يوسف الحبسي:
أتى الصبح بخبر مفجع ونبأ عن رحيل عزيزٍ آخر وزميل في مهنة المتاعب اختطفه فيروس كورونا، فقد ترجل زميلنا محمد بن سعيد السعيدي دون وداع أو تمهيد بل نزل علينا خبر وفاته دون مقدمات تاركاً سيرته العطرة بين رفقاء دربه في جريدة الوطن وكل من عرفه من قريب أو من بعيد، وما أشد الفراق الذي يأتيك بغتة ولكنها مشيئة الله تعالى و"لكل أجل كتاب" و"إنا لله وإنا إليه راجعون" رحم الله زميلاً ترك أثراً طيباً في نفوس زملائه، كان واجهة جريدة الوطن عندما ندخل إلى مقر العمل يستقبلك بابتسامته ووجهه البشوش عندما كان موظفاً في الاستقبال، ثم أصبح صحفياً في القسم المحلي قبل أن ينتقل إلى مكتب جريدة الوطن في صحار ولم تفارق وجهه تلك الابتسامة التي تعلو محياه.
رحل محمد السعيدي تاركا قلمه وحبره بعد سنوات من العمل الصحفي في جريدة الوطن تشاركنا معه المكان وعايشنا أحداثا وتبادلنا الأفكار لعمل استطلاع أو تحقيق صحفي، لحق بالركب إلى دار القرار وترجل واقفاً مثل الشجر شامخاً بسيرته الحسنة بين من عرفه، ننعى من كان معنا أياما عديدة نعمل معاً ولم تتعبنا مهنة المتاعب، رحل ووري الثرى وبقيت ذكراه الطيبة في قلوبنا، وما أحوجنا أن ندرك ما هو واقع علينا من خطر جسيم وألا نستهين بالإجراءات الوقائية لحماية من نحب، والالتزام بتعليمات اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة للحد من انتشار فيروس كورونا، إننا نودع أحبتنا دون أن نلقي عليهم نظرة وداع بسبب ما تفرضه علينا الجائحة العالمية من إجراءات وظروف صعبة. إنها الأيام تمضي تُنقص من أعمارنا ويخطف كورونا العشرات من أحبائنا كل يوم، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.. اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين وأشف مرضانا ومرضى المسلمين وأرفع عن البشرية جمعاء هذا الوباء الذي لم يبق ولم يذر وبشرنا بزوال هذا الوباء في هذه الأيام المباركة من ذي الحجة.

* من أسرة تحرير جريدة الوطن