بروكسل -العمانية: خلافا لغالبية المتاحف المصاحبة لكليات الطب في العالم، يتميز (متحف الطب) في بروكسل، الذي أنشئ في 1993، بكونه أداة تربوية قبل كل شيء. فالمنهجية المتبعة في تنظيمه تذهب أبعد من تلك الموجودة في متاحف الطب التقليدية من خلال الأدوات القديمة المستخدمة في الممارسة الطبية. ويقول (ميشل ديبونسيل) ، وهو دليل في المتحف، إن المنهج التربوي المذكور يتجسد في تقديم تحف تمثل الطب في الفن من أجل السماح للزائر بفهم التقدم الكبير الذي حصل في هذا المجال على مر العصور، وإلى جانب السماعات القديمة والماكينات الطبية القديمة، تتضمن المعروضات جداول أو أدوات تشهد على الممارسة الطبية في العصور الوسطى على سبيل المثال. ومن المعروف أن الطب العلمي لم يمارس في تلك الحقب في أوروبا لأن المرض كان يُنظَرُ إليه وقتذاك على أنه عقاب إلهي. لذا، يمكن للزائر أن يلاحظ شمعة منصوبة أمام تمثال شخصية يتبرك بها في تلك العصور بهدف تجنب الإصابة بوباء الطاعون. غير أن الأكثر غرابة من من كل هذا هو ذلك القالب لجمجمة مثقوبة لشخص مريض، وهو ما يثير الفضول ويطرح الكثير من التساؤلات لأنه يشكل شهادة استثنائية على ممارسة طبية غريبة. ويعتبر المؤرخون الطبيون أن هذا العنصر المعروض يدل على أن الأطباء حينها تمكنوا من فتح جمجمة رجل لمداواته قبل إغلاقها، ويعتقد على نطاق واسع أن هذا المريض كان حيا لأن مختلف أجزاء جمجمته تمكنت من الالتحام بعضها بالبعض.