزتها الثورة الصناعية الرابعة والحوسبة السحابية وأنترنت المعلومات، حيث تم تصميم منصة تعليمية خاصة بالكلية تسمح بمواصلة البرنامج التدريبي عن بُعد وبحسب الخطة التنفيذية التي وضعتها الكلية لمواجهة تأثيرات الجائحة”.

كما عبّر عدد من الخريجين عن فرحة تخرجهم، مثمَّنين الجهود المبذولة، والتي تسعى من خلالها الكلية لتحقيق أهدافها المتوخاة: حيث قال الرائد جوي سالم بن سيف الشبلي الحاصل على المركز الأول على مستوى الدورة المتخرجة: “الحمد لله على حصولي على المركز الأول في الدورة الرابعة والثلاثين بكلية القيادة والأركان التي تعد بحق صرحًا علميًّا شامخًا ومنبرًا للعلوم العسكرية، وأتشرف بأن أكون أحد خريجي هذه الكلية العريقة التي كان لها دورٌ بارزٌ في صقل مهاراتي المعرفية والعملية”.