دمشق - «الوطن» :
عن مكتبة كل شيء في حيفا صدرت رواية جديدة للأديب المقدسي جميل السلحوت. حملت عنوان (اليتيمة)، وتقع الرواية التي يحمل غلافها الأول لوحة للفنان التشكيلي المعروف محمد نصرالله، في 260 صفحة من الحجم المتوسط. وتأتي هذه الرواية كجزء ثالث لروايتي الأديب السلحوت السابقتين (الخاصرة الرخوة) و(المطلقة) واللتين حظيتا بردود فعل إيجابية واسعة، وفي هذه الثلاثية يطرق السلحوت بجرأة بائنة بابا بكرا يتعلق بنظرة المجتمع الذكوريّة للمرأة، ويطرح فيه معاناة النّساء في المجتمعات الذكورية. وفي تقديمه للرواية يقول الناقد المقدسيّ عبدالله دعيس : (هذه الرواية لوحة جديدة للحياة الاجتماعية في مدينة القدس وفي المجتمع العربي، وهي استكمالا لما بدأه الكاتب في رواية الخاصرة الرخوة والمطلقة. يركز الكاتب على العلاقات الاجتماعية بتفاصيلها الصغيرة، ويعطي صورة مفصلة عن عادات الخطبة والزواج والعلاقة بين العائلات المتصاهرة. وتزخر الرّواية بالأمثال الشعبيّة المناسبة للأحداث. يستمرّ الكاتب بنفس الأسلوب في الروايتين السابقتين وكأنه يكتب حلقة جديدة في مسلسل عنوانه الحياة الاجتماعية في المجتمعات العربيّة وهدفه فضح بعض الممارسات التي تضرّ بالمرأة، والتنبيه لها حتّى لا تقع ضحايا جديدة. وهي مشابهة إلا حد كبير لبعض القصص التي نسمعها يوميا للنزاعات بين العائلات، وحالات الطلاق الكثيرة جدّا والتي يكون سببها في كثير من الأحيان زواج متسرّع لم يقم على أساس سليم. فهذا موضوع مهمّ جدا وضروري، وما دام الكاتب قد فتح هذا الباب وسار فيه خطوات، فلا ضير من الاستمرار في صنع حلقات أخرى منه علّها تضيء دربا أو تنقذ أنثى من مستقبل قاتم. أرى أن الرواية مهمة وموفقة ولعلها تكون ضمن سلسلة أعمال اجتماعيّة تنقب عن هذه المثالب وتفضحها دون مواربة. تتحدّث هذه الرواية الواقعية عن شخصيات تعيش في مدينة القدس، لكنّها تنتقد مجتمعا عربيا واحدا، عاداته متشابهة أينما وجد في أي قطر عربيّ. والكاتب يظهر وحدة هذا المجتمع عن طريق العلاقات الاجتماعيّة المتينة بين شخصيات من أقطار عربيّة مختلفة، فرغم البعد الجغرافي والحدود السيّاسية المصطنعة، إلا أن القارئ يشعر أن هؤلاء جميعا ينتمون لمجتمع واحد مترابط، تجمعهم الألفة والمودّة وتتشابه عاداتهم وثقافتهم. وهذه لفتة جميلة. عنوان الرّواية هو (اليتيمة).