[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
ثلاثة امور يتوقف عندها المراقبون في قضية التدخل الأميركي في العراق بعد احداث الموصل الشهيرة في العاشر من حزيران – يونيو 2014، عندما هزم المسلحون القوات العراقية من جيش وشرطة وأجهزة اخرى والتي يقدر عدد عناصرها بمائتي الف عنصر خلال ساعات قليلة، وقد ظهرت الصدمة والترويع بقوة على جميع سلوكيات قادة البيت الابيض والبنتاغون، واعترف الرئيس باراك اوباما بفشل وكالة المخابرات الأميركية، في تقدير قوة المسلحين في العراق المناوئين للأميركيين وحكومة بغداد التي تم تنصيبها بإرادة أميركية بعد غزو هذا البلد عام 2003، والامور الثلاث، هي:
الاول: أن الأميركيين ومنذ اليوم الأول الذي انهارت فيه القوات الحكومية ليس في الموصل وحدها بل في مساحة تقرب من نصف مساحة العراق البالغة 444 الف كيلومتر مربع، قد رفضوا رفضا قاطعا إرسال قوات عسكرية برية تقاتل المسلحين وجها لوجه، كما حصل عام 2003، حيث تواجد في العراق باستمرار ما يقرب من 380 الف أميركي، قبل هزيمتهم واضطرارهم للانسحاب اواخر عام 2011، وجاء الرفض الأميركي بعد تجربة قاسية ومريرة في العراق أمام العراقيين الرافضين للاحتلال، حتى أن الرئيس الأميركي باراك اوباما قد اعترف بصراحة في خطابه الذي اعلن فيه سحب كامل القوات الأميركية في تشرين اول/اكتوبر عام 2011 ، من أن جيلا كاملا من الأميركيين سيعاني من حرب العراق، لذا، فإن أمر عودة الجنود القتاليين للعراق يعني إضافة أجيال اخرى من الأميركيين لسلسلة المعاناة القاسية.
الثاني: أعلن الأميركيون قبل ايام أن البنتاجون سيرسل الفا وخمسمائة جندي أميركي، وجاء الإعلان ممهورا بسرية الأماكن التي سيتواجد فيها هؤلاء وباقتصار عملهم على تدريب القوات العراقية، في محاولة لطمأنة عوائل هؤلاء من أنهم سيبقون بعيدا عن نيران المسلحين في العراق، وهذا الإعلان يختلف تماما عن التباهي الذي صاحب الغزو الأميركي للعراق عام 2003. وبينما رافق تلك القوات حوالي خمسمائة صحفي في اذار ـ مارس عام 2003، فإن هؤلاء العسكر الأميركيين سيبقون بعيدا عن كاميرات الصحفيين، وليس ثمة تفسير لذلك غير الخوف المطلق من نيران العراقيين الذين سيتصدون لهؤلاء الجنود، كما أن معرفة اماكنهم لن يكون صعبا، وسط الجهد الاستخباري الواسع والكبير للمسلحين الذي يدوّخ الأميركيين وغيرهم من الدول ومن الأجهزة المخابراتية في المنطقة والعالم.
الثالث: في الوقت الذي وقفت وسائل الإعلام الأميركية بقوة خلف قرار الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش في غزو العراق، فإن الكثير من وسائل الإعلام الأميركية الآن تقف بالضد من ارسال قوات برية للعراق، على خلفية ما أصاب قواتهم خلال سنوات الاحتلال، التي بلغ قوامها مليونا عنصر اعترف البنتاجون أن سبعين في المائة منهم اصيبوا بعاهات نفسية بمستويات مختلفة.
ولمجرد أن يشترط الأميركيون وجود قواتهم بالعراق في اماكن سرية فإن دلالات ذلك ليست بالبسيطة على سمعة أميركا.