تضم نحو 45 ألف كتاب وآلاف المصادر الإلكترونية

منح : من سالم بن خليفة البوسعيدي:
تعد مكتبة حصن الشموخ بولاية منح بمحافظة الداخلية، التي شُيدت بناءً على الأوامر السامية للمغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – وافتتحت في 27 من أغسطس 2012 م، واجهة ثقافية ومركزا علميا ومعرفيا يقدم الخدمات المعلوماتية للباحثين والدارسين ، ويسهم في تطوير مسيرة البحث والتعليم في سلطنة ُعمان ، وتساهم المكتبة في توفير مصادر معلومات ثرية تشمل مجالات العلوم والمعرفة الإنسانية وتقديم خدمات مرجعية بكفاءة عالية، وتهيئة بيئة إيجابية للدراسة والبحث من خلال التسهيلات المكتبية للمشتغلين بالبحث العلمي من طلاب الجامعات وأعضاء الهيئات العلمية والأكاديمية والأطباء والعاملين بمراكز البحث .

وأطلقت المكتبة مؤخرا هويتها الجديدة، والتي استمِدت عناصرها من مرتكزات المكتبة ورسالتها، وكذلك من الهوية العمرانية للمكان، وتم تجسيدها في قالبٍ فني يجمع كل ذلك بعيدًا عن التعقيد والتكلف، وضمت الهوية الجديدة أربعة عناصر وهي: الكتاب باعتباره الركيزة الأساسية للمكتبة، والصرح وهو إشارة إلى المبنى الذي تقع فيه المكتبة، والنوافذ المستوحاة من العمارة العمانية، وحرف الشين في كلمة شموخ .

ويتكون مبنى المكتبة من طابقين تبلغ مساحتهما الداخلية حوالي 3000 متر مربع، ووزعت أرفف مجموعاتها في سلسلة من الغرف المفتوحة على بعضها بشكل متصل، ويتوسط المبنى قاعة القراءة الرئيسية التي تتسع لسبعين باحثا ، كما يحوي سقفها الممتد بطول 12 متراً ست فتحات زجاجية تزود القاعة بالإنارة الطبيعية إلى جانب المصابيح المنصوبة على الطاولات، ويحيط المكان ثمان أقواس مصممة في تناغمٍ جميل بعرض تسعة أمتار تلف القاعة بجو من الدفء والأناقة . وتتيح المكتبة فرصة كبيرة للمشتغلين بالبحث العلمي والدارسين من الطلاب بعد دبلوم التعليم العام ، والموظفين الراغبين في تطوير الذات أو التنمية المهنية في مجال العمل ، إما بالحضور الشخصي إلى مبنى المكتبة خلال فترة الزيارة المعروفة أو الخدمات عن بُعد ، وتتمثل في التواصل والاتصال مع المستفيد من خلال استمارة الموقع الإلكتروني، أو البريد الإلكتروني ، أوعن طريق تطبيق المكتبة الموجود على الهواتف الذكية ، كما عملت المكتبة على استخدام الفهرسة الإلكترونية لكافة محتوياتها ، وذلك لتسهل للمستفيدين عمليات البحث والاسترجاع لمصادر المعلومات بصورة سريعة،علاوة على توفير بحث موحد يشمل البحث عن المصادر المطبوعة والإلكترونية معا من خلال عملية بحث واحدة مما يوفر الوقت والجهد لدى الباحثين .

تضم المكتبة حوالي 45 ألف كتاب وآلاف المصادر الإلكترونية ومجموعة من المصادر قُسمت إلى مجموعات، فهناك (المجموعة العمانية) التي تحوي مصادر المعلومات ذات السمة العمانية والمكتوبة عن السلطنة من قبل الباحثين العمانيين وغيرهم في كافة الموضوعات وباللغتين العربية والإنجليزية، إلى جانب مؤلفات الباحثين العمانيين ودراساتهم في مختلف المجالات، و(مجموعة المراجع) التي تضم عددا من الكتب والمصادر المرجعية، كالقواميس والموسوعات وكتب الحقائق وغيرها، و(مجموعة الدوريات المطبوعة) وبها عدد من الدوريات المهمة، وهي المصادر ذات الطبيعة الدورية في الإصدار منها اليومي والأسبوعي والشهري ومنها الفصلي، و(مجموعة الكتب العامة) وتضم أكبر مجموعة من الكتب في المكتبة، لاسيما وأنه مكون من 12 غرفة تضم كل فروع المعرفة بشكل مطبوع، وهي جميع المصادر بالطابق الأرضي والتي تغطي جميع فروع المعرفة، وهي مرتبة أبجديا وفق نظام تصنيف مكتبة الكونجرس الأميركية.

بالإضافة إلى عددٍ كبير من المصادر الإلكترونية المتاحة من خلال المكتبة الإلكترونية وتضم مجموعات إلكترونية مساندة للمجموعات المطبوعة . كما تقدم المكتبة الخدمة المرجعية الرقمية التي يتحقق فيها وجود المستفيد وأخصائي المعلومات معاً في نفس الزمن على شبكة المعلومات، وذلك من خلال موقع المكتبة على الشبكة عن طريق المحادثة الفورية، ويتمكن من خلالها الباحث من المحادثة (الدردشة) والمناقشة مع أمين المكتبة ليتلقى الإجابات على استفساراته مباشرة.

كما تمكن أمين المكتبة من تقصي حاجة الباحث من خلال الاستيضاح أكثر عن طلبه، ويعمل على تقديم هذه الخدمة مجموعة من الموظفين المؤهلين في كيفية تلقي الأسئلة والإجابة عليها . وخلال جائحة كورونا ركزت المكتبة على تفعيل الخدمات الإلكترونية للتواصل مع الباحثين والرد على استفساراتهم وطلباتهم، إضافة إلى توفير مزيد من المواد البحثية المتنوعة، كالدوريات مفتوحة المصدر التي يتاح للباحثين تحميل نصوصها الكاملة عن بُعد دون الحاجة لزيارة مبنى المكتبة، أما المصادر التي تشترك فيها المكتبة فبياناتها متاحة أيضا للباحثين، ويمكنهم طلبُ نصوصها الكاملة عن طريق خدمة البريد الإلكتروني، ومن أجل الحفاظ على سلامة الموظفين والزوار أوقفت المكتبة استقبال الزيارات الجماعية، مع إتاحة الزيارات الفردية للباحثين شريطةَ الالتزام بالتباعد الجسدي والاشتراطات الوقائية.